ما هي دار البوار؟

كتابة:
ما هي دار البوار؟


ما هي دار البوار؟

ورد عن أهل العلم من المفسرين بأن تفسير دار البوار إن قبيلة قريش أخرجت رجالها إلى غزوة بدر لمقاتلة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المسلمين، فقيل إن دار البوار هي غزوة بدر قتلوا فيها بعض من زعماء قريش وقد توعدهم الله -سبحانه وتعالى- بدخول نار جهنم وقد ورد أيضاً بأنها دار الهلاك والعذاب وهي جهنم ودخولهم فيها واستقرارهم فيها.[١]


وقد ورد أيضاً في تفسير دار البوار بأنها دار الهلاك الذي يبقى يتجدد عذابها فلا يفتر ولا يخفف عن الكافرين بسبب كفرهم وعصيانهم، فيذوق أهلها عذابها فكلما نضجت جلودهم ولم تعد تشعر بشدة العذاب بدل الله -عز وجل- جلودهم إلى جلود أخرى حتى يذوقوا ويشعروا بعذاب جهنم الشديد الحار، فالبوار في اللغة الهلاك.[٢]


وتحمل الآية معنى آخر بأنها العذاب الذي أعده الله -عز وجل- للكافرين يوم القيامة، وقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- أيضاً معنى دار البوار في القرآن الكريم بمعنى آية أخرى بأنها قال تعالى: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القرار)،[٣] جهنم يذوقوا عذابها وشدة حرها وبئس المكان والمستقر يوم القيامة.[٢]


وقيل هي جهنم يوضعون فيها ويدخلونها ليروا شدة حرها وعذابها ويُقاسوا حرها ولهيبها بسبب كفرهم وعنادهم وتكذيبهم محمد -صلى الله عليه وسلم- ويبقون في جهنم خالدين إلى ما شاء الله -عز وجل- فهي شر مكاناً وشر مستقراً لهم، وهي بئس المكان والمستقر لهم.[٤]


ذكر دار البوار في القرآن الكريم

ورد ذكر دار البوار في القرآن الكريم في الآية الكريمة ومن ذلك قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)،[٥] دار البوار أي دار الهلاك والعذاب والشدة يوم القيامة ودار الهلاك أي جهنم يوم القيامة قيل بار الشيء يبور فهو بار أي هلك وبطل وقُضي عليه.[٦]

معنى البوار في اللغة

ذهب أهل العلم من أهل اللغة العربية إلى أن معنى كلمة البوار في اللغة هو قد يحمل عدد من المعاني فمنها بأنه هو الكساد أي كسد الشيء أي بطل الشيء وخرب الشيء، ويقال أيضاً بارت السوق أي كسدت السوق أي البضائع فيها فلا تباع، وورد أيضاً بأن البور هي الأرض الخراب التي لم يزرعها أهلها، أو تركوها عاماً وبار العمل أي بطل العمل.[٧]


وقيل أيضاً البوار هو فرط وشدة الكساد ولما فرط الكساد أدى ذلك إلى الفساد، فقد كان يقال أيضاً كسد حتى فسد، فيقال بار يبور بوراً، والبور من الناس هو الفاسد منهم ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[٨] أي لا يفسد عملهم الصالح ولا يبور.[٩]


المراجع

  1. نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي، التيسير في التفسير، صفحة 137. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني، البلاغة العربية، صفحة 299. بتصرّف.
  3. سورة إبراهيم، آية:29
  4. أسعد حومد، أيسر التفاسير، صفحة 1780. بتصرّف.
  5. سورة إبراهيم، آية:28
  6. محمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، صفحة 669. بتصرّف.
  7. كاملة بنت محمد بن جاسم بن علي آل جهام الكواري، تفسير غريب القرآن، صفحة 28. بتصرّف.
  8. سورة فاطر، آية:29
  9. شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي، فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، صفحة 598. بتصرّف.
4078 مشاهدة
للأعلى للسفل
×