محتويات
أمراض الغدة الدرقية
توجد الغدة الدرقية في الرقبة أمام القصبة الهوائية ويشبه تكوينها شكل الفراشة، وهي بنية اللون مائلة إلى الحمرة، وتُعدّ من الغدد المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تؤثر في عملية الأيض في جسم الإنسان بشكل كبير؛ فتتحكم بعملية استهلاك السعرات الحرارية، وتؤثر في سرعة ضربات القلب وانتظامها، وعملية التنفس، وقوة العضلات، كما أنّها مهمة لنمو الأطفال، بالإضافة إلى أثرها في تنظيم درجة حرارة الجسم، ووزن الجسم، ومستويات الدّهون في الدّم، وفقدان العظام، ودورات الحيض، والجهاز العصبي.[١][٢]
ويتسبب اختلال تركيز أحد هرموناتها بالزيادة أو النقصان في إخلال في الوزن أو الطاقة أو غيرهما، ويُعاني الكثيرون من مشكلات في الغدة دون علمهم بذلك، ممّا قد تترتب عليهِ الإصابة ببعض الأمراض التي تُذكَر في هذا المقال، وفي الحقيقة إن النساء أكثر عرضةً للإصابة بأمراض الغدة الدرقية من الرجال، خاصةً بعد الحمل، وفي مرحلة انقطاع الطمث. [١]
هرمونات الغدة الدرقية
تنتج الغدة الدرقيّة هرمونين رئيسين؛ هرمون الثيروكسين ويُسمى أيضًا رباعي يودوثيرونين، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين، ويعدّ هرمون الثيروكسين الهرمون الرئيس الذي تنتجه، ويُسهم في تسريع معدل الأيض في الجسم، والفعالية الأكبر له تكون بتحويله إلى هرمون ثلاثي يود الثيرونين، وهو الهرمون الأكثر نشاطًا وتأثيرًا منه.
يتحويل الثيروكسين إلى هرمون ثلاثي يود الثيرونين في الكبد وأنسجة الجسم بناءً على حاجته من لحظة إلى أخرى، ووجود أمراض أو عدم وجودها، وينتقل أغلب الثيروكسين وهرمون ثلاثي يود الثيرونين في مجرى الدم بارتباطهما ببروتين الجلوبيولين، وكمية بسيطة منهما تنتشر في الدم بُحريّة، ولا يستهلك الجسم سوى الهرمونات الحرة غير المرتبطة بالجلوبيولين.[٣]
تحتاج الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها إلى عنصر اليود؛ إذ يُجمَع اليود من قِبَل الغدة الدرقية لمعالجته وتخزينه في هرموناتها، وعند استخدام هذه الهرمونات تُطلق بعض اليود الموجود فيها ليعود إلى الغدة الدرقية، ويُدور لإنتاج المزيد من الهرمونات، لكن إذا زادت كمية اليود في الدم فإنّ ذلك يقلل من إنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها.
إضافةً إلى هرموني الغدة السابقين فإنّها تنتج أيضًا هرمون الكالسيتونين، والذي له دور في تقوية العظام بالمساعدة على دمج الكالسيوم في العظام، وتُضبط مستوى هرمونات الغدة الدرقية بآلية معقدة؛ إذ يفرز هرمون مطلق لموجهة الدرقية من منطقة ما تحت المهاد، الذي يؤدي إلى إنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية من الغدة النخامية التي تعمل على إبطاء أو تسريع عملية إفرازه بناءً على مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم.[٣]
علامات أمراض الغدة الدرقية
يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية بزيادة إنتاج هرموناتها، ويرتبط كسل الغدة أو قصورها بانخفاض نسب هرموناتها أو انعدامها، ممّا يُؤدي إلى اختلال وظائفها، ولكلٍ منهما العلامات المميزة له،[٤] ومن أهم هذه العلامات لكلّ منهما:
- علامات فرط نشاط الغدة الدرقية: من أهم علامات فرط نشاط الغدة الدرقية:[٥]
- زيادة تدريجية في الطاقة.
- التعب، وزيادة التَعَرُّق.
- زيادة في ضربات القلب.
