ما هي دواعي تقديم الاستشارة الزوجية؟

أبرز الأمور التي تستدعي تقديم الاستشارة الزوجية

إنّ الاستشارة الزوجية أمرٌ مهم لحل العديد من المشكلات بين الزوجين، وليس ذلك فحسب، إذ يلجأ البعض لها لتحسين التواصل مع شركائهم، وفيما يأتي توضيح لأبرز الأمور التي تستدعي الحصول على استشارة زوجية من مختص:

المعاناة من مشكلة في التواصل بين الزوجين

إذا كان كل نقاش أو محادثة بين الزوجين تؤدي إلى جدال أو شجار؛ فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة حقيقية في التواصل بينهما؛ وقد يجعل هذا الأمر أحد الزوجين أو كلاهما شديد الحساسية، أو يتخذ موقفًا هجوميًا، كما قد يسبب هذا النوع من التحاور غير الفعال استحالة التواصل الحقيقي والمثمر، وفي هذه الحالة، تكون مراجعة معالج مختص في العلاقات الزوجية أمرًا ملحًا لتعلّم كيفية التعافي من الجدال والشجار وكيفية التواصل المثمر بين الطرفين.^[١]

الشعور باختلاف كبير في الشخصيات أو التفكير بين الزوجين

من المؤشرات المهمة التي تدل أيضًا على حاجة الزوجين إلى أخذ مشورة زوجية اختلاف الزوجين في الشخصية أو التفكير، أو إذا كان كل منهما ينظر إلى شريكه على أنه شخص سيء أو خصم، إذ لا يمكن أن يكون الزواج صحيًا في هذه الحالة.^[١]

مواجهة الصعوبات الجنسية بين الزوجين 

تشكّل العلاقة الحميمة عنصرًا أساسيًا في الزواج الصحي، وهي ضرورية للحفاظ على قوة الزواج، وإذا كانت العلاقة تفتقر إلى العلاقة الحميمة اليومية المريحة؛ فقد تتزعزع مشاعر الحب بين الزوجين، وفي هذه الحالة قد يكون أخصائي العلاقات الأسرية قادرًا على مساعدة الشريكين على إيجاد طرق لحل هذه المشكلة.^[٢]

الخيانة من قِبل أحد الزوجين

تُعدّ الخيانة الزوجية أحد أكثر الأسباب شيوعًا لأخذ المشورة الزوجية؛ نظرًا لما يترتب عليها من انكسار الثقة بين الزوجين، مع العلم أنّ مفهوم الخيانة الزوجية يختلف من شخص لآخر، ويجب أن يكون لدى الزوجين تعريف مشترك ومتفق عليه للإخلاص في إطار علاقتهما، وفي حال تجاوز أحدهما الحدود المسموح بها؛ لا بد من مراجعة أخصائي العلاقات الأسرية وبذل قصارى جهده لإنقاذ الزواج.^[٣]

الخلاف حول المال

إنّ الخلاف حول المال من الخلافات الشائعة بين الأزواج، وقد تنجم هذه الخلافات عن اختلاف أنماط الإنفاق، أو الخلاف حول كيفية الادّخار، أو بسبب الضغط الناجم عن عدم امتلاك ما يكفي من المال، وقد يساعد العلاج الزوجي على الأزواج على فهم علاقتهم بالمال، وجعلهم أكثر وعيًا بسلوكيات الإنفاق، وتطوير المزيد من التعاطف المالي مع بعضهم البعض.^[٣]

المعاناة من مشكلة الكذب بين الزوجين

قد تكون الاستشارة الزوجية ضرورية عندما يبدأ الشريكان بإخفاء الأسرار عن بعضهم البعض، أو يكذبون بأشياء مهمة وحساسة للغاية؛، فقد يؤدي هذا الأمر إلى مشكلة أكبر في العلاقة، فقد يدلّ ذلك على أن أحد الزوجين لم يعد يثق في شريكه بمعلومات أو مشاعر معينة، أو أنه يفعل شيئًا يجب ألا يفعله، أو أنه لم يعدّ مهتمًا بما يكفي لمشاركة أخباره والأمور التي تخصّه مع شريكه.^[١]

تكرار الخلاف على نفس المشاكل دائمًا 

من الطبيعي وجود مشكلات في أي علاقة زوجية، وبعض المشكلات ستكون دائمة، ويمكن أخذ المشورة الزوجية للتمييز بين المشكلات القابلة للحل والمشكلات المستمرة، وتعلم المهارات المناسبة لإتقان كل منهما.^[١]

الإقبال على تغيير كبير في حياة الزوجين

من المحتمل أن تؤثر التغيرات الكبيرة التي تطرأ على حياة الزوجين تأثيرًا كبيرًا على علاقتهما؛ ممّا يجعلهما بحاجة إلى استشارة أخصائي العلاقات الأسرية للحفاظ على استقرار هذه العلاقة، ومن أبرز هذه التغيرات: التقاعد أو تغيير الوظيفة، أو ولادة طفل جديد، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الانتقال إلى منزل جديد.^[٤]

