محتويات
الأكل والشرب بشكل متعمد
هل تجب الكفارة على من أكل أو شرب عمدًا في نهار رمضان؟
اتفق العلماء على أنّ الأكل والشرب عمدًا منقض للصيام باتفقاق الفقهاء، ويترتب عليه وجوب قضاء ذلك اليوم،[١] وذلك لدلالة قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}،[٢][٣] وذهب الإمام مالك والمذهب الحنفي إلى وجوب الكفارة، وقال الإمام الشافعي والإمام أحمد بعدم وجوبها.[٤]
الجماع
ماذا يترتب على مَن جامع امرأته في نهار رمضان عامدًا؟
اتفق جمهور الفقهاء على أن الجماع مبطلٌ للصيام، فمن يقدم عليه من الأزواج فصيامهم باطل بلا خلاف، وعليهم قضاء ذلك اليوم مع الكفارة، جزاءً لتعمدهم ذلك في صومهم،[١] وكفّارة ذلك هو عتق رقبة أو صيام شهريْن متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا،[٥] ويجب الترتيب في كفارة ذلك فلا يأتي على صيام الشهرين إلا إن عجز عن عتق الرقبة وهكذا.[٦]
وأمّا وجوب الكفارة في حقّ الرجل فهي كذلك واجبة في حق المرأة ما داما قد تعمدا الجماع في نهار الصوم وذلك مذهب جمهور أهل العلم، وقال رأيٌ آخر أن ليس على المرأة كفارة لا إن أكرهت على ذلك ولا إن كانت راضية ويلزمها فقط قضاء اليوم، والكفارة تكون على الرجل فقط.[٥]
التقيؤ بشكل متعمد
هل يختلف حكم المتقيئ عامدًا باختلاف كمية القيء؟
اتفق جمهور أهل العلم على أنّ تعمّد المسلم الصائم للتقيّؤ في نهار رمضان منقض لصيامه، ويترتب عله إعادة قضاء ذلك اليوم، واختلفوا في وجوب الكفّارة، أمَّا الحنفية فكان لهم تفصيلاتهم، فلو كان ذاكرًا لصومه وعامدًا والقيء يملأ فمه فيفسد صومه وعليه القضاء ولكن لا كفارة عليه.[٧]
الحيض
لو حاضت المرأة قبل الغروب بلحظة هل تفطر؟
مما أجمع عليه العلماء في مبطلات الصيام، مجيء الحيض، ولو كان ذلك في آخر لحظة من لحظات الصيام -قبل غروب الشمس- ويترتب على المسلمة الصائمة في هذه الحالة قضاء ذلك اليوم وجوبًا.[١]
النفاس
هل يأخذ النفاس حكم الحيض في رمضان؟
يعدّ النفاس واحدًا مما أجمع عليه علماء الفقه الإسلامي أنّه منقض صيام المرأة، ولو جاء في أيّ لحظة من لحظات الصيام، ويترتب على المرأة عند ذلك قضاء جميع الأيّام التي أفطرت بها في شهر رمضان المبارك بسبب النفاس.[١]
الاستمناء "العادة السرية"
ما المقصود بالاستمناء؟
فالإستمناء هو إخراج المني عمدًا في أي سبب كان ويُطلق على ذلك الفعل العادة السريّة،[١] فإن أقدم الصائم على هذا الأمر، فصومه باطل عند المذهب المالكي والشافعي والحنبلي، والمشهور عند الحنفيّة، وهذا على قول الجمهور، إلّا أنّ كل من أبو القاسم من الحنفيّة،[٨] والإمام ابن حزم ذهبا إلى عدم فساد صوْم من استمنى بيده ولو كان عن عمد،[٩] وفيما يتعلق بالكفّارة، فذهب المذهب الشافعي والحنفي وأحد قولي الحنابلة بأنّه لا يلزمه كفارة، ومعتمد المالكية وأحد قولي الحنابلة، بأنّه تجب عليه الكفّارة.[٨]
هل القبلة بين الزوجين تبطل الصيام؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: مبطلات الصيام بين الزوجين
الردة
ماذا يترتب على الشخص إن عاد عن ردتّه في نهار رمضان؟
لم يختلف الفقهاء على أنَّ الردة منقضة للصيام، فإذا عاد الشخص إلى الإسلام في نفس اليوم أو بعد انتهائه، يترتب عليه قضاء ذلك اليوم الذي فاته، وذلك لأنّ الصيام عبادة، والعبادة تشترط الإسلام لصحتها.[١٠]
