محتويات
سلطنة عُمان
سلطنة عُمان هي دولة من الدّول العربيّة التي تقع في شبه الجزيرة العربيّة، وتُعتبر ثاني أكبر دولة في المنطقة العربيّة بعد المملكة العربيّة السعوديّة، يحدّها كلّ من مضيق هرمز وبحر العرب، ومن الجهة الغربيّة الجمهوريّة اليمنيّة، وأيضاً تحدّها كلّ من الإمارات العربيّة المُتّحدة، والمملكة العربيّة السعوديّة، تُعتَبر أراضي سلطنة عُمان إجمالاً من الأراضي التي تُشكّل مواقعاً استراتيجيّة، والتي ساهمت في جعل عُمان من الدّول التي تُمثّل رابطاً مُهمّاً بين العديد من مناطق شبه الجزيرة العربيّة.[١]
عاصمة عُمان
تُعتبر مدينة مسقط هي العاصمة الرسميّة لسلطنة عُمان، تقع على ساحل الخليج العُمانيّ ضمن منطقة مُتنوّعة جغرافياً، وتنتشر على أرضها الجبال البركانيّة، كما تربط المدينة طريقٌ بريّةٌ بين غربها وجنوبها. في عام 1508م كانت مدينة مسقط ضمن السّيطرة البرتغاليّة الذي استمر فيها حتّى عام 1650م، وأغلب المعالم الحضاريّة القديمة والتاريخيّة لمدينة مسقط ما زالت قائمةً حتّى هذا الوقت، كما تشهد تنوّع المظاهر العمرانيّة، كالمعالم العربيّة، والفارسيّة، والهنديّة، والأفريقيّة، والنّماذج المعماريّة الحديثة، كما تحتوي مدينة مسقط على المَتحف الوطنيّ العُمانيّ، وتُصنّف كواحدة من المُدن التجاريّة المُهمّة.[٢]
التاريخ
في القرن السّادس قبل الميلاد قام الفرس بغزو المناطق العُمانيّة وقاومهم سُكّانها من الشعب الأزديّ، ومنذ ذلك الوقت حكمتها العديد من قبائل الأزد، وعند انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة أسلم سُكّانها وشاركوا في الفتوحات الإسلاميّة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٣]
منذ عام 746م أصبحت عُمان تتبع لحُكم الأئمة، وتمكّن أهلها في ذلك الوقت من صدّ الهجوم الذي تعرّضوا له من قِبَل الهنود والأحباش، وشهدت عُمان تطوّراً في مُجتمعها، وصار لها جيش بريٌّ وبحريّ قويّ، وساهما في فرض السّيادة العُمانيّة على أقسام من منطقة الخليج العربيّ وصولاً إلى حضر موت، ولكن عانت عُمان من حروب أهليّة، ممّا أدّى إلى تقسيمها لمجموعة من الكيانات الضّعيفة.[٣]
في عام 1498م وصل الجيش البرتغاليّ إلى عُمان، وبعد قيامه بمجموعة من المجازر التي شملت قتل الشّعب العُمانيّ وتدمير مجتمعه، تمكّنت القوات البرتغاليّة في القرن السّادس عشر للميلاد من السّيطرة على أراضٍ واسعة في عُمان، وفي القرن السّابع عشر للميلاد حكمت الأسرة اليَعرُبيّة الأراضي العُمانيّة.[٣]
في القرن الثّامن عشر للميلاد تشتّت الأسرة اليَعرُبيّة، وكانت الدّول الاستعماريّة الأوروبيّة في ذلك الوقت تسعى جاهدةً للسّيطرة على المناطق العربيّة، وكان المُجتمع العُماني يُعاني من اضطرابات مُتنوّعة، ممّا دفع أحمد بن سعيد الحاكم آنذاك لإلى الاستعانة بالقوات البريطانيّة للمُحافظة على حكمه، وهذا ما سهّل أمامها السّيطرة على الأراضي العُمانيّة عن طريق تقسيمها، فاستمرّت الحروب الأهليّة تُؤثّر على عُمان وخصوصاً مع سيطرة بريطانيا على أرضها.[٣]
لم يرضَ الشّعب العُماني أن تستمرّ السّياسة الاستعماريّة البريطانيّة على أرضه، فطلب من السّلطان أحمد أن يتنازل عن الحكم لابنه سعيد، ولكن استمرّت ثورة العُمانيين التي شملت العديد من المناطق العُمانيّة، وتمّ تقديم قضيّة عُمان للأمم المُتّحدة من أجل المُطالبة بخروج القوّات البريطانيّة من أرضها، وقام السّلطان قابوس بن سعيد بخطوة مُهمّة جدّاً؛ فاستلم حكم السّلطنة بدلاً من والده السّلطان سعيد، وتمكّن من تحقيق الاستقلال لعُمان في عام 1971م.[٣]
التّضاريس الجغرافيّة
تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لسلطنة عُمان إلى 309,000 كم²، وتُقسم تضاريسها إلى الآتي:[٤]
- منطقة مسندم: هي منطقة تُقسم إلى قسمين، وهما:
- القسم الشماليّ: هو القسم الذي يحتوي على جزيرة جيريّة، وخلجان مُتنوّعة، مثل: خليج أشام، وخليج جبلين.