- اهتزازات تلقائية في اليدين.
- القلق، ومشكلات في النوم.
- تغير في نمو الشعر والبشرة؛ إذ إنّه غالبًا ما يتحول ملمس الشعر إلى جاف أو هش وناعم، بالإضافة إلى سهولة تقصفه وتساقطه، أمّا فيما يتعلق بالبشرة فقد تصبح جافة ورقيقة.
- الشعور ببعض الآلام في العضلات والمفاصل وضعفها.
- الإصابة ببعض المشكلات في الأمعاء؛ إذ تزداد حركتها.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- تدفق الحيض الخفيف أو تقل مدة الحيض عند النساء.
- ظهور انتفاخات في منطقة الرقبة والشعور بعدم الراحة العام في مقدمة الرقبة نتيجة تضخم الغدة الدرقية.
- علامات قصور الغدة الدرقية: من أهم علامات قصور الغدة الدرقية:[٦][٧]
- الشعور بالتعب والإرهاق، وتباطؤ في ضربات القلب.
- دورات حيض ثقيلة ومتكررة.
- النسيان المتكرر.
- زيادة الوزن.
- جفاف الجلد والشعر وخشونتهما.
- خشونة الصوت.
- الشعور الدائم بالبرد.
- ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
- الإمساك.
- انحباس في السوائل، وانتفاخ في الوجه.
يظهر عدد من الأعراض لدى الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية، منها: [٧]
- قصر القامة وضعف النمو.
- تأخر بروز الأسنان الدائمة ونموّها.
- تأخّر الوصول إلى سن البلوغ.
- ضعف في النمو العقلي.
أسباب أمراض الغدة الدرقية
- أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية: أنواع فرط نشاط الغدة الدرقية جميعها ناتجة من الإفراط في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ومن أهم مُسبباتها:[٨]
- داء جريفز (الدُّرَاق الجُحُوظِيّ)، يُعدّ داء جريفز إحدى أمراض المناعة الذاتية؛ إذ تُنتج الغدة الدرقية نسبة مرتفعة من هرموناتها؛ بسبب مهاجمة الخلايا المناعية لها.[٩]
- الأورام الغُدِّيّة الدرقية، تتطور العقيدات في الغدة الدرقية، وتبدأ في إفراز هرمونات الغدة الدرقية مُخلةً بالتوازن الكيميائي للجسم.
- التهاب الدرقية تحت الحاد، يؤدي هذا الالتهاب في الغدة إلى تسريبها لكميات كبيرة من الهرمونات، والذي قد يستمر إلى أسابيع أو أشهر.
- أسباب نادرة، في حالات قليلة يؤدي خلل في وظائف الغدة النخامية أو النمو للخلايا السرطانية في الغدة الدرقية إلى ارتفاع نسب هرموناتها في الجسم.
- أسباب قصور الغدة الدرقية: يمكن بيان أهم مُسببات كسل الغدة الدرقية أو نقص نشاط الغدة الدرقية؛ إذ تتضمن:[٨]
- مرض هاشيموتو، يُعدّ مرض هاشيموتو السبب الأكثر شيوعًا لنقص نشاط الغدة الدرقية؛ وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يحدث فيه تضخّم للغدة وتدمير لأنسجتها فتتوقف عن إنتاج هرموناتها.
- إزالة الغدة الدرقية أو تثبيط عملها، ممّا يُؤدي إلى انخفاض نسب الهرمونات.
- التعرض لكميات زائدة من اليود، يزداد التعرض لليود من خلال أدوية البرد والجيوب الأنفية، أو دواء القلب الأميودارون، وبعض الأصباغ المستخدمة للصور الإشعاعية، كما أنّ الأشخاص الذين عانوا من مشكلات الغدة الدرقية في السابق أكثر عرضةً لذلك.
- الليثيوم، هذا الدواء قد يُعدّ أيضًا مسببًا لقصور الغدة الدرقية.
