محتويات
تنظير القصبة الهوائية
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الأجهزة والأعضاء التي تعمل مع بعضها البعض لتحقيق المهام والوظائف الضروريَّة، ويعدّ الجهاز التنفسي واحدًا من أجهزة الجسم الرئيسة، يضمّ شبكةً من الأعضاء والأنسجة التي تساعد على إتمام عمليَّة التنفس، وإيصال الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، والتخلص من الفضلات الغازيَّة كثاني أكسيد الكربون، وحماية الممرَّات التنفسيَّة من المواد الضارة التي تسبِّب تهيجه، والسماح للشخص بالكلام والقدرة على الشم، ومن هذه الأعضاء الرئتان، والممرات الهوائية، والأوعية الدموية، وغيرها.[١]
وللأسف الشديد تعد أمراض الرئتين من أكثر الأمراض شيوعًا في جميع أنحاء العالم، إذ توجد عشرات الملايين من الأشخاص في الولايات المتحده يعانون من أمراض الرئة، معظمها حالات ناجمة عن التدخين والعدوى والاضطرابات الجينيَّة.[٢]
لذا تنوَّعت التقنيات المُستخدمة في تشخيص أمراض الرئة والتراكيب الأخرى في الجهاز التنفّسي، كالقصبة الهوائية، والشعيبات الهوائية، وغيرها، وظهر ما يُعرف باختبار تنظير القصبة الهوائية أو تنظير القصبات، وكحال باقي أنواع الإجراءات الطبيَّة قد يحمل تنظير القصبة الهوائيَّة بعض المخاطر المُحتملة، وسنوضِّح في هذا المقال أبرز المعلومات المتعلقة بهذا الاختبار.[٣]
ما هو تنظير القصبة الهوائية؟
يُعرف تنظير القصبة الهوائية (Bronchoscopy) بأنَّه الإجراء الطبي الذي يمكِّن الطبيب من فحص الجزء الداخلي من الرئتين والممرَّات الهوائيَّة الأخرى، وهو من الإجراءات السريعة نسبيًّا، ويتطلَّب القليل من التحضيرات لإتمامها، غير أنَّه لا يُسبب الألم، كما يتعافى الأشخاص بسرعة بعد الخضوع لهذا الاختبار.
عند إجراء تنظير القصبة الهوائيَّة يبدأ الطبيب بتمرير أنبوب رفيع مزوَّد بإضاءة وكاميرا خلال الفم أو الأنف، وصولًا إلى الجزء الداخلي من الرئتين، ويجب الإشارة إلى أنَّ معظم أنواع المناظير المُستخدمة في هذا الإجراء مُتوافقة مع إمكانيَّة تصوير فيديو ملوَّن يُساعد الطبيب على توثيق النتائج التي يتوصل إليها.[٤][٣]
ما هي مخاطر إجراء تنظير للقصبة الهوائية؟
من غير الشائع حدوث المُضاعفات عند إجراء تنظير القصبات الهوائية، أمَّا في حال ظهورها تتمثّل عادةً بأعراض خفيفة ولا تستدعي القلق، بينما تزداد فرصة حدوث المضاعفات في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من التهاب وتلف في الممرَّات الهوائيَّة بسبب المرض.
وعمومًا قد يرتبط ظهور مخاطر تنظير القصبة الهوائيَّة بنوع المخدر الموضعي المستخدم، أو الدواء المهدئ، أو التنظير نفسه، وفي ما يأتي بعض هذه المخاطر:[٥]
- الانهيار الرئوي (Collapsed lung): يحدث انهيار الرئة في حالات نادرة يتسبب فيها التنظير بثقب الرئة، وتجمُّع الهواء في الحيّز المحيط بها، وعلى الرغم من سهولة علاج هذه المشكلة في معظم الأحيان، فإنَّها قد تستدعي دخول المستشفى والخضوع للعلاج.
- النزيف: تزداد فرصة حدوث النزيف أثناء تنظير القصبات الهوائيَّة في الحالات التي تستدعي أخذ خزعة، وعادةً ما يكون النزيف بسيطًا، بل يتوقف دون الحاجة إلى العلاج.
- الحمَّى: تعدّ الحمَّى من المُضاعفات الشائعة نسبيًّا بعد الخضوع لتنظير القصبة الهوائيَّة، لكنَّها لا تدل دائمًا على حدوث العدوى.
- مخاطر أخرى: إلى جانب ما سبق يوجد عدد من المخاطر الأخرى مُحتملة الحدوث، منها:[٤]
- صعوبة التنفس.
- اضطراب النظم القلبي (Arrhythmia)، الذي يعني عدم انتظام نبض القلب.
- الالتهاب الرئوي.
