ما هي فوائد بذور التفاح

كتابة:
ما هي فوائد بذور التفاح

التفاح

يعدّ التفاح واحدًا من أكثر الفواكه شعبيةً في كافة أرجاء العالم، ويصنّف كوجبة خفيفة ومغذية، ويحتوي التفاح على بذور سوداء صغيرة الحجم تمتلك مذاقًا مرًا، إلا أنّ بعض الأشخاص يتناولونها إمّا صدفةً أو لعدم الاكتراث بإزالتها أو بقائها، وفي الوقت نفسه يعتقد البعض أنّ هذه البذور سامّة، ويرى البعض الآخر أنّها تتضمن العديد من الفوائد الغذائية للجسم؛ نظرًا لامتلاكها مركب فيتامين ب17، والذي يدور حول فوائده الكثير من الجدل.[١][٢]

نشأ التفاح في المنطقة الجبلية في كازاخستان، ووصلت أشجاره إلى ما يُقارب 18 مترًا، وأنتجت ثمارًا بأحجام مختلفة وبألوان متنوعة، هي: الأحمر، والأخضر، والأصفر والأرجواني، وفقًا لما أشارت إليه جامعة كورنيل الأمريكية، وقد بدأ استهلاك التفاح قبل 6500 عام قبل الميلاد كحدٍ أدنى. وجديرٌ بالذكر أنّه يوجد 7500 صنف من أصناف التفاح المزروعة في كافّة أرجاء العالم، وإنّ الدول الأكثر إنتاجًا له هي الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبولندا وإيطاليا.[٣]


فوائد بذور التفاح

رغم أنّ تناول كمية كبيرة من بذور التفاح في وقت واحد ليس أمرًا آمنًا، إلا أنّها توفر مصدرًا جيدًا للبوتاسيوم والمغنيسيوم، كما تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتين وفقًا لما أشارت إليه المجلة الدولية لعلوم الغذاء والتغذية. وجديرٌ بالذكر أن العديد من الأشخاص يعتقدون لسنوات طويلة أنّ لمركب الأميغدالين خصائص مضادةً لأمراض السرطان، إلا أنّ الدراسات الحديثة لم تتفق مع هذا الأمر، ونشرت مجلة نيوإنجلند الطبية الأمريكية تجربةً سريريةً تُظهر أنّ مركّب الأميغدالين كان سامًا وغير ملائم لعلاج السرطان.[١]

أمّا زيت بذور التفاح فهو من المواد النّاتجة عن معالجة عصير التفاح، وإنّ مقدار الأميغدالين الموجود فيه ضئيل جدًا، ويستخدمه الأشخاص لصنع العطور، وتنعيم الشعر، وتهدئة التهاب الجلد، وأظهرت بعض الدراسات[٤] أنّه أحد المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة، كما أظهر البحث أنّ زيت بذور التفاح قد يكون فعّالًا ضد البكتيريا والخميرة.[٥]


أضرار بذور التفاح

يدخل ضمن تكوين بذور التفاح مركب نباتي يُسمى أميغدالين، وهو يوجد بكميات مرتفعة نسبيًا في بذور الفواكه التابعة للفصيلة الوردية، والتي تتضمن التفاح، واللوز، والمشمش، والخوخ والكرز، ويُشار إلى أنّ هذا المركّب ليس ضارًّا عندما تكون البذور سليمةً، إلا أنّه عند تلفها أو مضغها أو هضمها فإنّ الأميغدالين يتحلّل إلى سيانيد الهيدروجين، وهذا الحمض يعدّ سامًا جدًا وقاتلًا عندما يؤخذ بجرعاتٍ مرتفعة، واستُخدم السيانيد كسمّ على مدار التاريخ؛ بسبب تداخله مع إمدادات الأكسجين لخلايا الجسم، الأمر الذي ينتج عنه الوفاة خلال دقائق قليلة عند أخذ جرعة عالية.[٢]

