محتويات
أدوية حاصرات البيتا
تطوّرت الأدوية الخافضة للضغط على مرّ العصور بشكل كبير جدًا، وتوصّل الأطباء إلى أشكال عديدة تُوصَف بحسب حالة كلّ مريض، مما جعل خوافض الضغط أكثر نوعيةً وأقل تأثيرات جانبية، وتنتمي أدوية حاصرات البيتا Beta blockers إلى فئة الأدوية الخافضة للضغط، ويمكن معرفة آلية عملها من خلال اسمها، إذ تعمل هذه الأدوية على حصر مستقبلات الأدرينالين ذات النوع بيتا، مما يمنع من ارتباط هذا الهرمون على مستقبلاته وبالتالي منع ارتفاع الضغط، حيث وكما هو معلوم، يُعد الأدرينالين من أكثر الهرمونات الرافعة للضغط، وتنعكس تأثيرات هذه الأدوية أيضًا على القلب فتجعل ضرباته أكثر تباطؤ وأقل قوةً، ولعلّها ذات تأثير على الأوعية الدموية، فهي تعمل على فتح الأوردة والشرايين لتحسين تدفق الدم، وهذا من شأنه أن يجعل قيم الضغط الدموي أكثر انخفاضًا، والحديث عن هذه الأدوية يطول ويطول، ولكن في هذا المقال سيتم ذكر ما يهمّ كل شخص معرفته حول الاستخدامات الأساسية، والآثار الجانبية.[١]
آلية عمل حاصرات البيتا
بعد ذكر ومضة عن حاصرات بيتا الأدرينالية، لا بدّ من ذكر آلية عملها، والمقصود هنا ليس فقط آلية عملها على القلب، بل على الأجهزة الأخرى كذلك، إذ لُوحظ أن حاصرات بيتا تدعم استرخاء القلب، ويُؤمِن هذا الاسترخاء نبضًا أقل، وقوة نبض أقل، مما يُساهِم في الحد والتخفيف من اضطرابات نظم القلب، وبالتالي الوصول لنظم قلبي شبه طبيعي، ويوجد نوعين مختلفين لهذه الأدوية من حيث التأثير على الضغط، إذ تعمل بعض الأدوية على القلب فقط، بينما تعمل أدوية أخرى على القلب والأوعية الدموية، ومن أشيع هذه الأدوية البروبرانولول، والكارتولول والميتوبرولول، وفي أغلب الأحيان لا يتم اللجوء إلى هذه الفئة من الأدوية كخط أول من أجل خفض الضغط، بل تُستَخدم بالمشاركة مع أدوية أخرى، أو تبقى الخيار الأخير إذا لم تنجح بقية الأدوية في الوصول لقيم الضغط الطبيعي.[٢]
الاستخدامات الطبية لحاصرات البيتا
بما أنّ حاصرات بيتا تمنع الأدرينالين من الارتباط بمستقبلاته، وبالتالي إيقاف عمله، فهذا يعني قدرة هذه الأدوية على إيقاف عمل الجهاز العصبي الودي اللاإرادي، والذي يسيطر على العديد من الفعاليات داخل الجسم، ولذلك يمكن استنباط الاستخدامات الطبية لحاصرات البيتا بناءً على تأثير الأدرينالين على كل جهاز وفق الآتي:[٣]
- خفض الضغط الدموي: من خلال التأثير على الاسترخاء وضربات القلب كما تم ذكره سابقًا، بالإضافة إلى قدرة هذه الأدوية تثبيط إنتاج الأنجوتنسين 2، والذي يُعد واحدًا من أقوى المقبضات الوعائية، وبالتالي تتسبب حاصرات بيتا بتوسيع الأوعية وخفض الضغط، كما بإمكانها أن تُعالِج ألم الصدر الناتج عن الذبحة الصدرية، وتُعالِج الرجفان الأذيني.
- علاج الزَرَق: أو ما يُعرف بارتفاع ضغط باطن العين، ويُستَخدَم عادةً قطرات عينية من هذه الأدوية، والتي تعمل على تقليل إنتاج السوائل داخل مقلة العين.
- علاج القلق والشقيقة: يكون ذلك من خلال إيقاف هرمون القلق عن أداء عمله، وبالتالي تكون ذات تأثير إيجابي على الرجفان والتعرّق المرافقان لحالات التوتر.
- علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: تُخَفِّف هذه الأدوية من تسرع القلب والرجفان المرافقان لحالة فرط نشاط الغدة.