يُشكّل قصور الغدة الدرقية خطرًا -خاصّةً على الأطفال حديثي الولادة والرضع، إذ يُؤدي اختفاء هرمونات الغدة الدرقية في سنّ مبكّرة إلى الإصابة بمتلازمة نقص اليود الخلقي المعروفة بالقماءة (الإعاقة الذهنية)، والتَّقَزم (توقف النمو)، وعادةً تُفحَص مستويات الغدة الدرقية لدى معظم الأطفال روتينيًا بعد الولادة.[٨]
علاج أمراض الغدة الدرقية
علاج أمراض الغدة الدرقية يعتمد على نوع المرض، فقد يتناول المريض بعض الأدوية وبعدها قد يستعيد نشاطه مرة أخرى، وقد يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي، وفيما يأتي تفصيل لها: [١٠]
- العلاج الدوائي، تُعطى أدوية الغدة الدرقية لتحلّ محلّ هرمون الغدة الدرقية المفقود في حالة قصور الغدة الدرقية، أمّا في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية تُستخدَم الأدوية لتقليل إنتاج هرمون الغدة الدرقية، أو منع إفرازه من الغدة، وقد يصف طبيب الغدد الصمّاء جرعات من اليود الإشعاعي الذي يدمّر انتقائيًا أنسجة الغدة الدرقية.
- الجراحة، يلجأ المصاب إلى الجراحة لإزالة تضخم الغدة الدرقية أو العقد مفرطة النشاط داخل الغدة، والجراحة ضرورية عندما يوجد احتمال بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وفي حال استئصال الغدة الدرقية بالكامل فيحتاج الفرد إلى تناول هرمون الغدة الدرقية المُصنّع مدى الحياة.
اختبار وظائف الغدة الدرقية
يمكن اختبار وظائف الغدة ومدى أداء دورها أداءً سليمًا عن طريق بعض الاختبارات، مثل:[١١]
- قياس هرمون الثيروكسين (T4) في الدم.
- قياس هرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) في الدم.
- قياس الغلوبيولين الرابط للثيروكسين (TBG) هو بروتين موجود في الدم تلتصق به الهرمونات الدرقية لذا أي اضطراب في مستوى هذا البروتين يؤثر على قياس الهرمونات لكن لا يؤثر على وظائفها، فقد يكون المصاب لا يعاني من أي اضطراب بالغدة الدرقية لكن نتائج اختبار الهرمونات تكون عالية أو منخفضة، بسبب اضطراب البروتين.
- قياس هرمون المحفِّز للغدة الدرقية (TSH) في الدم الذي يفرز من الغدة النخامية.
- قياس هرمون مطلق لموجهة الدرقية (TRH) في الدم الذي يفرز من غدة تحت المهاد.
- اختبار امتصاص الغدة لليود؛ وإذ يدل نقص امتصاص اليود من الدم على خمول الغدة، أمّا زيادة امتصاص اليود يدل على فرط نشاط الغدة.
- قياس الأجسام المضادة للغدة لتشخيص مرض هاشيموتو وهو مرض مناعي يسبب خمول الغدة الدرقية.
- بالتصوير بالموجات الصوتية على الغدة لاكتشاف وجود أي تكيسات أو أورام حميدة أو سرطانية.
- خزعة لأنسجة الغدة؛ إذ تُسحب خزعة من الغدة لفحصها للتفريق بين الورم الحميد والسرطاني.
المراجع
- ^ أ ب "Thyroid disease", www.womenshealth.gov,01-04-2019، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (17-3-2019), "How the Thyroid Gland Functions "، verywellhealth, Retrieved 6-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Jerome M. Hershman , MD,, "Overview of the Thyroid Gland"، www.msdmanuals.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "Thyroid Gland: Overview", www.endocrineweb.com,26-03-2019، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Hyperthyroidism (overactive thyroid)", www.mayoclinic.org,03-11-2018، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Thyroid Disease", my.clevelandclinic.org,30-06-2016، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Melissa Conrad Stöppler (26-07-2018), "30 Thyroid Disorder Symptoms and Signs"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت William Blahd (12-07-2017), "Thyroid Problems"، www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Graves' Disease", www.niddk.nih.gov,09-2017، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler (25-07-2019), "Thyroid Disorders"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ James Norman (2018-7-6), "Thyroid Gland Function Tests"، endocrineweb, Retrieved 2019-1-24. Edited.