ما هي دراسة التوصيل العصبي؟

كتابة:
ما هي دراسة التوصيل العصبي؟

ما هي دراسة التوصيل العصبي؟

إن لم تكن فكّرت مُسبقًا بقُدرة جهازك العصبيّ في السيطرة على حركات عضلاتك ونقل الأحاسيس من كلّ ما يُحيط بك إلى عقلك وكيف يُترجمه لأفعال وحركات مُختلفة ومشاعر عديدة فلك أنّ تتخيّل لو لم يكن ردّ فعلك سريعًا في آخر مرّة أبعدت يدك فيها عن الماء الساخن بمُجرّد أن لامسته أطراف أصابعك، وليس ذلك غريبًا؛ إذ إنّ الأعصاب المُنتشرة في جسمك تنقل الإشارات والرسائل إلى الدماغ بسرعة تُقارب 120 ميلًا في الساعة، ولك أن تتخيّل أيضًا ما ينطوي من عواقب على إصابة هذه الأعصاب بأيّ مشكلات أو أمراض.

واحد من أهمّ الفحوصات التي تُجرى لمُتابعة وظائف الأعصاب وفاعليّتها هو دراسة التوصيل العصبيّ Nerve conduction test، التي تهدف إلى فحص سُرعة التوصيل الكهربائيّ وقوّته في العصب المطلوب، وهو عادةً ما يكون مسؤولًا عن عضلات أو أجزاء في الجسم فيها أعراض معينة، كالخدّر أو التنميل، إذ إنّ أيّ خلل أو عائق يمرّ به العصب قد يكون سببًا في تخفيض سُرعة التوصيل الكهربائيّ وفاعليته فيه، وإضعاف وظائفه.[١]


ما الأمراض التي تشخصها دراسة التوصيل العصبي؟

عادةً ما يلجأ الأطباء إلى إجراء دراسة التوصيل العصبيّ في حال شكّهم بوجود اضطرابٍ عضليّ ما، أو مشكلات وأمراض في أعصاب الجسم، وذلك يُساعد في تشخيص كُلٍّ من الأعراض الآتية:[٢]

  • مُتلازمة النفق الرسغيّ: تعرف متلازمة النفق الرسغي بأنها من الحالات المرضيّة التي تتسبّب بالألم والخدر في أصابع اليد المُصابة؛ نتيجة الضغط الحاصل على العصب المتوسّط المُمتد من ساعد اليد.
  • الانزلاق الغضروفيّ: يحدث نتيجة تلف أو انفصال في الغضروف الليفيّ الذي يُحيط بالأقراص الموجودة في العمود الفقريّ، وينجم عنه بروز مركز القُرص المُصاب أو خروجه عن مكانه، وبذلك فقد يضغط على أعصاب العمود الفقريّ، ليُتلفها أو يُسبّب الألم في أنحاء الجسم المُتأثّرة.
  • مُتلازمة غيلان باريه: هي من أمراض المناعة الذاتيّة التي يُهاجم فيها الجهاز المناعيّ الأعصاب الطرفيّة في الجسم، مُسببًا العديد من المشكلات والأعراض، أبرزها التنميل والشعور بالضعف في الساقين.
  • أمراض الأعصاب المُزمنة: كاعتلال الأعصاب المتعدّد (Polyneuropathy)، الذي تُصاب فيه عدّة أعصاب في الجسم بالتلف أو الضعف، والاعتلال العصبيّ (Neuropathy) الذي يستهدف عصبًا مُحدّدًا، وعادةً ما تنجم هذه الأمراض عن فرط استهلاك المشروبات الكحوليّة أو إدمانها، أو كأحد مُضاعفات الإصابة بالسكّري، ويُذكر أنّ أكثر ما يشكو منه المُصابون بهذه الأمراض هو الخدر والتنميل.
  • مشكلات العرض الوركيّ: الذي يتسبّب بالألم والتنميل والخدر، ويرتبط ألم العصب الوركيّ بالعديد من الأسباب، من أكثرها شيوعًا تمزّق أحد أقراص العمود الفقريّ.
  • مُتلازمة شاركوت ماري توث: تعرف متلازمة شاركوت ماري توث بأنها من الأمراض العصبيّة الوراثيّة، تؤثّر في عضلات الساقين، وتسبّب الضعف في الرجلين، ويكون تأثيرها في الأعصاب الحسيّة والحركيّة في ذات الوقت.


