ما هي جراحة موس؟

كتابة:
ما هي جراحة موس؟

ما هي جراحة موس؟

يلجأ الأطباء والجرّاحون في بعض الحالات المرضيّة إلى جراحة موس المجهريّة (Mohs Surgery, MMS) لعلاج سرطان الجلد، وهي تختلف عن الخيارات العلاجيّة الجراحيّة بارتفاع مُعدّل الشفاء بعد إجرائها، وتخصّصها في إزالة الأنسجة السرطانيّة فقط؛ إذ يستطيع الجراح بتقنية مُستخدمة خلال الجراحة تحديد موقع الخلايا الخبيثة وإزالتها، دون إلحاق الأذى بالخلايا والأنسجة السليمة القريبة منها بنسبة كبيرة، ولذلك تتفوّق جراحة موس عن غيرها بأولويّة اختيارها في علاج سرطان الجلد المُنتشر في مساحات لا يكون فيها الجلد سميكًا، مثل: اليد، أو جفن العين، أو الأذن، ويُعزَى فضل هذه الجراحة إلى الدكتور فريدريك موس، الذي وصفها وجرّبها في عام 1941م.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجراحة أكثر كلفةً من أنواع الجراحات الأخرى، إلا أنّ الطبقة الكاملة للورم السرطاني أسفل الجلد يتم فحصها تحت المجهر والتأكُّد إذا ما كانت تحتوي على خلايا سرطانية لإزالتها، وذلك على عكس الجراحات التقليدية الأخرى التي قد تترك أجزاء من الخلايا السرطانية على حواف الورم دون إزالة، لذا فإنّ جراحة موس تقلِّل من خطر الإصابة بسرطان الجلد مرّةً أخرى.[١][٢]


ما الهدف من إجراء جراحة موس؟

إنّ الأهميّة التي تحظى بها جراحة موس ناجمة عن دورها في علاج نوعين من أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا بين الأفراد، وهما: سرطان الخلايا القاعديّة (Basal-cell Carcinoma)، وسرطان الخلايا الحرشفيّة (Squamous Cell Carcinoma)، بالإضافة إلى علاج أنواعٍ أقلّ انتشارًا، واللجوء إليها في حالات مُعيّنة غير شائعة لعلاج الأمراض الآتية:[١]

  • الأورام الخبيثة.
  • سرطان الخلايا الصبغيّة أو الميلانوما.
  • النّمش الخبيث (Lentigo Maligna).
  • الأورام الصفراء الليفيّة اللانمطيّة (Atypical Fibroxanthoma).
  • الساركومة الوعائيّة (Angiosarcoma).
  • الأورام الظهاريّة الشعريّة الخبيثة (Malignant Trichoepithelioma).
  • سرطان الكيسات الدقيقة المُلحقة (Microcystic Adnexal Carcinoma).
  • سرطان خلايا ميركل.
  • ساركومة ليفيّة جلديّة حَدَبيّة (Dermatofibrosarcoma Protuberans).
  • بعض حالات الإصابة بأورام سرطانيّة جلديّة أُخرى.

كما تُعدّ جراحة موس الخيار الأمثل في حال كان نوع سرطان الجلد يتميّز بالآتي:[٣]

  • في حال كان من المُهمّ حماية الأنسجة السليمة قدر الإمكان في المنطقة المتأثّرة بالسرطان في الجسم.
  • إذا كان من المتوقّع عودة السرطان بعد علاجه، أو إن كان قد عاد للمُصاب للمرّة الثانية.
  • في حال كان كبيرًا أو كان نموّه سريعًا.
  • إذا كانت حدود الأنسجة السرطانيّة غير مُتساوية وغير واضحة.


ما المخاطر الناجمة عن جراحة موس؟

مُعظم العمليات الجراحيّة تحمل بعض الجوانب الإيجابيّة والمخاطر المُحتملة، وفي جراحة موس فإنّ الآثار الجانبيّة المتوقّعة أثناء إجرائها أو بعدها تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[١]

  • تكوّن ندوب مكان الجراحة، بعضها بسيط، والبعض الآخر قد يكون بارزًا وسميكًا، بما يُعرَف بندبة الجُدرَة (Keloid Scar).
  • النزف أثناء العمليّة.
  • الرضوض.
  • التهاب مكان العمليّة.
  • الشعور بالألم.
  • تغيّر لون الجلد.
  • تلف الأعصاب الموجودة في منطقة إجراء العمليّة.
  • الإصابة بردّ فعل تحسّسي.
  • التحسّس من المُخدّر المُستخدم خلال العمليّة.
  • فتح جُرح العمليّة أو تمزّق الغُرَز.
  • عودة السرطان والحاجة إلى علاجه باستخدام وسائل أُخرى، كالعلاج الإشعاعيّ.
  • الحاجة إلى إجراء جراحات تجميليّة.
  • بعض الآثار الجانبيّة الخطيرة والنادرة نوعًا ما من العلاجات أو المواد المُستخدمة قبل إجراء العملية أو خلالها أو بعدها.