نية الإفطار
هل النيّة من أركان الصيام؟
معلوم أنّ الركن إذا انتفى، يترتب عليه انتفاء صحة العبادة، والنية ركن من أركان الصيام، فإذا ما اختلت النية اختلّ الصيام، فإن نوى الصائم الإفطار، انتقض صيامه بمجرد النيّة، ولو لم يقدم على الأكل والشرب، ويترتب عليه في هذه الحالة قضاء ذلك اليوم،[١١] ذهب أصحاب الرأي بأنّه لو عاد المسلم، قبل أن ينتصف النهار فنوى الصيام، يجزئه ذلك.[١٢]
الإغماء طوال النهار
هل يصح صوم المغمى عليه؟
المغمى عليه في نهار رمضان كلّه يُعدّ مفطرًا وذلك لعلة ذهاب عقله، فالعقل شرط في صحة العبادة، وقالالإمام النووي إنّ صيام المغمى عليه يصح، لنيته بالصوم قبل الإغماء مع التنبيه على أنّه لا يلزمه الصوم، لكن اختلف العلماء في قضاء المسلم للأيام التي كان مغمى عليه فيها، على أقوال، فقال النووي بوجوب القضاء لجميع أيام الإغماء، وقال الجمهور بأنّه لو كان الإغماء مستغرقًا لطيلة أيام شهر رمضان فلا يلزمه القضاء.[١٣]
الجنون المطبق
لماذا عدّ العلماء الجنون المطبق سببًا لنقض الصيام؟
ذكر الإمام ابن حزم أنّ الجنون منقض لصيام المسلم، وذلك استنادًا للأثر الوارد عن االصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أما علمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِعَ عن ثلاثةٍ عن المجنونِ حتى يبرأَ وعن النائمِ حتى يستيقظَ وعن الصبيِّ حتى يعقِلَ"،[١٤]فالصوم لا يجب على المجنون ولا يصح منه، وهذا الإجماع في حالة كون الجنون مطبًقا عليه طيلة شهر رمضان وذهب جمهور أهل العلم إلى أنّه لا قضاء على من كان جنونه مطبقًا، وذلك لسبب عدم أهليه صاحب الجنون المطبق للصيام أو حتى للقضاء.[١٥]
دخول شيء إلى الجوف من منفذ مفتوح
هل قطرة الأنف تفطر في نهار رمضان؟
ذهب جمهور أهل العلم إلى فساد الصوم مَن أدخل إلى جوفه شيئًا من منفذٍ مفتوح كأن يستعمل المسلم الصائم قطرة الأنف، واستدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم: "وبالغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا"،[١٦]واستدلوا بهذا الحديث على أنّ كل منفذ يصل للمعدة لا يجب إدخال شيء به مهما كان يسيرًا في نهار الصوم.[١٧]
هل كل كا يبطل الصيام عند المرأة يبطله عند الرجل؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: مبطلات الصيام عند المرأة
مسائل اختلف العلماء على نقضها للصيام
على ماذا يعتمد العلماء في حكمهم على مسائل الصيام؟
هناك عدة مسائل لم يحدث عليها الإجماع بين الفقهاء، في كونها منقضة للصيام أو غير منقضة، ومنها ما يأتي:
الحجامة
القول الأول
ذهب الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية، وابن المنذر والأوزاعي وابن سيرين وإسحاق وعطاء إلى أنّ الحجامة منقضة لصيام المسلم، وقد قال بهذا القول عدد من الصحابة ومن بينهم عائشة وأبو هريرة وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- ودلالتهم في قولهم ما يأتي:[١٨]
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أفطَرَ الحاجِمُ والمَحْجومُ".[١٩]
- تضعيف أحمد بن حنبل للحديث الوارد عن ابن عباس رضي الله عنه، وهو: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم احتَجَم وهو صائمٌ"،[٢٠]وقالوا بافتراض أنّ الحديث صحيح، فلا يختلف الأمر باعتباره منسوخ.
