ما هي حالة هوس الطعام الصحي؟

كتابة:
ما هي حالة هوس الطعام الصحي؟

هوس الطعام الصحي

يُعدّ تناول الطعام الصحي من العادات المحببة والموصى بها بشدة للحفاظ على الصحة والمساعدة في الوقاية من الأمراض، لكنّ بعض الأشخاص قد يعانون من هوس شديد للطعام الصحي، مما قد يؤثر في حياتهم اليومية وصحتهم الجسدية، وهذا ما يُعرَف بهوس الطعام الصحي، فما تعريفه؟ وما أعراضه؟ وما أسبابه؟ وما أضراره؟ وما طرق علاجه؟

هوس الطعام الصحي (Orthorexia) رغبة شديدة غير طبيعية وغير صحية تجاه إدخال الطعام الصحي إلى النظام الغذائي، وهو اسم صاغه الطبيب الأمريكي ستيفن براتمان، ولا يعترف به الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) كونه أحد اضطرابات الأكل، ويفرض هوس الطعام الصحي على الشخص قيودًا صارمة في النظام الغذائي، إذ يحاول الاشخاص المصابون بهذا الاضطراب تناول غذاء صحي كامل؛ للحفاظ على الصحة، وتجنب الإصابة بالأمراض، لكنّ ذلك قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى إنقاص الوزن المفرط وسوء التغذية والأمراض الأخرى.[١]


أعراض هوس الطعام الصحي

قد يتميّز الأشخاص الذين يعانون من هوس الطعام الصحي بمجموعة من الأعراض، والتي قد تتضمن ما يأتي:[٢]

  • البحث المستمر المتعلق بالطعام، إنّ قضاء بضع دقائق في قراءة ملصق المنتج أو تصفّحها على الإنترنت للحصول على مزيد من المعلومات عن المكونات أمر طبيعي، لكنّ الأشخاص المصابين بهوس الطعام الصحي قد يقضون ساعات في التفكير في الطعام وتخطيط الوجبات.
  • رفض تناول مجموعة كبيرة من الطعام، من الطبيعي أن يرفض بعض الأشخاص تناول أنواع معينة من الطعام؛ لأنّهم لا يفضّلونها، لكنّ الأشخاص المصابين بهوس الطعام الصحي يرفضون تناول فئات كاملة من الأطعمة؛ مثل: الحبوب، أو أيّ أطعمة تحتوي على مواد حافظة، أو كلّ الأطعمة التي لا تبدو لهم صحية، وفي الحالات الشديدة قد يستثني الشخص مجموعة كبيرة من نظامه الغذائي؛ مما قد يؤدي إلى إصابته بسوء التغذية.
  • الخوف من فقد السيطرة، فقد يشعر هؤلاء الأشخاص أنّ تناول وجبة واحدة مصادفة في أحد المطاعم غير الصحية كارثة كبيرة، وقد لا يوجد لديهم تفسير منطقي لتفكيرهم.
  • الشعور بالفراغ الذاتي، فالشخص المصاب بهوس الطعام الصحي ينشغل بالطعام في كلّ الأوقات، مما يجعله في حيرة تتعلق بتحديد مشاعره أو فهمها.


أسباب هوس الطعام الصحي

كغيره من اضطرابات الأكل الأخرى، فإنّ الأسباب الرئيسة لحدوث هوس الطعام الصحي معقدة وواسعة النطاق، فعلى الرغم من أنّ العديد من الأشخاص يفضّلون الطعام الصحي للحصول على صحة أفضل، لكنّه قد يُستخدم لحلّ مشكلات أكبر من ذلك، وتتضمن بعض الأسباب الأساسية لحدوث هذا الاضطراب ما يأتي:[١]

  • الخوف من المرض أو المضاعفات الصحية، قد توجد لدى الشخص مخاوف من الإصابة ببعض الأمراض، فمثلًا، قد يلاحظ بعضهم أنّ أعراض الصداع تخفّ عند التوقف عن تناول نوع معين من الطعام، فقد يصاب بالهوس من هذا النوع من الطعام.
  • الرغبة في السيطرة على النفس، فقد يرغب بعض الأشخاص في السيطرة على نظامم الغذائي بطريقة صارمة، وهذا قد يدفعهم للإصابة بالهوس بالطعام الصحي.
  • خلق هوية خاصة بالشخص، فكثير من الأشخاص يرغبون بالتمسك بنمط معين لخلق هوية خاصة تميزهم عن غيرهم، فعلى سبيل المثال، الكثير من الأشخاص يلتزمون بنظام غذائي نباتي بصفتهم محبين للبيئة، وعمومًا كلما كان النظام الغذائي أكثر تحديدًا أصبح من الضروري التمسك بالأشخاص ذوي العادات المماثلة وعدم مخالفتهم، مما قد يخلق للشخص هوسًا مرضيًا.