كما أنّ استهلاك 0.5 - 3.5 مليغرام من السيانيد لكل كيلوغرام من الجسم يُمكن أن يؤدي إلى تسمم شديد تنتج عنه غيبوبة وشلل وفشل القلب والرئة مع احتمالية الوفاة، أما تناول كميات أقل منه فيُمكن أن يسبب الصداع، والغثيان، والتقيؤ، والتشنجات في المعدة، والدوار والضعف. أما بالنسبة لبذور التفاح فيحتوي غرام واحد منها على 1-4 مليغرام من الأميغدالين، لذا فإنّ غرامًا واحدًا من بذور التفاح المكسر جيدًا أو الذي يتم مضغه يحتوي على ما يُقارب 0.06 - 0.24 مليغرام من السيانيد، لذلك تناول كوبين من بذور التفاح المطحون يُمكن أن يكون قاتلًا، أو مسببًا للمرض على الأقل.[٢] وفي المقابل فإنّ تناول بذور التفاح بصورة عادية لا يُشكّل أي خطر على الصحة ولا يجب تجنّب تناوله خوفًا من المركب، فكما هو موضّح يجب تناول كمية كبيرة جدًا من البذور ليكون مضرًا.[١]


فوائد التفاح للجسم

أشارت لورا فلوريس أخصائية التغذية في سان دييغو الأمريكية إلى أنّ التفاح غنيّ بفيتامين (ج)، خصوصًا في قشوره، كما أنه غني بالألياف، إذ يحتوي التفاح أيضًا على أليافٍ غير قابلة للذوبان، والتي تسهّل بدورها حركة الأمعاء وتُساعد الجهاز الهضمي على معالجة الطعام سريعًا، إضافةً إلى احتوائه على الألياف القابلة للذوبان كالبكتين، والتي تُساهم في منع الكوليسترول من التراكم في بطانة الأوعية الدموية، الأمر الذي يقي من الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.[٣]

ويحتوي التفاح أيضًا على مركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة، والتي تعمل جميعها لخفض الأكسدة في بطانة الخلايا، الأمر الذي يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وفقًا لما أشارت إليه فلوريس، كما تُقلل هذه المواد من ضغط الدم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين لديهم احتمالية أكبر للإصابة به، الأمر الذي يحد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتُقلّل أخيرًا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[٣]

ومن الجدير بالذكر وجود العديد من الفوائد لأكل التفاح يوفرها للجهاز التنفسي أيضًا؛ إذ يُمكن أن يُساهم في التقليل من خطر الإصابة بالربو، ووفقًا لدراسة نُشرت في العام 2017 في مجلة نيوترينتس الأسترالية أنّ المواد المضادة للأكسدة والموجودة في العديد من الفواكه والخضروات والتي من ضمنها التفاح قد تحد من خطر الإصابة بالربو.[٣]


مخاطر التفاح على الجسم

إنّ تناول التفاح بكثرة يُمكن أن يُساهم في زيادة الوزن، كما أنّه من الفواكه الحمضية، وقد يسبب عصيره الإضرار بمينا الأسنان، كما لوحظ أن التفاح قد يكون مضرًا بالأسنان أكثر بأربعة أضعاف من المشروبات الغازية. وفي هذا السياق أشار ديفيد بارتليت الباحث الرئيس في معهد طب الأسنان في جامعة كينجز بلندن أنّ الأمر لا يتعلّق بمقدار التفاح الذي يتم تناوله فقط، إنّما بالكيفية؛ فالأشخاص الذين يتناولون التفاح ببطء يسبب ذلك زيادة احتمالية الإضرار بمينا الأسنان، لذا يوصي أطباء الأسنان بتقطيع التفاح عند تناوله ومضغه بالطواحين، ثمّ غسل الفم بالماء لإزالة الحمض والسكريات.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Timothy Blalock, "Vitamin B17 and Apple Seeds"، www.livestrong.com, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Atli Arnarson (13-3-2018), "Are apple seeds poisonous?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Tim Sharp (12-12-2018), "All About Apples: Health Benefits, Nutrition Facts and History"، www.livescience.com, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  4. "Fatty acid composition, physicochemical properties, antioxidant and cytotoxic activity of apple seed oil obtained from apple pomace", onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  5. Summer Fanous (29-5-2018), "Are Apple Seeds Poisonous?"، www.healthline.com, Retrieved 27-11-2019. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×