عمومًا تُصنّف جراحة موس من ضمن الجراحات الآمنة، التي لا يشكو المُصابون فيها من المخاطر أو الآثار السلبيّة بكثرة، كما أنّ مُعظمهم يكون بصحّة جيّدة بعد إجرائها، ولا يُعانون من المُضاعفات المذكورة سابقًا.[١]


كيف يُجهّز المُصاب لإجراء جراحة موس؟

توجد مجموعة من الإجراءات الواجب أخذها بعين الاعتبار عند إجراء جراحة موس، يُذكر منها الآتي:[٤]

  • ضرورة التوقّف عن تناول بعض العلاجات والأدوية: إذ ينبغي على المُصاب إعلام الطبيب المسؤول بجميع العلاجات والأدوية والمُكمّلات الغذائيّة التي يتناولها؛ لما قد تُسبّبه من تعارض مع إجراءات الجراحة، ومن أبرز هذه الأدوية مُميّعات الدم.
  • عدم الارتباط بأي أعمال أُخرى في يوم إجراء الجراحة: بالإضافة إلى إفراغ جدول مواعيد المُصاب من أيّ أنشطة مُهمّة، فعلى الرغم من أنّ جراحة موس تستمرّ أقلّ من 4 ساعات في أغلب الأحيان، إلا أنّ العملية قد تستمر أحيانًا أكثر من ذلك.
  • ارتداء ملابس عمليّة مُريحة: مع الانتباه إلى وجود ملابس إضافية لارتدائها في حال الشعور بالبرد.
  • إحضار بعض وسائل التسلية في يوم العمليّة: لمُساعدة المُصاب على تمضية الوقت دون الشعور بالملل، خصوصًا أنّ الجراحة قد تأخذ بضع ساعات، فلا بأس من إحضار كتاب أو مجلة للتسلية.
  • التحضير للعملية: يكون ذلك بمُساعدة المُمرضين بهدف تعقيم مكان الجراحة جيّدًا، وتحديد المكان الذي ستُجرى فيه بالضبط، وحقنه بمُخدّر موضعيّ لضمان عدم شعور المُصاب بالألم.


ما إجراءات جراحة موس؟

عادةً ما تُجرى جراحة موس في المستشفيات القريبة من مُختبرات طبيّة، أو في مؤسّسة مُعدّة خصوصًا لمثل هذه العمليات، وفي غرفة العمليات المُجهّزة للجراحة، وبعد تحضير المُصاب وتخديره موضعيًّا تبدأ الخطوات بإزالة الورم السرطانيّ بالمشرط، بالإضافة إلى طبقة واحدة من الأنسجة القريبة منه، وتؤخذ بعدها إلى المُختبر لفحصها والتأكّد من خلوّها أو إصابتها بالسرطان، وفي هذه الأثناء يُسمح للمُصاب بأخذ قسطٍ من الراحة، أو الذهاب إلى الحمام، أو حتّى تناول وجبة خفيفة إن لم يتعارض مكان الورم مع ذلك، وفي مُعظم الأحيان تستمرّ مدّة الانتظار هذه لساعة أو أكثر قليلًا.

وبمُجرّد ظهور نتائج المُختبر يكشف الطبيب عن وجود أيّ خلايا سرطانيّة في الأنسجة المأخوذة بالقرب من الورم، وفي حال ثبت ذلك يُزيل طبقة أُخرى من الجلد، ويتحرّى انتشار السرطان بعدها بنفس الطريقة السابقة، إلى أن تُظهر الفحوصات المخبريّة أنّ الأنسجة سليمة، وهذا هو سبب الوقت الطويل الذي تتطلّبه جراحة موس، حتّى أنّ بعض الحالات تستوجب حُقنة تخدير موضعيّ أُخرى؛ لزوال تأثير الحُقنة الأولى بسبب طول الوقت.[٥]

ومن الإجراءات الحديثة استخدام صبغات خاصّة تكشف عن الخلايا السرطانية تحت المجهر أو غيرها من التقنيات، الأمر الذي يساعد على تقليل خطر إبقاء أيّ خلايا سرطانية، وكإجراء ترميميّ أخير في خطوات جراحة موس يبحث الطبيب عن طريقة لإغلاق الجرح الناجم عن العملية، ويكون ذلك كالآتي:[٥]

  • تُترك الجروح الصغيرة عادةً لتُشفى من تلقاء نفسها.
  • يُخيط الطبيب مكان العملية في حال كان الجرح متوسّطًا.
  • في حال كان الجرح كبيرًا يختار الطبيب إمّا ترقيع الجلد (Skin Graft)، أو تسديل الجلد (Skin Flab)، أو جراحات تجميليّة أُخرى تُجرى في ما بعد.


ما نتائج جراحة موس؟

ممّا يُميّز جراحة موس أنّ المُصاب يُغادر غرفة العمليات خاليًا من سرطان الجلد، حتّى أنّ نسبة الشفاء التّام بعد إجرائها لعلاج سرطان الخلايا القاعديّة أو سرطان الخلايا الحرشفيّة لمن يُصابون بأحدهما للمرّة الأولى تتعدّى 99%، وتكون نسبة الشفاء لمن عاد إليهم السرطان بعد الشفاء منه 95%، ورغم نسب الشفاء العالية هذه إلا أنّ أنواع سرطان الجلد عمومًا تميل إلى إصابة المُتعافين منه بمُعدّل أكبر من نسبة إصابة الأشخاص السليمين، ممّا يستوجب مُراجعة الطبيب بمواعيد مُنتظمة للتأكّد من خلوّ المُصاب من السرطان.[٤][٣]

ومن ناحية أُخرى قد يُعاني المُصاب من بعض الألم أو التورّم البسيط في مكان الجراحة، مّما يستدعي استخدام بعض المُهدّئات أو المُسكّنات القوية التي يصرفها الطبيب للمُصاب، إلا أنّ مُعظم هذه الأعراض تزول خلال بضعة أيام ولا يوجد داعٍ للقلق بسببها.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Gary W. Cole (16-9-2019), "Mohs Surgery for Skin Cancer"، medicinenet, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  2. "WHAT IS MOHS SURGERY?", aad, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Sabrina Felson (13-10-2019), "What Is Mohs Surgery?"، webmd, Retrieved 20-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Mohs surgery", mayoclinic,6-9-2017، Retrieved 20-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Corey Whelan (18-7-2018), "What You Need to Know About Mohs Surgery"، healthline, Retrieved 20-6-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×