ما هي صلاة الفتح
صلاة الفتح هي صلاة صلّاها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد فتح مكة في بيت أمّ هانئ بنت أبي طالب،[١] ثم أصبحت سنّة، فكلّما فتح المسلمون بلاداً صلّوا صلاة الفتح فيها،[٢] كما أنّها تُسمّى أيضاً صلاة الشّكر،[٣] فكانت شكر من الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لله -تعالى- في يوم فتح مكة، وتعظيم لنعمته -سبحانه وتعالى- بأن تمّ له هذا الفتح المبين، فقد دخل خاضعاً لله -تعالى- ومتذلّلاً له حانياً رأسه، واغتسل وصلّى صلاة الفتح،[٤] وقد قال بعض أهل العلم بأنّها صلاة الضحى كالإمام النّووي، وأكدّ آخرون أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد صلّاها من أجل الفتح؛ كالقاضي عياض.[٥]
عدد ركعات صلاة الفتح وكيفيتها
بيّن الطبريّ أنّ عدد ركعات صلاة الفتح ثمان ركعات متّصلة ببعضها بدون فصل بينها،[٦] وثبت عن سعد بن أبي وقاص أنّه صلّاها عندما فتح المدائن ثماني ركعات متّصلة ومن دون إمام، فهي صلاة سريّة وليست جهريّة،[٧] وقال بعض العلماء إنّ صلاة الفتح تنتهي جميعها بتسليمة واحدة، والأصحّ التّسليم بعد كلّ ركعتين،[٨] وجاء ورد عن أمّ هانئ في صحيح البخاريّ أنّها قالت: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ)،[٩] وأكّد على ذلك أنّ الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- قد صلّاها بعد فتوحاته، والقول عن الضحى إنّما جاء بمعرض الوقت الذي صلّى به الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الفتح.[١٠]
حكم صلاة الفتح
قال بعض الصّحابة إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمرهم إذا فُتحت المدائن بالحمد والشكر لله -تعالى-، والتّسبيح، والتّهليل، والاستغفار والصّلاة،[١١] وقد أفتى علماء المسلمين باستحباب صلاة الفتح عند فتح المدن والأمصار،[١٢] واعتبر بعض العلماء والأئمة هذه الصّلاة صلاة ضحى، وليست صلاة فتح كالإمام النّووي،[١٣] ومشروعيّة ثبوتها أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- صلّاها في فتح مكة.[١٤]
المراجع
- ↑ ابن القيم (1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد، بيروت: مؤسسة الرسالة، جزء3، صفحة 361. بتصرّف.
- ↑ السهيلي (1412هـ)، الروض الأنف ت الوكيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 108، جزء 7.بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري (1427هـ)، الرحيق المختوم مع زيادات (الطبعة الأولى)، دمشق: دار العصماء، صفحة 345. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد طنطاوي (1997م)، التفسير الوسيط لطنطاوي، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 402، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ محمد الزرقاني (1996م)، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 28، جزء 11.بتصرّف.
- ↑ الصنعاني (2012م)، التحبير لإيضاح معاني التيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 26، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ السهيلي (1412هـ)، الروض الأنف ت الوكيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 108، جزء 7.بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 6730، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، الصفحة أو الرقم: 1176، صحيح.
- ↑ إبراهيم العلي (1995م)، صحيح السيرة النبوية للعلي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 462. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير(1999م)، تفسير ابن كثير ت سلامة (الطبعة الثانية)، دار طيبة، جزء8، صفحة 511. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد طنطاوي(1997م)، التفسير الوسيط لطنطاوي (الطبعة الأولى)، مصر: دار نهضة مصرجزء5، صفحة 402.بتصرّف.
- ↑ محمد آدم الإتيوبي (1999م)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، دار المعراج الدولية للنشر ، صفحة 349، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ الصنعاني (2012م)، التحبير لإيضاح معاني التيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، جزء6، صفحة 26. بتصرّف.