الجرعة الآمنة من حاصرات البيتا
لا يوجد جرعة آمنة مُطلَقة لحاصرات البيتا، إذ يتفرّد كل دواء بجرعة آمنة خاصة به، كما وكل حالة مرضيّة تحتاج جرعةً مختلفةً حتى من الدواء ذاته، والجرعات الموضحة أدناه للبالغين فقط، أما الأطفال تحت سن 12 سنة فيُقدِّر الطبيب الجرعة بناءً على وزن الطفل، ويجب أن تُؤخَذ أمراض الكبد والكلى والتقدم بالسن في عين الاعتبار عند وصف هذه الأدوية، وهنا جرعات أشهر أدوية هذه الزمرة وأكثرها استخدامًا:
- الأتينولول: تُعد الجرعة الآمنة من هذا الدواء والتي تُؤخذ لخفض الضغط ما يقارب 25 إلى 50 ملغ، وتُؤخذ مرةً واحدةً في اليوم، أمّا في حالة الذبحة الصدرية فتبلُغ الجرعة الآمنة حوالي 100 ملغ، تُؤخذ مرةً واحدةً في اليوم، أو يمكن تقسيمها إلى قسمين متساويين، والجرعة الموصى بها لعلاج اضطرابات نظم القلب تكون إما 50 أو 100 ملغ يوميًا ولمرة واحدة، وفي علاج الشقيقة يتراوح مقدار الجرعة الآمنة ما بين 25 إلى 100 ملغ تُؤخذ مرتين يوميًا.[٤]
- البروبرانولول: الجرعة المُستخدَمة في علاج ارتفاع الضغط من البروبرانولول تبلغ حوالي 80 ملغ مرتين يوميًا، أمّا بالنسبة للذبحة الصدرية والصداع النصفي فالجرعة المُعتادة هي 40 ملغ تُؤخذ مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وبنفس هذه الجرعة يمكن علاج القلق ولكن جرعة 40 تُؤخَذ مرةً واحدةً في اليوم، وفي حال فرط نشاط الغدة الدرقية تكون الجرعة الآمنة ما بين 10 إلى 40 ملغ تُؤخَذ ثلاث أو أربع مرات في اليوم.[٥]
الآثار الجانبية لحاصرات البيتا
تترافق حاصرات بيتا مع جملة من الأعراض الجانبية، والتي يختلف احتمال ورودها من شخص لآخر، كما وليس بالشيء الثابت وجود كل هذه الأعراض عند كل مريض يتناول هذه الأدوية، فالجسم البشري عند كلِّ إنسان لديه طبيعة خاصة به إلى حد ما، ومن بين الآثار الجانبية الممكن مُلاحظتها عند متناولي هذه الأدوية:[٦]
- الإسهال.
- الغثيان والإقياء.
- تشنج المعدة.
- الطفح الجلدي.
- الارتباك والأرق.
- اضطرابات الرؤية.
- التعب، وتساقط الشعر.
- الصداع والدوخة.
- الاكتئاب والهلوسات.
- تتسبب بحدوث مرض رينود.
- تتسبب بظهور أعراض ذئبة حمامية دوائية.
- انحلال البشرة السمي.
- ردود أفعال تحسسيّة خطيرة، كالحُمامى عديدة الأشكال، ومتلازمة ستيفن جونسون.
- تحرض حاصرات بيتا 2 نوبة الربو، لذلك يجب الانتباه لوجود سوابق أمراض تنفسية عند المريض قبل وصفها.
- تخفي هذه الأدوية أعراض انخفاض السكر عند مرضى السكري، مما يُؤَخِّر تشخيص الحالة عندهم، ولذلك يمنع استعمالها عندهم بشكل مطلق، إذ إنّها قد تسبب أيضًا تغيرات في قيم سكر الدم من ارتفاع أو انخفاض.
وعلى الرغم من تأثيراتها الجيدة على القلب، إلّا أنّها قد تتسبب بإحداث فشل في العضلة القلبية إذا ما تم وصفها عند مريض يعاني من مشكلة أو قصور في القلب، كما ومن الجدير بالذكر ضرورة عدم سحب حاصرات البيتا بشكل مفاجئ، بل يجب أن تُسحَب بشكل تدريجي، وذلك لأنّ السحب المُفاجِئ ترافق مع خطورة تعرّض المريض للذبحة الصدرية، أو الوفاة المفاجئة.[٦]
المراجع
- ↑ "Beta blockers", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-15. Edited.
- ↑ "Beta-Blockers for Heart Disease", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-15. Edited.
- ↑ "What you need to know about beta-blockers", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-05-15. Edited.
- ↑ "Atenolol", www.nhs.uk, Retrieved 2020-05-15. Edited.
- ↑ "Propranolol", www.nhs.uk, Retrieved 2020-05-15. Edited.
- ^ أ ب "Beta Blockers (Drug Class, List of Brand and Generic Names)", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-05-15. Edited.