كيف يتم الاستعداد لإجراء دراسة التوصيل العصبي؟

تقتضي بعض الفحوصات اتّباع تعليمات مُحدّدة وضروريّة قبل مدّة مُعيّنة من إجرائها، وفي حال دراسة التوصيل العصبيّ يكون الاستعداد باتّباع الخطوات الآتية:[٢]

  • إعلام الطبيب في حال كان المُصاب يتناول أيّ علاجات أو أدوية أو مُكمّلات غذائيّة أو عشبيّة.
  • إعلام الطبيب في حال كان المُصاب يُعاني من أيّ أمراض أو مشكلات صحيّة.
  • ارتداء الملابس المُناسبة، التي تُتيح الوصول إلى الأماكن المطلوب فحص الأعصاب فيها من الجسم، أو ارتداء الملابس التي يُمكن خلعها وإعادة لبسها بسهولة.
  • تجنّب استخدام أيّ كريمات أو مراهم أو مُستحضرات جلديّة أو زيوت على الأماكن المطلوب فحصها، والتوقّف عن استخدامها قبل عدّة أيام من موعد إجراء دراسة التوصيل العصبيّ.
  • يُجهّز الطبيب المُصاب لإجراء الفحص، مع مُحاولة الانتباه لدرجة حرارة جسمه قبل الفحص وأثناء الخضوع له؛ إذ إنّ انخفاض حرارة الجسم قد يُسبّب بطء التوصيل الكهربائيّ عبر العصب، وبذلك تتغيّر نتائج الفحوصات وتبعاتها.


كيف تُجرى دراسة التوصيل العصبي؟

في كثير من الحالات تُجرى دراسة التوصيل العصبيّ بالتزامن مع فحص آخر يُدعى تخطيط كهربائيّة العضل (EMG)، يقتضي فحص التوصيل الكهربائيّ داخل العضلة المطلوبة خلال الراحة أو خلال تحريكها وتحفيزها، وكلا الفحصين يُستخدم في تشخيص الأمراض والاضطرابات نفسها تقريبًا ومتابعتها، لكن إن قرّر الطبيب إجراؤهما في ذات الوقت تُجرى دراسة التوصيل العصبيّ أولًا من خلال الخطوات والإجراءات الآتية:[٣]

  • يطلب الطبيب من المُصاب الاستلقاء على سرير الفحص.
  • يضع الطبيب الأقطاب الكهربائيّة بواسطة لاصق على أماكن وجود الأعصاب المطلوب فحصها، وعمل هذه الأقطاب هو إرسال نبضات كهربائيّة خفيفة عبر الأعصاب.
  • يوصل الطبيب نوعية أخرى من الأقطاب في العضلات المُتأثّرة بالأعصاب المطلوب فحصها؛ لتسجيل استجابتها للنبضات الكهربائيّة المُنبعثة من الأقطاب الموصولة بالأعصاب.
  • يبدأ الطبيب بإرسال النبضات الكهربائيّة عبر أقطاب الأعصاب، ويرى تأثيرها في الأقطاب الموصولة بالعضلات.
  • يُسجّل الطبيب الوقت الذي لَزِم العضلات للاستجابة لتحفيز النبضات الكهربائيّة، وتُسمّى سرعة الاستجابة هذه سرعة التوصيل (Conduction velocity).


هل تسبب دراسة التوصيل العصبي الألم أو الضرر للمُصاب؟

رغم ما قد يظنّه البعض عند معرفة أنّ دراسة التوصيل العصبيّ تتضمّن التعرّض للنبضات الكهربائيّة، إلا أنّها تُصنّف من ضمن الفحوصات الآمنة جدًا، ولا تتسبّب بأيّ مُضاعفات أو مخاطر في الحقيقة، ويُمكن القول إنّ ما قد يشعر به المُصاب هو عدم الراحة التّامة أثناء الفحص، والشعور ببعض التنميل أو الوخز الخفيف مكان الإجراء.[٤]

من ناحية أُخرى يُنصح بإعلام الطبيب المسؤول عن الفحص في حال كان المُصاب يحمل جهازًا لتنظيم ضربات القلب (Pacemaker)؛ إذ إنّ إجراء دراسة التوصيل العصبيّ قد يتعارض مع عمل هذه الأجهزة، وإعلام الطبيب يُساعد في اتّخاذ تدابير الوقاية والإجراءات اللازمة حينها؛ لمنع حدوث أيّ مشكلات.[١]


كم المدة اللازمة لإجراء دراسة التوصيل العصبي؟

تعتمد المدة الزمنيّة اللازمة لإجراء دراسة التوصيل العصبي على عدد الأعصاب وعدد العضلات التي ينوي الطبيب فحصها أو مُتابعتها أو تشخيص إصابتها بأيّ اضطرابات، وتتفاوت هذه المُدّة ما بين 15 دقيقةً إلى ساعة أو أكثر، لكن حتّى وإن استلزم الأمر وقتًا طويلًا ففي غالبيّة الحالات يستطيع الأفراد مُغادرة العيادة أو المُستشفى بمُجرّد انتهاء الفحص، والعودة إلى ممارسة أنشطة يومهم وأعمالهم العاديّة مُباشرةً.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب Sarah Lewis (29-4-2019), "Nerve Conduction Test"، healthgrades, Retrieved 2-8-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Nerve Conduction Studies", hopkinsmedicine, Retrieved 2-8-2020. Edited.
  3. "Electromyography (EMG) and Nerve Conduction Studies", medlineplus,19-3-2020، Retrieved 2-8-2020. Edited.
  4. "NERVE CONDUCTION STUDIES", precisionhealth, Retrieved 2-8-2020. Edited.
  5. "Electromyogram (EMG) and Nerve Conduction Studies: About These Tests", alberta,28-3-2019، Retrieved 2-8-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×