ما هي عقدة النكاح

كتابة:
ما هي عقدة النكاح

الزواج

إنَّ الزَّواج في الإسلام آية من آيات الله -سبحانه وتعالى- وسُنَّة من السُّنن الكونية التي من شأنها على الوجود البشري في هذا العالم؛ فبلا زواج لن يتكاثر الناس ولن تكون لكلِّ إنسان ذريَّة، قال تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[١]،وقد ضبط الإسلام أمر الزواج بضوابط وشروط تحفظ حقوق الزوجين وتقوِّي دعائم الأسر، ويُسمَّى عقد الزواج في الإسلام عقد النكاح أو عقدة النكاح، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}[٢]، وهذا المقال سيجيب عن السؤال: ما هي عقدة النكاح في الإسلام؟

ما هي عقدة النكاح

في الإجابة عن السؤال القائل: ما هي عقدة النكاح؟ يمكن القول: إنَّه وردَ مصطلح عقدة النكاح في سورة البقرة، في قوله تعالى: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}[٢]،والعقد في اللغة هو الربط، أمَّا النكاح فهو الوطء، وبناءً على هذا عرَّف الزَّجاج عقدة النكاح قائلًا: "النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا"، وقال ابن جنِّي في تعريفه: "فرَّقتِ العربُ فرقًا لطيفًا يُعرف به موضع العقد من الوطء، فإذا قالوا: نكحَ فلانة أو بنت فلان، أرادوا تزويجها والعقد عليها، وإذا قالوا: نكح امرأته، لم يريدوا إلا المجامعة؛ لأنَّ بذكر امرأته وزوجته يُستغنى عن العقد"، فعقدة النكاح هي العقد اتفاق لفظي على تزويج رجل وامرأة لتكوني أسرة وإنجاب الذرية واستمرار النسل، ويُعرَّف العقد أيضًا على الرضا أو القَبول بشكل شرعيٍّ، ويتضمن العقد موافقة الزوجة وولي الأمر والمهر المتفق عليه وغير ذلك من شروط صحة النكاح في الإسلام التي سيتم الحديث عنها فيما يأتي من هذا المقال، والله أعلم.[٣]

شروط صحة النكاح

بعد الإجابة عن سؤال: ما هي عقدة النكاح في الإسلام، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ عقد الزواج لا يصحُّ إلَّا بتحقُّقِ عدَّة شروط، ولا يمكن الاستغناء عن أيٍّ من هذه الشروط، وفيما يأتي تفصيل في شروط عقدة النكاح الخمسة:[٤]

  • تعيين الزوجين: أي تحديد الزوجين الذين يتمُّ العقد بينهما بالاسم، ولا يجوز أن يقول وليُّ أمر البنت: "زوجتك ابنتي فقط"، بل عليه أن يذكرها باسمها، فالتحديد شرط أساسيٌّ من شروط العقد.
  • موافقة الزوجين: ومن شروط صحَّة عقدة النكاح أيضًا أن يتم أخذ موافقة الزوجين.
  • وجود ولي عن البنت: وهذا شرط رئيسٌ من شروط صحة العقد، فقد صحَّحَ السّيوطيّ حديث عائشة -رضي الله عنها- إنَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أيَّما امرأةٍ نُكحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ..."[٥]،وجدير بالذكر إنَّ ولي المرأة أبوها ثمَّ جدها ثم ابنها ثمَّ الأخ الشقيق ثمَّ الأخ من الأب، ومن العلماء من قدَّم الابن البالغ على الأب.
  • حضور الشهود: وحضور الشهود على العقد أمر واجب، لا يصحُّ العقد إلَّا به، روى عمران بن الحصين -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ وما كان مِن نكاحٍ على غيرِ ذلك فهو باطلٌ فإنْ تشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له"[٦].
  • خلوُّ موانع الزواج بين الزوجين: وهذا شرط رئيس أيضًا من شروط صحة النكاح، فلا يجوز تزويج من بينهما أخوة في الرضاع، ولا يجوز أن يتزوج المسلم بامرأة من غير أهل الكتاب، ولا يجوز تزويج المسلمة لغير المسلم أبدًا، والله أعلم.

أحاديث نبوية عن الزواج

كثرت الأحاديث النبوية الشريفة التي حثَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيها الشباب على الزواج، فالزواج يحصِّن المسلم ويكفُّه عن النظر إلى المحرمات، وهو آية من آيات الله تعالى، وهو رغبة كلِّ إنسان على وجه الأرض، وفيما يأتي أبرز ما جاء من أحاديث نبوية عن الزواج، منها الضعيف والحسن والصحيح:[٧]

  • في حديث ضعَّفه الألباني، روى سعيد بن أبي هلال إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "تناكَحوا تكثُروا، فإني أُباهي بكم الأُمَمَ يومَ القيامةِ"[٨].
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ"[٩].
  • وفي حديث حسَّنه الألباني، روى أبو حاتم المزني -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إذا جاءَكم مَن ترضَونَ دينَه وخُلقَه فأنكِحوهُ، إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ..."[١٠].
  • ووردَ أيضًا حديث حسن، وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونهم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ والْمُكَاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ والناكحُ الذي يُرِيدُ العفافَ"[١١].

أركان عقدة النكاح في الإسلام

النكاح كما وردَ سابقًا هو الوطء وهو الزواج، وعقدة النكاح في الكتاب الشرعي الذي كُتب فيه الزواج بين زوجين، وجدير بالذكر إنَّ عقدة النكاح لها شروط أو أركان ثلاثة، لا يمكن أن يصحَّ العقد أو العقدة دون تحقيق هذه الشروط الثلاثة الآتية:[١٢]

  • وجود الزوجيين: أي أن يكون العقد بين زوجين خاليين من موانع النكاح كالنسب أو الرضاع أو تزوج الرجل بامرأة وثنية أو تزويج المرأة لغير المسلم.
  • الإيجاب باللفظ من الولي: وهو أن يقول ولي المرأة للزوج: "زوجتكَ فلانة ...".
  • القَبول باللفظ من الزوج: وهو أن يقول الزوج: قبلتُ الزواج من فلانة..."، مع ضرورة تحديد اسم البنت من قبل الزوج والولي أيضًا، والله تعالى أعلم.

المراجع

  1. سورة الروم، آية: 21.
  2. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 235.
  3. "تعريف النكاح لغة وشرعا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  4. "خمسة شروط لصحة النكاح"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2947، صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 4075، أخرجه في صحيحه.
  7. "الزواج .. نعمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن سعيد بن أبي هلال، الصفحة أو الرقم: 2484، ضعيف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5065، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو حاتم المزني، الصفحة أو الرقم: 1085، حسن لغيره.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1308، حسن.
  12. "ملخّص مهم في أركان النّكاح وشروطه وشروط الوليّ"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×