أضرار هوس الطعام الصحي

تُقسّم أضرار هوس الطعام الصحي عمومًا ثلاث فئات رئيسة؛ وهي:[٣]

  • أضرار جسدية، على الرغم من أنّ الدراسات على مرض هوس الطعام الصحي محدودة، لكن من المحتمل أن تؤدي هذه الحالة إلى التعرض للعديد من المضاعفات؛ مثل: اضطرابات الأكل الأخرى، ويؤدي النقص في العناصر الغذائية الأساسية الذي يحدث بسبب شدة النظام الغذائي المتبع إلى المعاناة من سوء التغذية أو فقر الدم أو بطء في معدل ضربات القلب بطريقة غير طبيعية، وسوء التغذية الحاد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الهضم وخلل في توازن الشوارد والهرمونات والحماض الأيضية وضعف صحة العظام، وتهدد هذه المضاعفات حياة الشخص.
  • أضرار نفسية، فقد يعاني الأشخاص المصابون بهوس الطعام الصحي من إحباط شديد عندما تتعطل عاداتهم الغذائية، كما قد يؤدي كسر قيود عادات الطعام المفروضة إلى الشعور بالذنب أو الكراهية الذاتية، كما يقضي هؤلاء الأشخاص معظم أوقاتهم في تفقد الطعام والصحة، وتشير نتائج الأبحاث الحديثة إلى أنّ هذا الانشغال المستمر بالطعام والصحة يرتبط بضعف الذاكرة العاملة.
  • أضرار اجتماعية، لا يحب الأشخاص المصابون بهوس الطعام الصحي التخلي عن التحكم عندما يتعلق الأمر بالطعام، كما أنّهم يتبعون أيضًا قوانين صارمة مفروضة على الأطعمة التي تندمج في جلسة أو تؤكل في لحظات معينة خلال اليوم، وهذا يجعل من الصعب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي فيها طعام؛ مثل: دعوات العشاء أو تناول الطعام في الخارج، مما قد يدفعهم إلى العزلة الاجتماعية.


تشخيص هوس الطعام الصحي

لتشخيص هوس الطعام الصحي وتمييزه عن تناول الطعام الصحي بطريقة طبيعية تُستخدم معايير تشخصية مكونة من جزءين؛ وهما:[٣]

  • التركيز على الهوس بالأكل الصحي، وهو جزء تركيز الوسواس على الطعام الصحي الذي يؤدي إلى حدوث مشكلات عاطفية مبالغ فيها تتعلق بخيارات الطعام، ويتضمن ذلك:
    • السلوكيات أو الأفكار، إذ يُعتقد أنّ السلوكيات القهرية أو الانشغال في خيارات الغذاء يعزز الصحة.
    • القلق المفروض ذاتيًا، فقد يسبب كسر قواعد النظام الغذائي المفروضة ذاتيًا القلق والخوف من المرض والشعور بالذنب.
    • قيود شديدة، فقد يفرض الشخص على نفسه قيودًا غذائية تزداد مع مرور الوقت، وتؤدي إلى استبعاد مجموعات غذائية كاملة من النظام الغذائي.
  • السلوك الذي يعطل الحياة اليومية، يركّز الجزء الثاني على السلوك القهري الذي يمنع ممارسة النشاطات اليومية، ويظهر هذا من خلال أي من الطرق الآتية:
    • المشكلات المرضية؛ مثل: سوء التغذية أو فقدان الوزن الشديد، أو المضاعفات الأخرى، فهي من نتائج السلوكيات القهرية.
    • اضطراب نمط الحياة، إذ يعاني الشخص من ضيق وضعف في الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي بسبب المعتقدات أو السلوكيات القهرية المتعلقة بالطعام الصحي.
    • الاعتماد العاطفي، فقد يعتمد تقدير الذات أو الهوية أو الرضا على الامتثال للقواعد الغذائية المفروضة ذاتيًا.


علاج المصاب بهوس الطعام الصحي

على العكس من بعض اضطرابات الأكل، قد يبدو الأشخاص المصابون بهوس الطعام الصحي قابلين للعلاج بسهولة؛ نظرًا لحرصهم على الصحة وسعيهم إليها، ويوصي الخبراء باتباع نهج يتضمن فريقًا متعدد التخصصات؛ بما في ذلك الأطباء والمعالجون النفسيين، واختصاصيو التغذية، وتُعالَج الحالة في العيادات، لكن في حال كان الشخص يعاني من سوء تغذية وانخفاض حاد في الوزن فقد يوصى بإدخاله إلى المستشفى.

ولا توجد دراسات معروفة تستكشف فاعلية العلاج النفسي أو الأدوية ذات التأثير النفسي في المرضى الذين يعانون من هوس الطعام الصحي، ومع ذلك، فقد اقتُرح استخدام بعض علاجات مرضى فقد الشهية العصبي؛ لوجود صفات مشترك في ما بينهما، فقد تبدو مثبطات امتصاص السيروتونين مفيدة لعلاج مرضى القلق والصفات القهرية، ومع ذلك، قد يرفض هؤلاء الأشخاص تناول الأدوية؛ لأنّها مواد غير طبيعية.

قد يبدو العلاج السلوكي مفيدًا للتخلص من التشوهات المعرفية والمعتقدات الخاطئة، فقد يساعد التعرض والاستجابة في تقليل السلوكيات القهرية، كما يساعد العلاج بالاسترخاء في التقليل من القلق خلال تناول الطعام.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Anne Artley and Melinda Smith, M.A (2-2020), "Orthorexia Nervosa"، helpguide, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  2. Joseph Goldberg, MD (7-2-2017), "What Is Orthorexia?"، webmd, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Alina Petre, MS, RD (NL) (2-4-2019), "Orthorexia: When Healthy Eating Becomes a Disorder"، .healthline, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  4. Jonathan R. Scarff, MD (1-2017), "Orthorexia Nervosa: An Obsession With Healthy Eating"، pubmed, Retrieved 28-6-2020. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×