ما هي فضائل شهر رجب

كتابة:
ما هي فضائل شهر رجب

الأشهر الهجرية

يُعرفُ التقويمُ الهجريُّ بالتقويمِ الإسلاميِّ، ويتكون من 12 شهرًا في السَّنةِ، وأيَامُهَا 354 يومًا، وكانَ استخدامُهُ مِنْ قِبَلِ الُمسلمين لِتحديدِ الأحداثِ المهمةِ، وهو ما يعتَمِدُهُ المسلمونَ في تحديدِ عيدِ الفطرِ، والحجِّ، وفي جميعِ المناسباتِ الإسلاميَّةِ، وبدأت السَّنةُ الهجريَّةُ الأولى سَّنةَ 622 ميلادي، وهي السنَةُ التي سافرَ بها رسولُ الله، والأشهُرُ الهجريَّةُ، هي محرم، وصفر، وربيع الأول، والثاني، وجمادى الأولى، والثانية، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال وذُو القعدةِ وذُو الحجّةِ، ولِكلِ شهرٍ من هذِهِ الأَشهُرِ سببٌ في تسميتهِ، وشهرُ رجب من الأشهُرِ الحُرم، وسميَّ بذلكَ؛ لأنَّهُم كانوا يَتَوقَفونَ فيهِ عن القتالِ، وَقِيل لِترجِيبِهم الرِماح، أَيْ نَزعِها من أَسنتِها، فلا يَحدثُ فيهِ قتال،[١] وقيل سميَّ بذلك؛ لأنَّّهُم كانوا يُرجِبونهُ في الجاهليةِ أَيْ يُعظِموه،[٢] وسيأتي بيانُ فضائل شهر رجب.

الأشهر المحرمة

يُعدّ شهرُ رجب مِنَ الأشهرُ الحُرم ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}،[٣] والأشهُرُ الحرمُ هي أربعةٌ: رجب، وذُو القعدة، وذُو الحجةِ، ومُحرم، وجاءَ بَيانُ وتَعيينُ الأشهرِ الأربعةِ، في حديثِ رسولِ اللهِ، فقال: "السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ"،[٤] وأمّا سببُ حرمةُ هذه الأشهر، فلأنَّهُ حُرِّمَ فيها القتال، إلا إذا بادرَ عدوٌ بذلك، فيحلُ لهم الدفاعَ عن أنفُسِهم، ولأنَّ الوقوع في المحرماتِ وانتهاكِ حرماتِ اللهِ في هذهِ الأشهرِ، أشدُّ من غيرِها، مع تأكيدِ حُرمتها في باقي الأشهرِ، وهذا سببُ التحذيرِ من الوقوعِ في المعاصي، وتحذيرِ الله -تعالى- لِلنّاسِ بأنْ لا يَظلِموا أنفُسَهُم في هذه الأشهر، وقد جاءَ أحاديثٌ عن فضائل شهر رجب لكونِهِ من الأشهرِ الحُرمِ.[٥]

فضائل شهر رجب

إنّ لشهرِ رجب خُصوصيةٌ لِكونِهِ مِنَ الأَشهُرِ الحُرم، التي نَهَى الله فيها أَنْ يَظلِمَ الإنسانُ نفسهُ بالوقوعِ في المعاصي، وكثيرًا ما تُروى أحاديثٌ في فضائل شهر رجب، والصحيح أَنَّها أحاديثٌ ضعيفةٌ، ولا يجوزُ الاستدلالُ بِها، وما يشتهرُ بين البعضِ من صيامٍ أو قيامٍ في شهرِ رجب، أو الاحتفالات التي تُقام في ليلةِ السابعِ والعشرينِ من هذا الشهر، بمناسبةِ الإسراءِ والمعراج، كُلها أمورٌ مُحدثةٌ ومبتدعةٌ، لم يفعلها رسول الله ولا أصحابُه من بعدِهِ، وخُلاصةُ الحديثِ أنَّهُ لا خصوصيةَ، ولا فضائل شهر رجب صَحيحة، وليسَ لَهُ الفضلُ على غيرهِ من الشهورِ، سوى أنَّهُ شهرٌ حرامٌ، وعلى فَرَضِ أنَّ حادثةَ الإسراءِ والمعراجِ حدثت فعلًا في شهرِ رجب، فلا يجوزُ ابتداع عبادات، أو طقوسٍ خاصةٍ بها؛ لأنَّ القدوة للمسلمين وهو الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يفعل ذلك ولا أصحابُهُ ولا من تَبِعَهُم،[٦] ومن عدمِِِ صحةِ ما جاءَ من أحاديثٍ في صيامِ شهرِ رجب، إلا أنَّ ذلك لا يُخالف أن يصومَ فيهِ المُسلم الصيام المشروع في غيرهِ من الشهور؛ كصيامِ الأيامِ البيض، والاثنين والخميس، وغيرها مما وَرَدَ عن رسولِ اللهِ.[٧]

المراجع

  1. "التقويم الهجري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  2. "ما قيل في فضائل شهر رجب وبدعه"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 36.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 5550، حديث صحيح.
  5. "الصوم في شهر رجب"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  6. "شهر رجب وشعبان وما ورد فيهما"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  7. "شهر رجب"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
3575 مشاهدة
للأعلى للسفل
×