محتويات
ما هي دول المحور؟
دول المحور هي دول شكّلت تحالفًا عسكريًّا بقيادة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) وهي:[١]
- دولة ألمانيا.
- دولة إيطاليا.
- إمبراطورية اليابان.
- دولة فنلندا.
- دولة ألبانيا.
- دولة المجر.
- دولة سلوفاكيا.
دول المحور الأساسية
ما المقصود بحلف الفولاذ؟
تكوّنت شراكة المحور بين دولتين أساسيّتين هما: ألمانيا وإيطاليا عام 1936م، وهي الشراكة التي أصبحت تُعرف باسم (محور روما برلين) والتي اتّسعت فيما بعد لتضمّ دولًا عديدة أخرى، ثمّ وقّعت كلّ من ألمانيا وإيطاليا تحالفًا رسميًّا عام 1939م عُرف باسم (حلف الفولاذ) وحاربتا معًا في سنوات الحرب العالمية الثانية،[١]على النحو التالي:
دولة ألمانيا
وهي الدولة الأولى في دول المحور، وكانت تحت قيادة الحزب النازي بزعامة أدولف هتلر، وقد مرّت على ألمانيا الكثير من الهزائم والانتصارات منذ قيام الحرب العالمية الأولى وإبرام معاهد الصلح ومجيء هتلر إلى الحكم الذي كان يُحاول جاهدًا استعادة أمجاد ألمانيا، ونصب العداء لكل دولة كانت ترى أنّ دولة ألمانيا ضعيفة؛ لذلك كانت سياسية قائمة على الكثير من البطش والضرب بيد من حديد لكلّ مَن يُعارض سياسته وما يتّخذه من قرارات، وهو في حقيقة الأمر يهدف إلى جعل ألمانيا سيدة أوروبا.[٢]
سعى هتلر إلى تحرير ألمانيا من القيود الدولية التي فرضت عليها عقب الحرب العالمية الأولى في مؤتمر الصلح كتمهيد لتحقيق الوحدة الألمانية؛ لذلك كان توّاقًا لإلغاء تلك الاتفاقية، فهو لطالما اعتبرها مصدرًا كبيرًا للمهانة الألمانية؛ لذلك ذهب يسترجع الأراضي التي تم اقتطاعها من ألمانيا الواحدة تلو الأخرى والتي ابتدأها بدولة التشيكوسلوفاكية التي تسكنها أكثرية ألمانيا فاستولى عليها بالكامل، ثم استولى على الممر البولوني ومدينة دانتريغ ذات الأغلبية السكانية الألمانية، وأبرم اتفاقًا مع بولونيا منحها من خلاله ممرًّا إلى بحر البلطيق لتمنحه هي حق السيطرة على الممر البولوني.[٣]
واجه هتلر الحلف الفرنسي السوفيتي من خلال كسب ودّ بريطانيا، فعقد معها اتفاقًا يقضي بعدم زيادة قوة ألمانيا البحرية عن 35% من قوة الأسطول البريطاني ولمه، بحلول مارس عام 1936م كان قد بدأ بخرق معاهدة فرساي وميثاق لوكارنو ودخل منطقة الراين وبدأ ببناء قوة عسكرية، ممّا أدّى إلى تقوية نفوذه العسكري في هذه المنطقة، فأصبحت تخشاه جميع الدول الأوروبية وتخشى من أطماعه التوسعية في المنطقة.[٤]
دولة إيطاليا
عام 1922م وصل بينيتو موسوليني وحزبه الفاشي إلى الحكم في دول إيطاليا، والتي كانت حينها تُعاني من الكثير من المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي دعا موسوليني إلى الاتجاه بنظره نحو القارة السمراء أفريقيا ليزيد من نفوذه ويوسعه على حساب الوجود الفرنسي في تلك المنطقة من العالم، وخاصة الحبشة (إثيوبيا) حيث استغل فرصة وقوع نزاع بين القوات الإيطالية والأحباش عام 1934م والذي قتل فيه (3) جنود إيطاليين ليتجه إلى المنطقة (وال) للسيطرة عليها، ومن ثمّ اتجه إلى أديس أبابا فاحتلها عام 1936م.[٥]
ممّا لا شك فيه أنّ موسوليني أراد أن تُصبح إيطاليا دولة عظمى، فهي لديها الكثير من المقومات التي يُمكن أن تساعده في هذا الأمر، لا سيما فيما يتعلق بعدد السكان والاقتصاد الجيد الذي كانت تمتلكه، فاتّجه إلى إحداث الكثير من الإصلاحات في المجتمع الإيطالي سواء على الجانب الاجتماعي فشجّع الزواج والإنجاب ومنع هجرة الشباب إلى الخارج، كما وفّر الكثير من مستلزمات الحياة المميزة للمواطن منها اهتمامه بالجانب الصحي، وهو الأمر الذي قلّل نسبة الوفيات في المجتمع، واهتم بالعمران وبناء المدن والتعليم، وعمد إلى بناء العديد من المدارس، وبذلك استطاع الوفاء بوعوده للشعب الإيطالي في تحسين حياته المعيشية.[٤]