القول الثاني
وهو قول الجمهور من العلماء -المذهب الشافعي والحنفي والمالكي- إذ ذهبوا إلى أنّ الحجامة لا تنقض صيام المسلم الحاجم أو المحجوم الصائمين، واستدلّوا على قولهم هذا بحديث الصحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه- وقال الإمامابن حجر العسقلاني بأنّ الحديث صحيح لا علّة فيه، وأجابوا بأنّ حديث إفطار الحاجم والمحجوم -الّذي استدل به من قال بنقض الحجامة للصيام- بأنه هو المنسوخ، وذهب طائفة منهم إلى تضعيفه.[١٨]
الإغماء ببعض حالاته
فصّل العلماء فيما إذا طرأت على المسلم الصائم حالة غيبوبة في نهار رمضان:[٢١]
- إذا استوعب الإغماء جميع نهار رمضان، ذهب جمهور أهل العلم -المذهب المالكي والشافعي والحنبلي- على أنّ صيامه غير صحيح -في حالة أنّ المسلم كان قد نوى الصيام في تلك الليلة- وعليه قضاء ذلك اليوم، واستدلوا على ذلك، قول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[٢٢]
- إذا كان الإغماء في بعض نهار رمضان، فأفاق قبل غروب الشمس ولو للحظة واحدة، فيمسك ما بقي من النّهار، وصيامه يعدّ صحيحًا، ولا يترتب عليه بناءً على ذلك القضاء وهو قول الشافعية والحنابلة.
الجنون العارض
اختلف العلماء في حكم صوم من فاق من جنونه في نهار رمضان، على أقوال:[٢٣]
- مَن أتاه الجنون بعض اليوم وأفاق بعضه الآخر: قال أصحاب المذهب الحنفي وفي رواية عن الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية أنه على المسلم في هذه الحالة أن يمسك بقية ذلك اليوم لأنّه أصبح أهلًا لوجوب الصيام في حقّه وتشبهًا بالصائمين، وفيما يخص القضاء، فلا قضاء عليه لعدم أهليْته في أول نهار رمضان في حالة الإغماء، ولسبب آخر هو كون العبادة لا تتجزّأ، فكونه كان غير أهلًا للعبادة في أول النهار فلا تجب عليه في آخره.
- مَن أتاه الجنون في رمضان وأفاق بعده: ذكر جمهور الفقهاء -الحنفية والشافعية والحنابلة- أنَّه لو أفاق المجنون من جنونه بعد انقضاء أيام رمضان فليس عليه أن يقضي صيام تلك الأيّام التي مرّت عليه وهو فاقدٌ لعقله؛ لأنَّه في تلك الحالة كان فاقدًا لأهلية الصيام.
كما يمكنك التعرّف أكثر على ما يبطل الصيام عند الرجل بالاطلاع على هذا المقال: مبطلات الصيام عند الرجل
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج أبو ذر القلموني، كتاب أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية:187
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 381. بتصرّف.
- ↑ محمد آل بورنو، كتاب موسوعة القواعد الفقهية، صفحة 426. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو ذر القلموني، كتاب أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر، صفحة 41-42. بتصرّف.
- ↑ كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتيّة، صفحة 67. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلّفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 106. بتصرّف.
- ↑ كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ أبو ذر القلموني، كتاب أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 106. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 713. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5، حديث صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 289. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في حقيقة الصيام، عن لقيط بن صبرة، الصفحة أو الرقم:12، حديث ثابت.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 393. بتصرّف.
- ^ أ ب كمال سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ رواه علي بن المديني، في الاستذكار، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم:207، حديث صحيح.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:368، لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا شريك تفرد به منجاب.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 291. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 289-290. بتصرّف.