محتويات
شجرة النيم
النيم هو شجرة دائمة الخضرة وكبيرة تنمو لتصل إلى ارتفاع عشرين مترًا، تتفرع منها العديد من الفروع. تنتشر هذه النبتة في جميع أنحاء الهند بالإضافة إلى بعض المناطق المجاورة، وتزرع في معظم هذه الأماكن لأهداف تجارية، وتُنتج الشجرة أخشابًا وصمغًا بجودة عالية، ومن السهل أيضًا أن تنمو بسرعة حتى في الظروف الصحراوية، وتنمو الأوراق بالتناوب مع الوريقات، وتحتوي على 8-19 ورقةً، ويمكن أن تنتج هذه الشجرة لبانًا ذا جودة عالية، وتسمى علميًا بأزدرخت الهندي.
اشتهرت هذه النبتة عالميًا في السنوات الأخيرة؛ بسبب مجموعة واسعة من الخصائص الطبية، وقد استخدم النيم على نطاق واسع في طب الأيورفيدا، والطب اليوناني، وأصبح علاجًا مستخدمًا في الطب الحديث؛ وذلك لأنه يحتوي على مجموعة واسعة من المركبات النشطة بيولوجيًا والمتنوعة كيميائيًا والمعقدة هيكليًا.
عزل العلماء أكثر من 140 مركبًا من أجزاء مختلفة من النيم، واستخدمت جميع أجزائه من الزهور والبذور والثمار والجذور والأوراق واللحاء تقليديًا لعلاج الأمراض، كما أن أوراقه أثبتت أنها تظهر خصائص مناعيةً ومضادةً للالتهابات والفطريات والجراثيم والفيروسات، ومضادةً للأكسدة، ومضاةً للسرطنة. [١][٢]
فوائد شجرة النيم
تتميز فاكهة النيم بالعديد من الفوائد الطبية المتنوعة، وتتوزع هذه الفوائد على أجزاء هذه النبتة، إذ إن كل جزء منها يحمل ميزات خاصة به، يمكن ذكرها كما يأتي:[٣]
- الفاكهة والبذور: زيت النيم هو من الزيوت النباتية المستخدمة لغير الطهي، ينتج عن طريق الضغط على البذور والفاكهة، وعند تطبيقه على الشعر يحسن صحته ويمنع ظهور الشيب وتساقطه، بالإضافة إلى تحسين نسيج الجلد، وزيت النيم هو بديل غير سام ممتاز لطرد الحشرات، كما أن لديه كفاءةً إضافيةً في تحسين البشرة عند تعرضها للبعوض وآفات العض الأخرى، ويتم استخدامه لعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الجلد، منها ما يلي:
- حب الشباب.
- الصدفية.
- السل.
- الحمى.
- الأكزيما.
- القرحة.
- جفاف الجلد، والقمل، والتهيج.
- الأوراق: من المعروف أن أوراق النيم تعزز الوظائف البيولوجية الداخلية عندما تؤخذ على شكل شاي أو كبسولة، وتساهم استخداماته في تحسين وظيفة الجهاز التنفسي، وتعزيز جهاز المناعة، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وإزالة السموم من الدم، ويمكن طحن الورقة للحصول على مسحوق وخلطه مع القليل من الماء، ثم تطبيق المزيج كلاصق على العينين، مما يخفف من بعض مشاكل العين، كما توجد طريقة أخرى للتخفيف من حكة الأكزيما أو غيرها من الحالات الجلدية المزعجة، وذلك بملء الحوض بالماء الساخن ونقع الأوراق فيه، ثم البقاء فيه لمدة نصف ساعة تقريبًا فتختفي الحكة. كما أن أوراق النيم يمكن أن تساعد في منع أو علاج الملاريا.
- لحاء الشجرة: يمكن أن يستخدم اللحاء من شجرة النيم بشكله الطبيعي أو على شكل مسحوق، وعند استخراجه كمسحوق فإنه يقلل من الحمى، وفي الوقت نفسه يقوم بتوفير جميع الفوائد الأخرى المذكورة سابقًا، وعند فرك الأسنان به يحسن من صحتها، ويجعلها أكثر بياضًا ولمعانًا، كما يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بأمراض اللثة، ويقلل من رائحة الفم الكريهة والتهابات الفم.
- الأزهار: إن زهور النيم المجففة والمسحوقة لها العديد من الاستخدامات؛ إذ يمكن تناولها بأي شكل، أو أن يتم تطبيقها على الجلد كمرهم، كما يظن بعض الأشخاص أنها تحسن بصورة خاصة وظيفة الجهاز الهضمي والأمعاء، وتخفف أمراض الدم، وتستخدم الزهور أيضًا في إعداد الأطعمة الخاصة لمرضى السكري.
استخدامات شجرة النيم
يدخل النيم في العديد من الاستخدامات، ومن أبرزها ما يأتي:[٣][٤]
- طارد البراغيث، إذ يمكن أن يساعد فرك جذر وورق النيم على الجلد في طرد الحشرات والبراغيث، وتشير بعض الدراسات إلى أن هناك خطر من الآثار الجانبية عند الأطفال.
