محتويات
ما هي حكة السباحين؟
أكثر ما يجذب السياح عند تجوالهم وسفرهم في الإجازات هو اختيار المناطق والوُجهات الواقعة على الساحل أو القريبة من الأنهار والبرك العذبة؛ إذ تستهويهم الطبيعة هناك والمياه من حولهم لأداء العديد من الأنشطة المُمتعة، من أهمّها السباحة، ورغم ما تحمله السباحة من فوائد للجسم إلا أنّها تُعرّض البعض لمشكلات عديدة، مثل حكّة السباحين، التي يُشار إليها طبيًا باسم التهاب الجلد الحلقي (Cercarial Dermatitis)، وهو طفح جلديّ يُثير الحكّة الشديدة، وينجم عن الإصابة بعدوى من أحد أنواع الديدان الطُّفيليّة المُنتشرة في المُستنقعات والبرك العذبة والمسابح، والتي تبدأ دورة حياتها في القوارض والطيور المائية.
تبدأ الحكّة بإزعاج الشخص أثناء وجوده في الماء، وتختفي بعدها بعدّة ساعات، لتعود مرّةً أُخرى بعد مضيّ 10-15 ساعةً على شكل حبوب ونتوءات حمراء صغيرة وبثورَ فُقاعيّة أحيانًا، إلا أنّها جميعها تزول خلال أسبوع في أغلب الأحيان.[١]
ما هي أعراض حكة السباحين؟
من الضروري الانتباه إلى أنّه يوجد العديد من المشكلات والأمراض الجلديّة التي يُمكن انتقالها إلى الأفراد عن طريق السباحة في المياه العذبة، والتي قد تُشبه أعراض حكّة السباحين، والطبيب وحده هو القادر على التشخيص السليم وإعطاء العلاج المُناسب بعده، حتّى أنّ أعراض الإصابة بحكّة السباحين نفسها قد تختلف ما بين المُصابين؛ إذ تزداد شدّتها وسُرعة الإصابة بها بزيادة مدّة البقاء في المياه والسباحة فيها، ويُمكن إجمال هذه الأعراض في ما يأتي:[٢]
- الشعور بالتنميل والحرقة بعد مرور دقائق إلى بضعة أيام من التعرّض للمياه الملوّثة بالديدان.
- حكّة الجلد، التي تبدأ سريعًا بعد السباحة في المياه الملوّثة، وتمتدّ لمدّة أسبوع أو أكثر قبل زوالها تدريجيًّا.
- ظهور حبوب حمراء بارزة خلال 12 ساعةً من السباحة.
- قد تتحوّل هذه الحبوب إلى بثور فُقاعيّة، يُسبّب حكّها وكشطها من دون قصد الإصابة بعدوى بكتيريّة ثانويّة.
ما أسباب الإصابة بحكة السباحين؟
السبب الرئيس وراء الإصابة بحكّة السبّاحين هي عدوى من أحد أنواع الديدان الطُّفيليّة، التي تنتقل بواسطة العديد من الحيوانات والطيور، ولتوضيح آلية انتقالها يجب معرفة دورة حياتها بالضبط، ويُمكن تلخيصها في النقاط الآتي:[١]
- تستهدف الديدان في الحقيقة الطيور والحيوانات التي تُعشّش بالقرب من المياه، وتنتقل إلى دمها.
- ينتقل بيض الديدان إلى الماء عن طريق بُراز الطيور أو الحيوانات المُصابة.
- يفقس البيض إلى يرقات تسبح في الماء بحثًا عن نوع مُعيّن من الحلزونات لإصابتها.
- بعد إصابة الحلزونات تنطلق منها أنواعٌ مُختلفة من اليرقات نحو الماء، وتُسمّى الذّانبات (Cercariae)، وهي تعيش فقط مدّة 24 ساعةً، تبحث خلالها عن صيد آخر لتُهاجمه، وتبدأ دورة حياتها فيه من جديد.
وبناءً على ما سبق فإنّ وجود الشخص في مُحيط وجود الذانبات وخلال مدّة تصيّدها القصيرة تلك هو ما يرفع احتماليّة الإصابة بحكّة السباحين، لكن لحسن الحظّ لا يُمكن انتقالها من المُصاب إلى من حوله من أفرادٍ آخرين؛ إذ إن حكّة السباحين غير معدية،[١] ويُذكر من وسائط انتقال الديدان إلى الماء ما يأتي:[٣]
- الإوزّ.
- البطّ.
- طيور النورس.
- فئران المسك.
- القنادس.
