ما هي متلازمة مونخهاوزن؟

كتابة:
ما هي متلازمة مونخهاوزن؟

ما هي متلازمة مونخهاوزن؟

تُعد متلازمة مونخهاوزن (Munchausen syndrome) اضطرابًا عقليًا، ويُحاول المصاب تضليل الحقائق المرتبطة بصحته؛ للحصول على انتباه وتعاطف الآخرين، وذلك من خلال تشويه الحقائق، أو تضخيمها، أو ادّعائها، حيث قد يقوم بالآتي:[١]

  • ادعاء وجود أعراض معينة.
  • تغيير نتائج الفحوصات؛ كإضافة الدم إلى عينة البول.
  • إيذاء نفسه ليدّعي ظهور أعراضٍ معينة في بعض الحالات.

متى اكتُشفت متلازمة مونخهاوزن لأول مرة؟

تعود تسمية متلازمة مونخهاوزن إلى الضابط الألماني البارون فون مونخهاوزن، والذي عاش في القرن الثامن عشر واشتُهر بتزوير قصص حياته وخبراته،[٢] وقد اُكتشِفت متلازمة مونخهاوزن لأوّل مرة عام 1951، واستُخدِم مصطلح متلازمة مونخهاوزن لوصف مجموعة المرضى الذين يألّفون قصصًا عن مرضهم؛ لإجبار الأطباء على القيام بإجراءات طبية لا حاجة لها؛ كالجراحة وغيرها.[٣]

ويندرج تحت هذه الحالة الطبية أيضًا متلازمة مونخهاوزن بالوكالة (Munchausen syndrome by proxy) أو (MSBP)، وتعد نوعًا مُتقدمًا من أنواع الإساءة للأطفال، وتمّت تسميتها لأول مرة في عام 1977، ومن خصائصها الآتي:[٣]

  • ادّعاء أحد الوالدين- خاصة الأم أو مقدم الرعاية- وجود مرض عند الطفل، من خلال تلفيق ظهور علامات جسدية لإثبات ذلك.
  • عدم القدرة على تفسير ظهور الأعراض التي يدّعيها الوالد على الطفل.
  • حدوث الأعراض يرتبط بوجود الطفل مع أحد والديه فقط.
  • صعوبة تشخيص هذه المتلازمة؛ لانتشار اعتقاد خاطئ أنّ إلحاق الضرر بالطفل من قبل الوالدين أمرٌ غير محتمل.

لماذا تحدث متلازمة مونخهاوزن؟

تُعدّ متلازمة مونخهاوزن من الحالات المُعقدة والتي يصعُب فهمها على نحو كافٍ، وقد يصعب تفسير سبب قيام المصابين بمثل هذه التصرفات، ولكن تم تحديد عوامل معينة يمكنها تفسير سبب حدوث المتلازمة،[٤] وهي كما يأتي:

تعرّض الشخص لصدمة خلال مرحلة الطفولة

قد تنتج متلازمة مونخهاوزن عن ترك أو إهمال الوالدين للطفل في مرحلة الطفولة، كما قد تحدث بسبب تعرّض الطفل لنوع آخر من الصدمات مع والديه أو خضوعه لعلاجات طبية مطولة أثناء الطفولة أو المراهقة، الأمر الذي يدفع به إلى ادّعاء المرض في مراحل لاحقة، ويرجع ظهور هذه الحالة عند الطفل للأسباب الآتية:[٤]

  • معاقبة الذات وتحدث عندما يشعر الطفل بأنه دون قيمة ولا يستحق الاهتمام.
  • الحاجة لجذب انتباه الآخرين وإثبات أهميته لهم أو رغبته بالتفرّد باهتمام والديه.
  • إقناع الآخرين بمسؤوليتهم تجاه الطفل وحاجته لرعايتهم.

إصابة الشخص بأحد اضطرابات الشخصية

ترتبط بعض أنواع اضطراب الشخصية بصورة وثيقة بمتلازمة مونخهاوزن؛ إذ يواجه المُصابون باضطراب الشخصية صعوبة في تحديد هويتهم المستقلة وتكوين علاقات مع الآخرين، ممّا يدفعهم إلى تلفيق حالة مرضية تساعدهم على جلب انتباه الآخرين وقبولهم؛ فمثلًا قد يكون المستشفى مكانًا مثاليًا لتكوين شبكة اجتماعية لهؤلاء المصابين؛ لذا يُصرّون على دخوله، ومن أهم هذه الأنواع ما يأتي:[٤]

  • اضطراب الشخصية غير الاجتماعية

حيث يتمتّع الشخص المريض بخداع الأطباء بمنحه الشعور بالقوة والتحكم.