إمبراطورية اليابان
كان اليابانيون يحلمون بإنشاء قوة يابانية كبرى تفرض سيطرتها وسياستها على قارة آسيا، فهم كانوا يرون أنها الطريقة الأفضل لحل المتاعب الاقتصادية التي تُعاني منها اليابان، وقد ساد الاعتقاد أنّ ذاك لا يُمكن تحقيقه إلا من خلال الحرب والاحتلال العسكري لبعض المناطق التي لها أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية والغنية بالثروات الاقتصادية، وهو الاتجاه الذي مثّله وزير الحربية اليابانية حينها (أراكي سادو).[٦]
استغل اليابانيون فرصة تخريب خط حديد جنوب منشوريا في سبتمبر عام 1931م لشن حرب على منشوريا والسيطرة على أكبر مدنها الجنوبية، كما تقدّمت الجيوش اليابانية باتجاه شنغهاي وإقليم جيهو الصيني وبعض المناطق الأخرى، وتمّ تنصيب الإمبراطور الياباني باعتباره إمبراطورًا على منشوريا.[٧]
شنّت اليابان الحرب الشاملة على الصين عام 1937م كجزء من سياستها التوسعية في قارة آسيا، وتمكّنت من السيطرة على السواحل الصينية مع نهاية عام 1938م واستطاعوا كذلك السيطرة على العاصمة هانكو، وقبيل الحرب العالمية وسّعت اليابان نشاطها لتسولي على مزيد من الأراضي والمستعمرات العائدة ملكيتها لدول كبرى مثل: فيتنام وكمبوديا ولاوس، وهي مستعمرات فرنسية في أندنوسيا، وهي مستعمرة هولندية وماليزيا مستعمرة بريطانية.[٦]
عام 1941م احتلت شمال فيتنام لتعزيز قبضتها على جنوب الصين، ففرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات ومنعت عنها شحنات النفط، ولم تكتفِ بذلك اليابان بل راحت تُوسّع نفوذها في مزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرة الدول الكبرى، وقامت بضرب ميناء بيرل هاربر عام 1941م من أجل دفع الأسطول الأمريكي إلى اتخاذ موقف محايد، وبهذه الخطوة الأخيرة تكون اليابان فعليًّا دخلت الحرب العالمية الثانية.[٦]
دول أخرى في تحالف المحور
لماذا قرّرت دول أوروبا الشرقية الانضمام لدول المحور في الحرب العالمية الثانية؟
إضافة إلى الدول الرئيسة في تحالف المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) بدأت دول أخرى من أوروبا الشرقية في الدخول إلى هذا الحلف من أجل تقديم الدعم والمساندة لها في القتال ضد الاتحاد السوفيتي عام 1941م، ومن هذه الدول ما يلي:[١]
دولة سلوفاكيا
أعلنت دولة سلوفاكيا بتاريخ 24 يونيو من عام 1941م الحرب على الاتحاد السوفيتي، بعد أن ارتكب فيها حقها الأخير الكثير من الانتهاكات والجرائم، فما أن اندلعت الحرب حتى قرّرت دولة سلوفاكيا القتال ضد الاتحاد السوفيتي، وأخذت تعد العدة لذلك، خاصة بعد أن قام اليابانيون بضرب ميناء بيرل هاربور، وبهذا تكون دولة سلوفاكيا قد أعلنت رسميًّا انضمامها إلى دول المحور في حربهم ضد الحلفاء.[١]
دولة المجر
أعلنت دولة المجر بتاريخ 27 يونيو من عام 1941م أنّها ستدخل في حرب مع الاتحاد السوفيتي الذي بدأ فعليًّا في الهجوم على الكثير من الدول ومن ضمنها المجر، وكذلك أعلنت كل من دولة ألبانيا وفلندا انضمامهم رسميًّا إلى دول المحور في الحرب القائمة، وبدأت بالفعل في القتال ضد الاتحاد السوفيتي.[١]
الدول التي تقع تحت حكم تحالف المحور
من هي أول دولة في أوروبا سقطت أمام الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية؟
بدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر عام 1939م بقصف هتلر لبولونيا بالطائرات، ومن هنا بدأت الحرب وكانت دون إعلان رسمي أو إنذار مسبق من جانب الجيش الألماني[٢]، وكانت الدول التي وقعت تحت سيطرة ألمانيا وتحالف المحور هي:
بولونيا
كانت بولونيا من أولى الدول التي سقطت تحت سيطرة الجيش الألماني بقيادة أدولف هتلر، إذ قام الأخير بشنّ هجوم مباغت على بولونيا بالطائرات فحطّم قوتها الجوية، واكتسح الجيش الألماني الأراضي البولونية بمساعدة القوات المدرعة، وحقيقة فقد أرسلت ألمانيا الآلاف من الطائرات الحربية لقصف أغلب المناطق الحساسة في بولونيا، فدمرت لها البنية التحتية منذ اليوم الأول فلم يكن أمامها إلا الخضوع والاستسلام.[٢]
بلجيكيا وهولندا
بدأت الطائرات الألمانية بضرب المرافئ والحصون والجسور في بلجيكا ولم تمرّ مدة 48 ساعة إلا وبدأ الجيش الألماني بالزحف اتجاه بلجيكا فلم تصمد كثيرًا أمام هذا الزحف هذه القوة المدمرة والكبيرة لهذا الجيش، وكانت ثاني الدول التي تسقط بيد الألمان، وبعد إكمال السيطرة عليها بدأ الجيش الألماني في الزحف باتجاه هولندا وما هي إلا فترة وجيزة والجنود الألمان يهبطون بمظلاتهم في مطار نوتردام على أكثر الجسور أهميّة في البلاد، ثمّ تمت السيطرة على أغلب المناطق في هولندا.[٢]
فرنسا
هي الدولة الرابعة التي تسقط بيد الجيش الألماني، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر أيار لعام 1939م؛ حيث بدأ الهجوم على الحدود الفرنسية وخلال عشرة أيام كانت القوات الألمانية تحكم سيطرتها على أغلب المدن الفرنسية المهمّة، وفي يوم السابع والعشرين من الشهر ذاته، كان الجيش البريطاني قد بدأ الانسحاب من الأراضي الفرنسية في أكبر عملية إجلاء للجنود البريطانيين والفرنسيين الذين بلغ عددهم ما يقارب (334.000) جنديًّا، وكانوا قد تركوا جميع معداتهم الحربية الثقيلة ورائهم.[٢]
قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939م واستمرت لغاية عام 1949م، وقد كانت ألمانيا بقيادة أدولف هتلر هي الدولة التي أطلقت الشرارة الأولى بحربها على دولة بولونيا، انضمّت إليها لاحقًا كلّ مِن إيطاليا واليابان، فشكّلوا ما باتَ يُعرف بدول المحور.
قد يهمك قراءة مقال: لماذا سميت دول المحور بهذا الاسم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج سايمون أدامز (2008)، الحرب العالمية الثانية (الطبعة 1)، القاهرة:نهضة مصر للطباعة والنشر، صفحة 8. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج رمضان لاوند (1989)، الحرب العالمية الثانية (الطبعة 12)، بيروت لبنان:دار العلم للملايين، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ فرانسوا جورج ترجمة حسين حيدر (1995)، موسوعة تاريخ أوربا العام، بيروت لبنان:منشورات عويدات، صفحة 418، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب ثورية حميدي (3015)، دور ألمانيا وإيطاليا في قيام الحرب العالمية الثانية، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ علاء عمارة (2008)، أحداث هزت العالم (الطبعة 1)، القاهرة:مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 13. بتصرّف.
- ^ أ ب ت خالد عبد نمال الدليمي، اليابان ما بعد الحرب العالمية الثانية، بغداد العراق:كلية الأداب ، صفحة 527. بتصرّف.
- ↑ زين العابدين شمس الدين (2012)، تاريخ أوربا الحديث والمعاصر (الطبعة 1)، عمان:دار الميسرة للنشر والتوزيع ، صفحة 567. بتصرّف.