يعد الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بحكّة السباحين؛ كونهم يميبلون إلى السباحة في المياه الضحلة، وقد لا يجففون أجسامهم بعد السباحة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ التعرُّض المُسبَق لهذه الحالة يزيد من شدّة الإصابة في المرّات القادمة.[٣]
كيف تُشخَّص حكة السباحين؟
ليس تشخيص حكّة السباحين بقدر سهولة الكلام عنها؛ إذ إنّ التشابه الكبير بين شكل الحبوب الناتجة منها يتشابه مع شكل الكثير من حبوب الاضطرابات الجلديّة والمشكلات المُشابهة، كبعض الالتهابات البكتيريّة، أو لسعات الحشرات، أو التحسّس من أنواع نباتات مُعيّنة، أو حتّى التعرّض للسعات قناديل البحر، وجميعها احتمالات واردة لمن بدأت الأعراض لديهم بعد الذهاب في عطلة أو رحلة ما، وفي الحقيقة لا يوجد فحص مُخصّص لتشخيص حكّة السباحين، فيعتمد الطبيب في التشخيص على الأعراض الظاهرة على المُصاب، إذ يسأله العديد من الأسئلة التي تساعد على التشخيص، منها الآتي:[١]
- التاريخ المرضيّ للمُصاب، ومعرفة إذا ما كان يُعاني من أيٍّ من أنواع الحساسيّة تجاه أيّ مواد.
- معرفة الأدوية والمُكمّلات الغذائيّة جميعها التي يتناولها.
- تحديد توقيت ظهور الأعراض للمرّة الأولى.
- معرفة إذا ما كان المُصاب قد سبح في برك أو أنهارٍ خلال الفترة الماضية.
- تحديد وجود أيّ أشخاص آخرين ممّن يُعانون من نفس الطفح الجلديّ الذي يُعاني منه المُصاب.
كيف يمكن علاج حكة السباحين؟
لا تُعدّ حكّة السباحين من الحالات الخطيرة أو الطارئة التي تستدعي مُراجعة الطبيب على الفور، خاصّةً في حال كان عدد الحبوب أو البثور معدودًا وفي مناطق مُحدّدة من الجسم، لكن في حال الانزعاج من أعراضها يُمكن حينها الاستعانة بأحد العلاجات الآتية:[٤]
- استخدام الكمادات الباردة على المنطقة المُراد تخفيف الحكّة فيها.
- غسل المنطقة المُصابة بكمية قليلة من كحول الإيزوبروبانول، ووضع كمية من لوشن الكالامين بعدها.
- استخدام أحد أنواع الكريمات أو المراهم التي تحتوي على مُضادات الهيستامين، أو أحد كريمات الكورتيكوستيرويدات، مثل كريم الهايدروكورتيزون بتركيز 1%.
- قد يتطلّب الوضع استخدام حبوب الستيرويدات، كالبريدنيزون (Prednisone)، في الحالات الشديدة.
- قد تُستخدم المُضادات الحيويّة أحيانًا في علاج الالتهابات البكتيرية الثانويّة الناجمة عن كثرة حكّ البثور الموجودة على جلد المُصاب وكشطها.
ما هي مضاعفات حكة السباحين؟
في ما يتعلّق بالمُضاعفات المُحتمل حدوثها عند الإصابة بحكّة السباحين فهي تقتصر على الإصابة بالتهاب أو عدوى ما في حال كانت الحكّة شديدةً لدرجة كشط جزء من البثور عند حكّها، وهو ما يُعرّض الجرح للبكتيريا والالتهاب.[٣]
نصائح للوقاية من حكة السباحين
دائمًا ما ينصح الأطباء ومُقدّمو الرعاية الطبيّة الناس باتّباع بعض الإرشادات والنصائح التي تُقلّل من احتماليّة تعرّضهم للعديد من المشكلات الجلديّة والأمراض عند السباحة في المياه العذبة، ويتضمّن ذلك كُلًّا ممّا يأتي:[٣][٢]
- تجنّب السباحة في المناطق التي أُثبت فيها انتشار عدوى حكّة السباحين.
- تجنّب المشي في الماء أو السباحة في المياه الضحلة القريبة من الضفف؛ كونها الأفضل للديدان للعيش والانتشار من المياه العميقة.
- تجفيف الجسم جيّدًا بعد الانتهاء من السباحة، أو حتّى الاستحمام بعد ذلك، والتأكّد من غسل ملابس السباحة أيضًا.
- استخدام واقيات من الشمس مُضادّة للماء عند الذهاب للسباحة؛ إذ إنّها تقي من احتماليّة التعرّض للديدان المُسبّبة لحكّة السباحين.
- تجنّب إطعام الطيور أو وضع فتات الخبز في أماكن المياه التي يسبح فيها الناس عادةً.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Marjorie Hecth (21-3-2017), "Cercarial Dermatitis (Swimmer’s Itch)"، healthline, Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Swimmer's Itch FAQs", cdc,22-10-2018، Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Swimmer's itch", mayoclinic,18-7-2019، Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ↑ Prof. Marius Rademaker (2004), "Swimmer's itch"، dermnetnz, Retrieved 12-5-2020. Edited.