محتويات
هل تخيّلت يومًا أن قصة الجميلة النائمة قد تكون حقيقية؟ ستندهش ربّما، إذا عرفت عن متلازمة نادرة تدعى متلازمة كلاين ليفين.
لاشك أنّ النوم يُعّد من أهم الحاجات الأساسية للجسم التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يساعد النوم في استعادة توازن الإنسان العقلي والجسدي بعد الجهد المبذول في التفكير، التخطيط أو حتى النشاط الحركي.
تختلف احتياجات النوم بحسب العمر، فيحتاج الأطفال الصغار إلى ساعات نوم أكثر من البالغين، كما تختلف بين الأفراد أيضًا.
في المقابل، يحتاج أغلب الأشخاص لأن ينعمو بنومٍ عميق ومتواصل بغض النظر عن عدد ساعات النوم.
هناك عدّة اضطرابات قد تصيب الإنسان وتؤثر على عادات النوم لديه وأحدها ما يُعرَف باسم متلازمة كلاين ليفين (Kleine-Levin Syndrome).
ما هي متلازمة كلاين ليفين؟
متلازمة كلاين ليفين هي أحد الاضطرابات نادرة الحدوث، تتميز بحدوث نوبات نوم مفرطة بشكلٍ متكرّر تترافق مع تغييرات سلوكية ومعرفية.
يعاني المصاب بهذه المتلازمة من النوم المتواصل خلال النوبة الواحدة لمدة قد تصل إلى 20 ساعة أحيانًا، كما يمكن أن تستمر هذه النوبات إلى أيام عديدة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع.
غالبًا ما تؤثر متلازمة كلاين ليفين على المراهقين الذكور بشكلٍ كبير، لكن من الممكن أن تصيب الإناث أيضًا أو الفئات العمرية الأكبر.
أعراض متلازمة كلاين ليفين
قد تظهر سلوكيات غير اعتيادية على مصاب متلازمة كلاين ليفين أثناء النوبة في مرحلة اليقظة، حيث يعاني البعض من الآتي:
- النوم المفرط، حيثُ ينام المصاب ليلًا ونهارًا ولا يستيقظ إلّا لقضاء حاجته أو للطعام.
- فقدان الطاقة.
- تناول الطعام بشكلٍ مفرط.
- الدافع الجنسي الشديد.
- الهيجان.
- الهلوسة.
- الارتباك أو التصرّف كالأطفال.
أسباب الإصابة بـمتلازمة كلاين ليفين
لا يزال السبب الحقيقي وراء الإصابة بمتلازمة كلاين ليفين غير معروفًا حتى هذه اللحظة، لكن هناك عدد من العوامل التي يُعتقد أنّ لها دور في الإصابة بهذا الاضطراب، أهمّها:
- خلل في الدماغ في الجزء المسؤول عن تنظيم النوم، درجة الحرارة أو الشهية.
- الإصابات أو التعرّض لعدوى في منطقة تحت المهاد.
- العامل الوراثي.
- بعض الأمراض المناعية.
تشخيص متلازمة كلاين ليفين
يُعّد تشخيص هذه المتلازمة تحديًّا كبيرًا بالنسبة للأطباء والمتخصصين؛ نتيجة لتشابه الأعراض مع عددٍ من الاضطرابات الأخرى.
لذا، لابد من القيام بالعديد من الفحوصات؛ كمحاولة استثناء بقيّة الحالات المرضية، مثل التصلب المتعدّد، الأورام أو الالتهابات، التي يمكن أن تشترك في نفس الأعراض.
علاج متلازمة كلاين ليفين
لا يوجد علاج فعّال للقضاء على متلازمة كلاين ليفين، لكن بعض الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب المزاج أو مضادات الاكتئاب، قد تساعد في تحسين الأعراض المصاحبة للنوبة وتقليل مدّة النوبة أو منع تكرارها مستقبلًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المنبهات للتخفيف من النعاس أو الحاجة إلى النوم دون أن يكون لها أي تأثير على بقيّة الأعراض المصاحبة للنوبة.