  • اضطراب الشخصية الحدّية

حيث يواجه الشخص تحديًا في التحكم بمشاعره، وغالبًا ما تتأرجح مشاعره بين آراء الآخرين السلبية والإيجابية.

  • اضطراب الشخصية النرجسية

قد يشعر المصاب باضطراب الشخصية النرجسية بالتميّز والتفوق، كما قد يشعر بأنّه بلا قيمة.

كيف تكون أعراض متلازمة مونخهاوزن؟

يقوم الأشخاص المصابون بمتلازمة مونخهاوزن بادعاء أعراض مختلفة أو تلفيقها بأساليب عدة، وفيما يأتي أهمّ أعراض متلازمة مونخهاوزن:[٥]

  • وجود تاريخ طبي حافل ولكنه غير مترابط.
  • أعراض جسمية غير واضحة ولا يمكن التحكم بها؛ فقد تنتكس هذه الأعراض أو تتغير مع بدء العلاج.
  • حدوث انتكاسات بعد التحسن.
  • على دراية تامّة بإجراءات المستشفيات والمصطلحات الطبية.
  • تاريخ مطول من الزيارات للعديد من العيادات والمستشفيات في أماكن مختلفة.
  • وجود العديد من ندب وآثار الجراحة.
  • الشعور بأعراض جديدة بمجرد ظهور نتائج سلبية للفحوصات المخبرية.
  • ارتباط ظهور الأعراض بتواجد الآخرين مع المريض أو مراقبتهم له.
  • الرغبة المُلحّة بإجراء العمليات الجراحية أو الفحوصات الطبية.
  • رفض المريض مقابلة الأطباء المشرفين عليه لأفراد عائلته أو أصدقائه.
  • تدني نظرة المريض وتقديره لذاته.

كيف تُشخّص متلازمة مونخهاوزن؟

بالرغم من صعوبة تشخيص متلازمة مونخهاوزن الناجمة عن ادّعاءات المريض غير الصحيحة،[١] إلا أن الأطباء يمكنهم تشخيص هذه الحالة اعتمادًا على عدم وجود أساس طبي للأعراض التي يدعيها المصاب، وبعدها يُحوّل المريض إلى الطبيب النفسي، والذي سيشخص متلازمة مونخهاوزن مُعتمدًا على أُسس طبية معينة.[٢]

هل يمكن علاج متلازمة مونخهاوزن؟

بالرغم من المحاولات التي يقوم بها المريض للحصول على الرعاية الطبية لما يدّعيه من أعراض، إلا أنه لا يطمح بالتخلص من شكوته، ويُشكّل هذا الأمر تحديًا كبيرًا في علاج متلازمة مونخهاوزن، ولكن قد تساعد الإجراءات الآتية في علاج هذه المتلازمة:[٥]

  • تحسين سلوك المريض.
  • الحد من عدد الأطباء الذين يراجعهم الطبيب؛ فقد لا يكون على دراية بأن معظم أعراضه ملفقة.
  • علاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بهذه الحالة من خلال أساليب العلاج النفسي الحديثة.
  • تجنّب الإجراءات الطبية غير الضرورية خاصّة الجراحية منها.
  • مشاركة الأهل في العلاج بالتوقّف عن تشجيع المريض على السلوك الذي يتّبعه.
  • استخدام الأدوية؛ مثل المُهدئات ومضادات الاكتئاب.

هل تسبب متلازمة مونخهاوزن أي مضاعفات؟

بالتأكيد نعم، ترتبط متلازمة مونخهاوزن بعدد من المضاعفات الطبية التي قد تنجم عن العلاجات والإجراءات الطبية المتكررة أو الاستخدام الخاطئ لها، وقد تؤدي للموت في بعض الحالات؛ إذ يميل الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة إلى الانتحار بمعدلٍ أكبر من غيرهم.[١]

ملخص المقال

متلازمة مونخهاوزن هي حالة نفسية تُشير إلى ادعاء الإصابة بالأمراض أو الأعراض لجذب انتباه الآخرين وكسب تعاطفهم، وقد يُعرّض المصاب نفسه للأذى أو يغير نتائج فحوصاته من خلال إضافة دم إلى عينة البول مثلًا، وُنظرًا لعدم صدق المصاب من الصعب تشخيص أو علاج هذه المتلازمة، كما قد يُعرضه ذلك للعديد من المخاطر الناجمة عن إجراء العديد من الجراحات غير الضرورية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Munchausen Syndrome (Factitious disorder imposed on self)", clevelandclinic, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Munchausen Syndrome", webmd, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "A Serial Munchausen Syndrome by Proxy", ncbi, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Overview - Munchausen's syndrome", nhs, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Munchausen Syndrome", webmd, Retrieved 10/11/2021. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×