- انخفاض مستويات الأكسجين خلال الجراحة.
- الإصابة بالعدوى.
- زيادة خطورة الإصابة بنوبة قلبية: يحدث ذلك عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي من الإصابة بأمراض القلب.[٤]
- حدوث مخاطر التخدير العام في حال استخدامه: من هذه المخاطر ما يأتي:[٤]
- الألم العضلي.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- تغيرات ضغط الدم.
- تباطؤ سرعة نبض القلب.
ما أسباب إجراء تنظير القصبة الهوائية؟
توجد مجموعة من المبرِّرات التي تفسِّر سبب لجوء الطبيب إلى إجراء تنظير القصبات في تشخيص الأمراض، في ما يأتي عدد منها:[٦]
- الكشف عن سبب السعال المصحوب بالدم.
- إجراء اختبار يوضِّح التغيرات غير الطبيعيَّة في الرئتين، كالأورام، وتغيرات نسيج الرئة.
- الكشف عن وجود جسم غريب في الممرَّات الهوائيَّة.
- تفسير انخفاض مستويات الأكسجين أو ضيق التنفس.
- أخذ خزعة من الغدد اللمفاوية الواقعة بالقرب من الرئتين.
- استمرار السعال أكثر من ثلاثة شهور دون سبب واضح.
- الكشف عن رفض الرئة بعد زراعتها.
- استنشاق مادَّة كيميائيَّة أو غاز سام.
- حدوث عدوى في الرئتين والقصبات الهوائية، والتي لا يمكن تشخيصها بالوسائل الأخرى.
كما يُمكن استخدام تنظير القصبة الهوائيَّة لعلاج مشكلات الرئتين والممرَّات الهوائية، إذْ يُمكن خلاله القيام بما يأتي:[٦]
- تصريف الخراج.
- إزالة الأجسام الغريبة من الممرَّات التنفسيَّة.
- تنظيف الممرات الهوائيَّة.
- علاج السرطان باستخدام عدد من التقنيات المُختلفة.
- توسعة الممرات الهوائيَّة المتضيِّقة أو المسدودة.
- إزالة المُخاط أو السائل المتجمِّع في الممرَّات الهوائيَّة.
كيف يتم الاستعداد لتنظير القصبة الهوائية؟
استعدادًا للقيام بهذا الإجراء يوصَى باتباع ما يأتي:[٣]
- تجنب تناول الطعام أو الشراب مدَّة 6-12 ساعةً قبل تنظير القصبة الهوائيَّة.
- استشارة الطبيب حول الحاجة إلى تجنب تناول أنواع من الأدوية، مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسبرين (Aspirin)، والوارفارين (Warfarin)، ومميِّعات الدم الأخرى.
- تهيئة المجال لحضور مرافق في موعد التنظير؛ ليتمكِّن من اصطحاب المريض إلى المنزل،[٣] فبعد الانتهاء من التنظير لا يستطيع القيادة بسبب تأثير الأدوية التي استُخدِمت خلال الإجراء.[٥]
- التأكد من إزالة أطقم الأسنان، أو الجسور المؤقتة، والأجهزة الدَّاعمة للسمع، والعدسات اللَّاصقة، والنظارات في يوم العملية.[٥]
- استخدام التخدير الموضعي في الأنف والحلق خلال تنظير القصبة الهوائيَّة، ومن المُحتمل أيضًا الحصول على أدوية مهدئة لضمان استرخاء المريض، ويُعطى الأكسجين عادةً خلال الإجراء، أمَّا التخدير العام فمن النادر اللجوء إليه في مثل هذه الإجراءات.[٣]
ما نتائج تنظير القصبة الهوائية؟
يستعين الطبيب بنتائج تنظير القصبة الهوائيَّة لمعرفة كيفيَّة علاج مشكلات الرئتين التي يُكشف عنها بهذا الاختبار، أو لمُناقشة الإجراءات التي قام بها خلاله، ويناقش الطبيب نتائج التنظير عادةً بعد 1-3 أيام من إجرائه، وقد يستدعي الأمر إجراء المزيد من الفحوصات بعد انتهاء تنظير القصبة الهوائية، كما يحدث في الحالات التي يجب فيها أخذ خزعة خلاله وفحصها في المختبر، وفي هذه الحالة يستغرق الأمر المزيد من الوقت لانتظار نتائج الفحوصات.[٥]
المراجع
- ↑ "Respiratory System", clevelandclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ "Lung Diseases Overview", webmd, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Erica Roth , "Bronchoscopy"، healthline, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jayne Leonard, "What to expect from a bronchoscopy"، medicalnewstoday, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bronchoscopy", mayoclinic, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Bronchoscopy", medlineplus, Retrieved 10-7-2020. Edited.