- جير الأسنان، وتشير الأبحاث إلى أن تطبيق الهلام المستخرج من نبات النيم على الأسنان واللثة مرتين يوميًا لمدة ستة أسابيع قد يقلل من تشكل الجير، كما قد يقلل من عدد البكتيريا في الفم التي يمكن أن تسببه، مع ذلك عند الغرغرة باستخدام محلول يحتوي على مستخرجات النيم فإن ذلك يساهم في الحد من التهاب اللثة.
- علاج قرحة المعدة، تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول 30-60 ملغ من مستخلصات النيم مرتين يوميًا عن طريق الفم لمدة عشرة أسابيع يمكن أن يساعد على شفاء قرحة المعدة وقرحة الأمعاء.
الآثار الجانبية لاستخدام شجرة النيم
يعد نبات النيم آمنًا بالنسبة لمعظم البالغين عند تناوله عن طريق الفم على المدى القصير، وتشير الأبحاث إلى أن الجرعات التي تصل إلى 60 ملغ يوميًا لمدة عشرة أسابيع يمكن أن تستخدم بأمان للبشر، كما أن الجل المستخلص من الأوراق آمن على الأغلب عند وضعه داخل الفم لمدة ستة أسابيع، ويعد الزيت أو الكريم آمنًا عند استخدامه على الجلد لمدة تصل إلى أسبوعين.
يمكن أن يؤدي استهلاك النيم عن طريق الفم بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة من الزمن إلى بعض الآثار الجانبية، التي يمكن أن تصل إلى تلف الكلى والكبد، ويمكن ذكر بعض الاحتياطات الخاصة والتحذيرات لبعض المجموعات المحددة كما يأتي:[٤]
- الأطفال: يعد أخذ بذور النيم أو زيت البذور عن طريق الفم أمرًا غير آمن للأطفال، إذ يمكن أن تحدث آثار جانبية خطيرة عند الرضع والأطفال الصغار في غضون ساعات بعد تناوله، ويمكن أن تشمل هذه الآثار الجانبية الخطيرة التقيؤ، والإسهال، والنعاس، واضطرابات الدم، والنوبات التشنجية، وفقدان الوعي، والغيبوبة، واضطرابات الدماغ، كما يمكن أن تصل إلى الموت.
- أثناء الحمل، أو الرضاعة الطبيعية: يعد كلًا من زيت ولحاء النيم من المواد غير الآمنة عندما تؤخذ عن طريق الفم أثناء الحمل، إذ يمكن أن تسبب الإجهاض، كما لم تُحدد الجرعة الآمنة أثناء الرضاعة الطبيعية، لذا يفضل البقاء في الجانب الآمن وتجنب استخدام النيم أثناء الرضاعة.
- أمراض المناعة الذاتية: من أبرزها التصلب المتعدد، والذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والعديد من الأمراض الأخرى، إذ يمكن أن يؤدي النيم إلى زيادة نشاط جهاز المناعة، مما يزيد من أعراض أمراض المناعة الذاتية، لذا إذا كان الشخص يعاني من أحد هذه الأمراض فمن الأفضل تجنب استخدامه.
- مرض السكري: هناك بعض الأدلة على أن النيم يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم، ويمكن أيضًا أن يتسبب بانخفاضه بصورة حادة، فإذا كان الشخص يعاني من مرض السكري ويتناول النيم يجب مراقبة سكر الدم بعناية، كما قد يكون من الضروري تغيير جرعة دواء السكري للمريض.
- العقم: هناك بعض الأدلة على أن النيم يمكن أن يضر الحيوانات المنوية، ويمكن أن يقلل أيضًا من الخصوبة، فعند الرغبة بإنجاب الأطفال يجب تجنب استخدام النيم.
- زراعة الأعضاء: هناك قلق من أن النيم يمكن أن يقلل من فعالية الأدوية التي تستخدم لمنع رفض الأعضاء، لذا يجب عد استخدامه عند زراعة الأعضاء.
- الجراحة: يمكن أن يخفض النيم من مستويات السكر في الدم، كما أن هناك قلق من أنه يمكن أن يتداخل مع السيطرة على نسبته أثناء وبعد الجراحة، لذا يجب التوقف عن استخدامه قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة المجدولة.
الجرعات المناسبة من النيم
تعتمد الجرعة المناسبة من النيم على عدة عوامل، مثل: عمر المستخدم، وصحته، والعديد من العوامل الأخرى، ولم تثبت إلى الآن أي معلومة علمية كافية لتحديد مجموعة مناسبة من الجرعات، لذا يجب الوضع في الاعتبار أن المنتجات الطبيعية ليست آمنةً دائمًا، وأن الجرعات يمكن أن تكون مهمةً للغاية، فيجب التأكد من اتباع الإرشادات ذات الصلة على ملصقات المنتج، واستشارة الصيدلي أو الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية قبل الاستخدام.[٤]
