ما هي متلازمة الإغراق؟

كتابة:
ما هي متلازمة الإغراق؟

ما المقصود بمتلازمة الإغراق؟

متلازمة الإغراق (Dumping syndrome) هي حالة طبية تنتج عن تفريغ المعدة لمحتويات في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة بسرعة أكبر من المعتاد، وتُعرف أيضًا بمتلازمة إفراغ المعدة السريع، وتؤدي هذه المتلازمة إلى ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: الغثيان، وتشنجات البطن، ويرجع سبب هذه الأعراض إلى أن الأمعاء الدقيقة لا يمكنها امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي لم يُهضَم بطريقة صحيحة في المعدة. يزداد خطر الإصابة بمتلازمة الإغراق في حال الخضوع لبعض أنواع جراحات المعدة، مثل جراحة المجازة المعدية، وعادةً ما يصنفها الأطباء إلى نوعين معينين؛ متلازمة الإغراق المبكر ومتلازمة الإغراق المتأخر، ويحدث كل نوع في أوقات مختلفة بعد تناول الطعام ويسبب أعراضًا مختلفةً.[١]

عمومًا يمكن تجنب الإصابة بمتلازمة الإغلاق عن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي بعد الخضوع لجراحة في المعدة، ويتضمن ذلك تناول وجبات أصغر حجمًا، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالسكر، وقد تحتاج بعض الحالات الأكثر شدةً إلى تناول الأدوية أو إجراء جراحة.[٢]


ما هي أعراض متلازمة الإغراق؟

تتضمن الأعراض المبكرة لمتلازمة الإغراق الغثيان، والتقيؤ، وتشنجات البطن، والإسهال، وعادةً ما تبدأ بعد 10-30 دقيقةً من تناول الطعام، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يأتي:[٣]

  • الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء بطريقة مزعجة.
  • احمرار الوجه.
  • التعرق.
  • الدوخة.
  • زيادة معدل ضربات القلب.

أمّا أعراض متلازمة الإغراق المتأخر فتظهر بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام، وتنتج عن انخفاض نسبة السكر في الدم، ويمكن أن تتضمن ما يأتي:[٣]

  • الدوخة.
  • الضعف العام.
  • التعرق.
  • الشعور بالجوع.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • الشعور بالإعياء.
  • الارتعاش.
  • الارتباك.


ما أسباب حدوث متلازمة الإغراق؟

عند تناول الطعام ينتقل من المعدة إلى الأمعاء على مدى عدة ساعات في الأحوال الطبيعية، وفي الأمعاء يجري امتصاص العناصر الغذائية من الطعام وتكسيره أكثر بواسطة العصائر الهاضمة، أمّا في حالة الإصابة بمتلازمة الإغراق فإنّ الطعام ينتقل بسرعة أكبر من المعدة إلى الأمعاء، وتختلف أسباب حدوث متلازمة الإغراق المبكر عن متلازمة الإغراق المتأخر على النحو الآتي:[٣]

  • متلازمة الإغراق المبكر: تحدث بسبب التدفق المفاجئ للغذاء إلى الأمعاء، مما يؤدي إلى انتقال الكثير من السوائل من مجرى الدم إلى الأمعاء أيضًا، وتسبب هذا السوائل الزائدة الإسهال والانتفاخ، كما أن الأمعاء تطلق مواد تسرع معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم، وهذا يؤدي إلى مجموعة أخرى من الأعراض.
  • متلازمة الإغراق المتأخر: تحدث بسبب زيادة كمية النشويات والسكريات في الأمعاء، ففي البداية تؤدي زيادة كمية السكر إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يجعل البنكرياس يفرز المزيد من الأنسولين لنقل السكر إلى الخلايا، وقد يؤدي الارتفاع المفاجئ لمستويات هذا الهرمون وانتقال كمية كبيرة من السكر من الدم إلى الخلايا إلى حدوث هبوط شديد في مستويات السكر في الدم لاحقًا.

يتمثل السبب الرئيس في حدوث متلازمة الإغراق بالخضوع للجراحة التي تقلل من حجم المعدة أو التي تؤدي إلى تجاوزها، فبعد الجراحة ينتقل الطعام بسرعة أكبر من الطبيعي من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، كما يمكن للجراحة التي تؤثر في طريقة تفريغ المعدة للطعام أن تؤدي إلى حدوث هذه الحالة، وتتضمن أنواع الجراحة التي يمكن أن تسبب متلازمة الإغراق ما يأتي:[٣]

  • استئصال المعدة: هو إجراء يُجرى لإزالة جزء من المعدة أو إزالتها بأكملها.
  • تجاوز المعدة: هو إجراء يُجرى لإنشاء كيس صغير من المعدة لمنع الإفراط في تناول الطعام، ويرتبط هذا الكيس بالأمعاء الدقيقة.
  • استئصال المريء: هو جراحة يُزال فيها جزء من المريء أو كاملًا، ويُجرى ذلك عادةً لعلاج سرطان المريء أو تلف المعدة.


