ما هي قبائل الجن؟ وهل هناك دليل على صحة أسمائهم؟

كتابة:
ما هي قبائل الجن؟ وهل هناك دليل على صحة أسمائهم؟


ما هي قبائل الجن ؟ وهل هناك دليل على صحة أسمائهم؟

ثبت في الكتاب والسنة وجود عالم الجنّ، فما هي قبائل الجنّ؟ وما هي أصنافهم؟ وما هي أسمائهم؟ وأين يسكنون؟ وما هي أعدادهم؟ هذه التساؤلات يجيب عنها هذا المقال.



اقتضت حكمة الله -تعالى- تقسيم خلقه من الجن إلى قبائل وأقوام، وقد ذكر الله -تعالى- ذلك في كتابه فقال: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ)،[١] فدلت هذه الآية على أنّ لكل نفرٍ من الجن قومٌ ينتسبون إليه، ولا غرابة في ذلك؛ لأنهم يتناكحون ويتناسلون كالإنس، وقال ابن مسعود: (استَتْبَعني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً فقال: إنَّ نفَرًا مِن الجِنِّ خمسةَ عشَرَ، بنو إخوةٍ وبنو عمٍّ يأتوني اللَّيلةَ)،[٢] وهناك عدة أسماء قِيلت في قبائلهم مثل: بني القماقم، بني النعمان، بني قيعان، وغيرها، إلا أنّ هذه الأسماء لا دليل يثبت صحتها.[٣][٤]



مساكن ومواطن الجن

يسكن الجن الأماكن المختلفة وينسبون إليها، فمنهم جن الجزيرة، ومنهم جن نينوى، ومنهم جن نصيبين، ومنهم جن حران، وغيرها من الأوطان والأماكن التي يسكنها الجن، ويدل على ذلك ما جاء في رواية ابن مسعود في خبر الجن الذين سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزاد، وأنهم كانوا من أهل نصيبين،[٥] ونصيبين قيل: إنها مدينة بالشام، وجنها سادات الجن، وقيل: إنها قرية باليمن غير التي في العراق، وقيل: إنهم من نينوى، وذكر القرطبي أنّ الجن الذين قدموا على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة كانوا سبعة نفر: ثلاثة من أهل حران، وأربعة من أهل نصيبين، والذين أتوه بنخلة جن نينوى.[٦][٧]



يسكن الجن في الأماكن المهجورة كالمغارات، والحمامات، والمزابل، والمقابر، والجبال، ويسكنون أيضًا في البيوت مع الناس، ويسمون بجِّنَّان البيوت أو العُمّار، وقد يتشكلون على صورة الحيات، لذلك نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الحيات في البيوت قبل إنذارها: (لا تَقْتُلُوا الجِنَّانَ) والجنّان؛ الحَيَّاتُ الصَّغيرةُ أو البَيْضاءُ التي تَسكُنُ البُيوتَ، وتُسَمَّى العَوامِرَ، وهي ما يَعمُرُ البُيوتَ مِنَ الجِنِّ، فيَتمَثَّلُ في صُوَرِ الحَيَّاتِ وفي غَيرِها،[٨]وكل ما خبث من الجن يسمى شيطانًا، وإذا زاد خبثه وقوي أمره سُمي عفريتًا.[٩]



أعداد قبائل الجن وأعمالها

الجن مخلوقات كثيرة يتناكحون ويتناسلون ولهم ذرية، ولهم قبائل وأقوام ينتسبون إليها، ولكل قومٍ وقبيلة ملك يتولى أمورهم، ويقال إنّ أعداد قبائل الجن من الشياطين بلغ قرابة الخمس وثلاثين قبيلة، ولكن ذلك لم يثبت فيه خبر صحيح،[١٠] وقد ذكر الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: أنّ بني الشيصبان أكثر الجن عددًا وأقواهم شوكة، وهم عامة جنود إبليس.[٦]ومن أعمالهم الوسوسة للناس، وإثارة الشحناء والعداوة بينهم، والتصور بأشكال الإنس، وبعض الحيوانات؛ كالحيات والكلاب وغيرها، وإلحاق الضرر بالإنسان الذي يتعدى عليهم.[١٠]



أصناف الجن

لقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أصناف الجن، فقال: (الْجِنُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ كِلَابٌ وَحَيَّاتٌ، وَصِنْفٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ يَحُلُّونَ وَيَظْعَنُونَ)،[١١] ولكن رغم اختلاف أصنافهم إلا أنّ أصل خلقهم يرجع إلى النار كما أخبر الله -تعالى- بذلك، فقال: (وَالجانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمومِ).[١٢][٣]


التعريف بالجن

الجن جمع جان ومفردها جنِّي والمؤنث جنية، والفعل جنَّ أي غطى واستتر، وسميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا تُرى، لذلك فقد عرفها العلماء: بأنها مخلوقات خفية لا تُرى بالحواس، مخلوقة من نار، لها القدرة على التشكل والتحول والتنقل بسرعة، تأكل وتشرب وتتناسل، وعليها التكليف، وهم متفاوتون في مراتبهم وعبادتهم لربهم، فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، وهي محاسبة على أعمالها يوم القيامة.[١٣]

المراجع

  1. سورة الأحقاف، آية:29
  2. رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:9/17، لم يرو علي بن رباح عن ابن مسعود حديثا غير هذا.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 360. بتصرّف.
  4. المقزيزي، كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، صفحة 13. بتصرّف.
  5. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:8/317، فيه أبو زيد وقيس بن الربيع أيضا وقد ضعفه جماعة.
  6. ^ أ ب شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 3. بتصرّف.
  7. عبد الكريم عبيدات، "أصناف الجن من حيث إنتسابهم إلى قبائل وأماكن"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3310، صحيح.
  9. عمر الأشقر، دروس الشيخ عمر الأشقر، صفحة 3. بتصرّف.
  10. ^ أ ب صديق حسن خان، كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان، صفحة 56. بتصرّف.
  11. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:6156، أخرجه في صحيحه.
  12. سورة الحجر، آية:27
  13. مجموعة من المؤلفين، "الموسوعة العقدية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2021. بتصرّف.
4461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×