- القسم الجنوبيّ: هو القسم الذي يتكوّن من مجموعة من الجبال الجيريّة الوَعرة، وتعرف باسم رؤوس الجبال.
- جبال عُمان: هي جبال تقع في الجهة الشماليّة من سلطنة عُمان، وتمتلك قاعدةً من الصّخور المُتنوّعة، مثل: الناريّة، والرسوبيّة، والبازلتيّة. من أشهر جبال عُمان الجبل الأخضر؛ وهو عبارة عن هضبة مُكوّنة من الجير، وأيضاً تُعتبر الجبال الشرقيّة من أهمّ التّضاريس الجغرافيّة في سلطنة عُمان، وللجبال العُمانيّة أهميّة كبيرة في العديد من المجالات الاقتصاديّة والسياحيّة.
- السّهول الساحليّة: هي السّهول التي تُشكّل جزءاً من التّضاريس الخاصّة في عُمان. من أهمّها السّهول الداخليّة التي تُعتبر من المناطق المُتنوّعة في معالمها الطبيعيّة.
المناخ
يُعدُّ المناخ السّائد في عُمان صحراويّاً جافّاً، ويشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة في مُعظم أيّام السّنة وتحديداً في المناطق المُرتفعة والجُزر، فتتجاوز درجة الحرارة في فترة النّهار 45 درجةً مئويّةً، أمّا مُتوسّط الحرارة في الشّهور الباردة يصل تقريباً إلى 20 درجةً مئويّةً، ونظراً للموقع الجغرافيّ لسلطنة عُمان يُعتبر هطول الأمطار موسميّاً وخصوصاً في الفترة الزمنيّة التي يُرافقها وجود مُنخفضات جويّة، ولكن تشهد المناطق الجنوبيّة في عُمان أمطاراً موسميّةً في فصل الصّيف، وتحديداً في منطقة جبال ظفار التي تتجمّع السُّحُب على مناطقها المُرتفعة فتتساقط الأمطار على الجبال، ممّا يُساهم في تحسين القطاع الزراعيّ، ونموّ النّباتات والأشجار المُتنوّعة.[٤]
التّركيبة السُكانيّة
يصل العدد التقديريّ لسُكّان سلطنة عُمان إلى 3,355,262 نسمةً، ويُعتَبر المجتمع العُمانيّ من المُجتمعات المُتنوّعة سُكانيّاً؛ إذ تعود أصول السُكّان إلى العرب الذين عاشوا على الأراضي العمانيّة منذ تأسيسها، وإلى القبائل والجماعات العرقيّة المُهاجرة، كقبائل البلوش، ودول جنوب آسيا، مثل باكستان، والهند، وبنغلاديش، ومن دول قارّة أفريقيا. تُعتبر اللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة في سلطنة عُمان، كما تُستخدَم اللغة الإنجليزيّة كلغة ثانية في العديد من المجالات العامّة.
المراجع
- ↑ "Oman", Encyclopedia.com, Retrieved 21-12-2016. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopædia Britannica (27-6-2016), "Muscat"، Britannica, Retrieved 21-12-2016. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج مصطفى الخطيب، "تاريخ عُمان"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2016. بتصرّف.
- ^ أ ب الموسوعة العربية العالمية (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 618، 623، 624، 626، 627، جزء 16. بتصرّف.