كيف تُشخّص متلازمة الإغراق؟

لتشخيص متلازمة الإغراق قد يُجري الطبيب بعض الفحوصات، التي تتضمن ما يأتي:[٤]

  • دراسة تاريخ المصاب الطبي: قد يشخص الطبيب متلازمة الإغراق من خلال أخذ التاريخ المرضي والعائلي الكامل للشخص، وتقييم العلامات والأعراض، ويستخدم بعض الأطباء نظام تسجيل النقاط للأعراض، وتجميع عدد معين من النقاط يدل على الإصابة بمتلازمة الإغراق.
  • اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم: يقيس هذا الاختبار نسبة السكر في الدم للتأكد من المستويات المنخفضة المرتبطة بمتلازمة الإغراق المتأخرة.
  • اختبار تفريغ المعدة: فيه يتناول الشخص طعامًا يحتوي على مادة مشعة، ثمّ يتمّ تتبُّع مرور المواد المشعة من خلال الجهاز الهضمي باستخدام ماسح ضوئي لمعرفة مدى سرعة انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.


كيف يمكن علاج متلازمة الإغراق؟

عادةً ما تُشفى متلازمة الإغراق الباكر من تلقاء نفسها في غضون ثلاثة أشهر، وخلال هذه المدّة يمكن إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي للمساهمة في التخفيف من الأعراض، لكن في حال لم يُجدِ ذلك نفعًا فقد يوصي الطبيب بالأودية أو الجراحة، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي:[٢]

  • الأدوية: إذا كانت الأعراض شديدةً لا تخفّ مع تغيير النظام الغذائي فقد يوصي الطبيب ببعض الأدوية، مثل أوكتريوتايد (Octreotide)، وهو دواء مضاد للإسهال، يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد، يمكن أن يبطئ إفراغ الطعام إلى الأمعاء، وقد يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل: الغثيان، والتقيؤ، واضطراب المعدة.
  • الجراحة: يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عدد من الإجراءات الجراحية لعلاج متلازمة الإغراق التي لا تسجيب للعلاجات الأخرى، ومعظم هذه الجراحات إجراءات ترميمية قد تهدف إلى عكس جراحة مجازة المعدة، أو ترميم البواب؛ أي العضلة العاصرة الفاصلة بين المعدة والأمعاء الدقيقة.
  • إجراء تغييرات في نمط الحياة: إن اتباع بعض الاسترتيجيات الغذائية يساعد على التقليل من الأعراض، ومن هذه الاسترتيجيات ما يأتي:
    • تناول وجبات صغيرة، إذ يجب تناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
    • تجنب شرب الماء مع الوجبات، كما يجب تجنب السوائل لمدة نصف ساعة قبل الأكل ونصف ساعة بعد الأكل، ويمكن شربها بين الوجبات.
    • تناول كمية إضافية من البروتين، مثل: اللحوم، والدواجن، وزبدة الفول السوداني، والأسماك، كما يجب زيادة الكربوهيدرات المعقدة، مثل: دقيق الشوفان، وأطعمة الحبوب الكاملة الأخرى الغنية بالألياف، والتقليل من الأطعمة الغنية بالسكر، مثل: الحلوى، والسكر، والمشروبات الغازية، والعصائر.
    • زيادة كمية الألياف المتناولة خلال اليوم، وذلك من خلال تناول الأغذية الغنية بالألياف، أو من خلال تناول المكملات الغذائية؛ فقد تساعد على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء الدقيقة.


ما هي مضاعفات متلازمة الإغراق؟

متلازمة الإغراق هي أحد المضاعفات الشائعة للجراحات التي تُجرى في المعدة، وقد تترافق مع مجموعة أخرى من المضاعفات، بما في ذلك:[٤]

  • مشكلات في امتصاص العناصر الغذائية المختلفة.
  • فقر الدم بسبب نقص مستويات الحديد، وفيتامين ب12، وحمض الفوليك.
  • هشاشة العظام أو ضعف العظام بسبب نقص امتصاص الكالسيوم.


المراجع

  1. Cleveland Clinic medical professional (24-4-2018), "Dumping Syndrome"، my.clevelandclinic, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (13-6-2018), "Dumping syndrome"، mayoclinic, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Stephanie Watson (19-6-2017), "Dumping Syndrome"، healthline, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Jayne Leonard (30-12-2017), "What you should know about dumping syndrome?"، medicalnewstoday, Retrieved 12-5-2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×