محتويات
شروط لا إله إلا الله
وشهادة أن لا إله إلا الله هي الركن الأول من أركان الإسلام، وهي كلمة التوحيد، ومعناها العام أنه لا خالق ولا معبود ولا إله إلا الله -سبحانه وتعالى-.[١]
ولا بد في كلمة لا إله إلا الله من سبعة شروط، فلا تنفع هذه الكلمة قائلها إلا بأن يأتي بهذه الشروط، وهذه الشروط كالآتي:
العلم
يجب أن يكون المسلم عالمًا بعبارة لا إله إلا الله علمًا ينفي عنه الجهل بها، وهذا العلم يتضمّن معرفة هذه العبارة وما تتضمنّه من معانٍ عظيمة، فننفي الألوهية عن غير الله، وننفي استحقاق العبادة لغير الله، كما أن هذا العلم لا بد فيه من إقرار القلب، ومعرفته بما طلب منه علمه.[٢]
كما أن ذلك يتطلب أن يعلم المراد منها نفيًا وإثباتًا،[٣] لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه).[٤]
اليقين
كما ينبغي على من علم كلمة التّوحيد أن يراعي مسألة اليقين بها، واليقين ينافي الشّكّ المذموم، ومعنى أن يكون موقنًا بها يقينًا كاملًا، أي أن يكون معتقدًا بها اعتقادًا قلبيًا صادقًا، وإنّ اليقين بكلمة التّوحيد يؤدي بالمسلم إلى الجنّة بلا شك.[٢]
بينما إن كان قائلها قد قالها شاكًا مرتابًا بما تدل عليه؛ فإنها لا تنفعه؛ فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن.[٣][٥]
القبول
من شروط لا إله إلا الله أن يقبل بها الإنسان ويرضى بها،[٣] ويقبل بما تقتضيه، فيكون القبول لكلمة التوحيد بأن يعبد الله وحده، ويترك عبادة ما سواه، فهي تقتضي القيام بما شرع الله من عبادات وابتغاء وجه الله وحده.[٥]
ومن لم يقبل عبادة الله فهم الذين جاء بهم القرآن في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)[٦][٥]
الانقياد
لا يكفي المسلم أن يعلم بكلمة لا إله إلا الله وأن يوقن بها ويقبلها بدون العمل بمقتضاها وما تستلزمه من منهجٍ في الحياة، لذلك فإن من اعتقد بها انقاد لها، والانقياد هو الخضوع والطّاعة لكلّ ما أمر به الله تعالى وأوجبه، والبعد عن كلّ ما نهى عنه الله تعالى.[٢]
وفي الحديث الصّحيح عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام قوله: (لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تبعًا لما جئت به).[٧]
الصّدق
ويعني أن يقول الإنسان هذه الكلمة صادقًا من قلبه،[٥] فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِن قَلْبِهِ، إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ).[٨]
الإخلاص
والإخلاص يعني تصفية العمل من جميع شوائب الشرك، وذلك بأن يقول هذه الكلمة خالصة لله، ولا يبتغي منها مجرد نفع دنيوي،[٥]ويعمل بمقتضاها بإخلاص،[٣]فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (فإنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ).[٩]
المحبة لهذه الكلمة
وذلك بأن يحب المسلم هذه الكلمة، ويحب ما تدل عليها من معان، ويحب أهلها،[٢] يقول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).[١٠]
المراجع
- ↑ الزيد عبد الله بن أحمد بن علي، تعليم الصلاة، صفحة 7 - 8. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبد القادر بن محمد عطا صوفي، المفيد في مهمات التوحيد (الطبعة 1)، صفحة 70 - 74. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث القحطاني محمد بن سعيد بن سالم، الولاء والبراء في الإسلام (الطبعة 1)، الرياض:دار طيبة، صفحة 29 - 38. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:19
- ^ أ ب ت ث ج آل عبد اللطيف عبد العزيز بن محمد بن علي، التوحيد للناشئة والمبتدئين (الطبعة 1)، صفحة 43 - 44. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية:35 - 36
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني ، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:1/131، خلاصة حكم المحدث حديث حسن.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 128، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن محمود بن الربيع الأنصاري ، الصفحة أو الرقم: 5401، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:165