الحج
إنّ الحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها الإسلام، وهو فريضةٌ على كلّ مسلمٍ يستطيع الوصول والسفر والطواف بمكّة المكرّمة، وقد روي في الحديث الصّحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[١] وجاء فيما احتجّ به من الحديث أيضًا: "يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهُ قد فرضَ علَيكمُ الحجَّ فحُجُّوا"،[٢] والحجّ فريضةٌ في العمر مرّة واحدة لمن استطاع السبيل، ولا يجوز لمن استطاع السبيل إليه تأخيره لأجلٍ غير مُسمّى، والمقال سيسلّط الضوء على إحدى أركان الحجّ: وهي عبادة الطواف.[٣]
أركان الحج وواجباته
قبل الخوض في الحديث عن عبادة الطواف لا بدّ من الإشارة إلى الأركان الرئيسة التي تقوم بها عبادة الحجّ والواجبات السبع المترتبة على الحاجّ، وللحجّ أركانٌ واجبات مشروعةٌ بُينت عن طريق أهل العلم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأركان الحجّ أربعةٌ: أوّلها الإحرام بالحجّ، وأوسطها الوقوف بعرفات وعبادة الطواف، وآخرها السعي بين الصفا والمروة، حيث قال الله -تعالى- في سورة البقرة: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}،[٤] فلا يتمّ الحاجّ حجّته إن لم يتمّ هذه الأركان الأربعة.[٥]
وأمّا عن الواجبات التي يقتضيها الحجّ فهي ما جاء فيما سنّه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بدايةً من إحرام الحاجّ من ميقاته لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في المواقيت: "وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها"،[٦] والوقوف بعرفة حتّى غياب الشمس والمبيت بمزدلفة ورمي الحجار والإمساك والحلاقة والمبيت بمنى وطواف الإفاضة والوداع.[٥]
ما هي عبادة الطواف
عبادة الطواف تُلخّص في السير مشيًا حول الكعبة الشريفة، وهي ركنٌ رئيسٌ من أركان الحجّ والعمرة، وللطّواف سبعة أنواع: أوّلها طواف القدوم؛ والذي يُعدّ واجبًا عند بعض المذاهب وسنّةً عند أخرى، وثانيها طواف الإفاضة؛ والذي يكون بعد الإنتهاء من منى والوقوف بعرفات، وثالثها طواف الوداع الواجب على كلّ حاجٍّ قبل الخروج من مكّة، ورابعها طواف العمرة، وخامسها طواف النذر، وسادسها طواف تحيّة المسجد الحرام، وآخرها طواف التطوّع، ويُستحبّ كما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمرء أن يبدأ طوافه بعد أن يقبّل الحجر الأسود أو يلامسه أو يشير إليه ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأن يبدأ أوّل ثلاثةٍ من أشواط الطواف السبعة بالرَمَل؛ أيّ المشي السريع، وباقيها بالاضطباع.[٧]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7/46، احتج به.
- ↑ "الحج وبعض أحكام العشر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ^ أ ب "أركان الحج أربعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1526، حديث صحيح.
- ↑ "طواف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.