محتويات
عوامل ظهور الفلسفة الإسلامية
من خلال استقراء المراحل التي بدأ فيها مسألة إثارة الجدل، وكثرة التساؤلات في أصول الدين، والنقاشات الكلامية، يظهر أن العوامل التي أدت إلى ظهور الفلسفة الإسلامية؛ تنقسم إلى قسمين، نبينها على النحو الآتي:
العوامل الداخلية
ومن أهمّها الحروب الداخلية التي شهدها المجتمع الإسلاميّ؛ والتي أثرت بشكلٍ كبير على مسألة النقاش في الموضوعات العقائدية، فقد توالدت أسئلة جديدة تتمحوّر حول أفعال العباد، وحُكم مرتكِب الخطيئة والكَبيرة.[١]
كما أدّت الفتوحات الإسلاميّة إلى دخول شعوب، وأمم مُتعدّدة، ومختلفة في الإسلام؛ حيثُ إن هؤلاء المسلمين الجدد لم تستطع الدعوة العاجلة تخليصهم من ترسبات أديانهم، ممّا كان سبباً في ظهور وشيوع مناخ فكريّ مضطرب؛ غزته مقولات وأفكار المنطق والفلسفة.[١]
العوامل الخارجية
حيث تشير المصادر التاريخية أن المصدر لهذا الأمر واحد؛ وهو من الآراء التي جاءت ممّن دخلوا الإسلام؛ من يهود، ونصارى، ومجوس، وبراهمة، وصائبة؛ حيثُ كانت معظم هذه الآراء من دياناتهم القديمة ولكن بلباس دينهم الجديد.[٢]
جعلت بعض الفرق الإسلاميّة وخاصّة المعتزلة همّها الأول هو الدفاع عن الدين، والردّ على المخالفين؛ لذا تسلَّحت اليهودية، والنصرانية بالفلسفة ممّا دفع بالمعتزلة إلى دراستها؛ لتستطيع الدفاع بسلاح يماثل سلاح المخالف والمهاجم.[٣]
كما كانت حاجة المتكلمين إلى الفلسفة سبباً في نشوء الفلسفة الإسلاميّة، من خلال حاجتهم واضطرارهم إلى دراسة الفلسفة اليونانيّة، ودراستها من أجل الرد عليها.[٣]
ومن بعد ذلك ظهرت حركات الترجمة لكتب الفلاسفة، وبدأ تشجيع الخلفاء لمثل هذه الأمور كما ظهر ذلك جلياً عند المأمون، وعند خالد بن يزيد بن معاوية. ومما يلاحظ أن كتب الفرق أسندت ظهور الفلسلفة والمسائل الكلامية إلى تيار خارجي؛ وإن كان ظهورها قد بدأ في أواخر عصر التابعين.[٢]
الفلسفة الإسلاميّة
هي الفلسفة المُستمدّة من النصوص الإسلاميّة وغالباً ما تُستخدم الحكمة كمرادفٍ للفلسفة الإسلاميّة، وهي عبارة عن تصوّر الإسلام ورؤيته للكون، والحياة، والخالق، وتضمّ كافّة الأعمال والتصوّرات الفلسفيّة التي ظهرت في إطار الثقافة العربية الإسلاميّة.[٤]
وللفلفسة في الإسلام العديد من التعريفات؛ ومنها تعريف الكنديّ: "أنّها علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الإنسان؛ لأن هدف وغرض الفيلسوف في علم ما إصابة الحق، وفي عمله العمل بالحق".[٥]
قد كان الظهور الأول للآراء الفلسفية الإسلاميّة في القرن الثالث الهجري- التاسع الميلادي؛ وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون، فقد جاءت إلى المجتمع الإسلامي من كتب الإغريق، واليونان، ومعظم بلاد النصارى، وعند الحديث عن الفلسفة الإسلامية كبحث وتصوّر طبيعة الحياة لا بدّ من دراسة المدارس الأخرى المتعلقة بها ومن أهمها علم أصول الفقه، والكلام، وعلوم اللغة.[٦]
اتساع الفلسفة الإسلامية
ومن خلال ما سبق يمكن القول أن الفلسفة الإسلامة كانت أكثر شمولية، واتساعاً من فلسفة اليونان؛ "فهي الحكمة التي تتحاور مع الدّين، وتتحاور مع الوجدان وتبني النُّظم السياسية المنشودة"، كما أنها تنظم وتطور أداة المنطق بانضباط، وتقنين.[٧]
المراجع
- ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، صفحة 203-205. بتصرّف.
- ^ أ ب [مصطفى حلمي]، منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين، صفحة 59-64. بتصرّف.
- ^ أ ب [عماد السيد محمد إسماعيل الشربينى]، كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ [مقداد يالجن]، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ [ابن حزم]، رسائل ابن حزم، صفحة 363.
- ↑ [محمد بن إبراهيم الحمد]، مصطلحات في كتب العقائد، صفحة 98-99. بتصرّف.
- ↑ "نشأة التفلسف في الفكر الإسلامي"، اسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2022. بتصرّف.