الخلاف على طريقة تربية الأطفال 

كغيره من التغيرات التي تطرأ على حياة الأزواج، من المحتمل أن تؤثر تربية الأطفال على علاقة الوالدين، خاصةً إذا كان لدى كل منهما طريقة مختلفة في التربية، وفي هذه الحالة، قد يساعد أخذ المشورة من مختص في العلاقات الأسرية على تجاوز الخلاف وإيجاد وجهة نظر مشتركة.^[٥]

معاناة أحد الزوجين من الإدمان أو الاضطرابات النفسية 

إذا كان أحد الزوجين أو كلاهما يعاني من الإدمان أو مشكلات نفسية؛ كالاكتئاب أو الفِصام؛ فقد يؤثر ذلك سلبًا على الزواج، وقد يصبح الزوجان بحاجة إلى مساعدة خارجية؛ لمساعدتهما على الشعور بالراحة وليتمكّنا من الحفاظ على علاقتهما في ظل هذه الظروف، ولكن يُفضل البحث عن معالج لديه خبرة في العلاقات الزوجية وفي الحالات النفسية.^[٢]

نصائح للأزواج الذين يقصدون الاستشارة الزوجية

للحصول على أكبر استفادة من الاستشارة الزوجية؛ يُنصح بأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار:^[٦]

• الإنصات:

من المهم أيضًا الإنصات جيدًا لما يقوله الشريك -ربما للمرة الأولى- أثناء الجلسة، فقد يفاجئ البعض بأنّ شركاءهم يعبرون عن مشاعر عميقة ربما لم يشعروا أبدًا بالحرية بالتعبير عنها من قبل، ومن المهم طرح الأسئلة والتأكد من فهم الطرف الآخر بشكل صحيح؛ فهذا يساعد الزوجين على تحسين تواصلهم.

• ترك التفكير بالماضي:

لا داعي لذكر المشكلات التي حدثت منذ سنوات عديدة أثناء جلسة العلاج؛ فمن المهم أن يكون الزوجان قادرين على مسامحة بعضهما البعض والمضي قدمًا، ومن المؤكد أن يقدم أخصائي العلاقات الأسرية نصيحة بدفن الأحقاد القديمة، والتركيز أكثر على الحاضر وعدم الانغماس في أحداث الماضي.

• الاستعداد النفسي:

قبل الذهاب لأخذ المشورة الزوجية، يجب أن يكون كلا الزوجين مُهيئًا نفسيًا للأمر ومقتنعًا به، وإذا كانت مجرد مسايرة للشريك؛ فغالبًا لن يحصلا على نتيجة إيجابية.

• ترك المناقشات الحادة لجلسة العلاج:

يمنح أخصائي العلاقات الأسرية الزوجين فرصة للتعبير عن مشاعرهم في بيئة آمنة، وفي بعض الأحيان يحتدّ النقاش ويتحول إلى خلاف أو جدال، ورغم أنّ الجدال قد لا يكون أفضل طريقة للتواصل بين الزوجين، إلا أنّ الخلاف بين الزوجين يساعد الأخصائي على فهم أفضل لطبيعة علاقتهما، ويساعدهما على اكتساب فهم أفضل لمشاعر بعضهما البعض.

ملخص المقال

توجد العديد من الأمور التي تستدعي أخذ المشورة الزوجية؛ كتكرار الخلاف على نفس المشكلات دائمًا، أو الخيانة الزوجية، أو الخلاف على الأمور المالية أو تربية الأطفال، أو صعوبة التواصل بين الزوجين، وللاستفادة من هذه المشورة؛ لا بدّ من الاستعداد النفسي لها، والإنصات للشريك جيدًا أثناء الجلسة، ونسيان مشكلات الماضي.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} "Marriage Therapy: 8 Signs You Should See a Marriage Counselor", kenosiscenter, Retrieved 13/3/2022. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "7 Reasons You May Need Marriage Therapy", pacifichealthsystems, 22/6/2021, Retrieved 13/3/2022. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Barbara Stepko (26/6/2020), "7 Reasons You May Need Marriage Therapy", aarp, Retrieved 13/3/2022. Edited.
4. ↑ "5 Signs You May Need Marriage Counseling", health.clevelandclinic, 12/7/2019, Retrieved 13/3/2022. Edited.
5. ↑ Wendy Wisner (11/3/2020), "Everything You Need to Know About Marriage Counseling", talkspace, Retrieved 13/3/2022. Edited.
6. ↑ Rosemary K (14/4/2020), "7 Best Marriage Counseling Tips", marriage, Retrieved 13/3/2022. Edited.