محتويات
رباعيات الخيام
تُعرَف الرباعية بأنّها عبارة عن وحدة مستقلة تمتاز بوحدة الشكل والمضمون، ومن أشهرها رباعيات الخيام وهي قصيدة شعرية تتألف من أربعة أبيات، وتعدّ من أشهر أنواع الشعر الفارسي، إذ ذاع صيتها في الغرب والشرق، والسبب الرئيسيّ لنجاحها كان فيما تعكسه من فهم الخيام للحياة وتجربته فيها، وذلك وفقاً لعقيدة الحاضر وذوق المدنية.[١]
مواضيع الرباعيات
تناولت رباعيات الخيام مواضيع متعددة، وهي: الخمر، والحانة، والساقي، والعود، والناي، والمغني، والزهور، والربيع، والعشق، وغيرها، وأكثر معاني الرباعية ينطوي على قِصَر العمر وظلم الدنيا، بالإضافة إلى أهمية اغتنام الوقت قبل انتهائه، وقبول الحياة كما هي وألا يعمل الإنسان على تغييرها، ويشار إلى أنّه لم يكن للخيام ولرباعياته غايات تتعلّق بالدين، والحكمة، والزهد، والإيمان، ولكنّها عكست فلسفة الخيام من الدنيا.[١]
لغة الرباعيات
امتازت رباعيات الخيام باستخدام لغة سلسة، وسهلة البيان، ومال صاحبها إلى الاستعارات والتشبيهات السهلة، وكل ذلك من غير تكلّف أو تعقيد، وبطريقة تصور حياة البشرية جمعاء من دون تمايز بين طبقات المجتمع، كما استخدم الكنايات من أجل التشنيع بالذين يدّعون الورع والزهد.[١]
فلسفة الرباعيات
انعكست شخصية الخيام الفيلسوفية على شعر الرباعيات، حيث تحدّث عن الأمور السرمدية المشكوك في أمرها، مثل نهاية الكون، وأن لا أحد من البشر يستطيع أن يحيط بهذه الأشياء علماً، واستمدت بعض الرباعيات فلسفتها من مسلك فلاسفة الطبيعة الذين يقولون أنّ كل شيء في هذا العالم يستمر في الانحلال والتبعثر ولا يمكن أن يعود إلى أصله الأول، كما تشابهت فلسفة الرباعيات مع فلسفة أبي العلاء المعري وخاصة في قصيدته (غير مجدي في ملتي واعتقادي)، بالإضافة إلى وجود فكرة التشاؤم في بعض رباعيات الخيام، والتي تنطلق من مبدأ أن لا نفع للحياة ما دام الموت قادم لا محالة، وخلاصة القول هي إنّ طبيعة الفلسفة هي التي منحت الجمال إلى الرباعيات وجعلت لها الأثر الكبير في نفس كلّ من يقرؤها.[١]
مقطع من رباعيات الخيام
هذه مقطوعة من شعر رباعيات الخيام:
أُنْظُرِ الْعُمْرَ كَيْفَ يَمْضِي حَزِيناً
فَابْتَدِرْهُ فَسَوْفَ يُودِي وَيَقْضِي
مَا رَأَيْتُ الْهَنَاءَ عُمْرِي فَلَهْفِي
لِحَيَاةٍ كَذَا تَمُرُّ وَتَمْضِي
إِذَا مَا أَتَيْنَا خَاشِعِينَ لِمَسْجِدٍ
فَلَمْ نَأْتِ نَقْضِي لِلصَّلاَةِ فُرُوضَهَا
وَلَكِنْ سَرَقْنَا مِنْهُ سَجَّادَةً
وَمُذْعَرَاهَا الْبِلَى جِئْنَا لِكَيْ نَسْتَعِيضَهَا
عمر بن الخيام
ولد عمر بن إبراهيم الخيام صاحب الرباعيات في نيسابور إيران، وهو عالم عصريّ امتاز بذكائه الذي وصل إلى مستوى الريادة والاكتشاف، ويعتبر أول شخص تمكّن من حلّ المعادلة التكعيبية، كما عهد إليه السلطان السلجوقيّ باستطلاع حركات الأجرام السماوية، وكان الخيام عالماً في أمور الفلسفة، وبجميع الفنون التي كانت معروفة في عصره، بالإضافة إلى أنّه كان طبيباً بارعاً، وما يدل على ذلك معالجته للسلطان سنجر عندما أصيب بالجدري.
تخصّص الخيام في علوم اللغة والدين، مثل: الفقه، والحديث، والمنطق، والقراءات، والسير، والنحو، والصرف، وعلوم الطبيعة، وله عدة تصانيف في العربية، ومنها: (رسالة في الموسيقا) و(ميزان الحكمة) و(شرح ما يشكل من مصادرات إقليدس في الجبر والمقابلات) و(مسائل نجومية)، واشتُهر الخيام بالرباعيات، والتي استعان فيها لوصف الخمرة وعالمها، وعرض فلسفته من الحياة، كما ترجمت الرباعيات إلى لغات عديدة، واشتهرت على نطاق عالمي واسع.
المراجع
- ^ أ ب ت ث تعريب أحمد الصافي النجفي، رباعيات عمر الخيام، صفحة 17-27. بتصرّف.