ما هي مخاطر فيلر الوجه؟

كتابة:
ما هي مخاطر فيلر الوجه؟

فيلر الوجه

انتشرت في الآونة الأخيرة مواضيع عمليّات التجميل للوجه والفكّين، وأصبحت حديثَ السيّدات في جلسات القهوة الصّباحيّة، ولربّما كان الموضوع الأكثر تداولًا هو حقن فيلر الوجه، فماذا تعرف عنها؟

حقن فيلر الوجه ما هي إلّا مواد إمّا مصنّعة كيميائيًّا أو مستخلصة من مصادر طبيعيّة تُحْقَن تحت الجلد وفي خطوط الوجه وأنسجته لتعبئتها، مما يقلّل من ظهور التجاعيد وعلامات تَقدّم السنّ، ويُعيد المظهر الصحّي للوجه.[١]

مع التقدّم بالسنّ يفقد الجسم نسبةً من المكوّنات الأساسيّة للوجه، كالعضلات والدّهون والعظم، وقلة كثافة عظم الوجه مع التّقدم بالعمر قد تؤدّي إلى تراجع خطّ الفكّ، وانسحاب الأنف والوجنتين إلى الأسفل، وكذلك العضلات مع التّقدم بالعمر قد تنكمش لتقلّل بدورها من مرونة الجلد وتسبب تجعّده، لينتهي المطاف بجلد رقيق مُمدّد ومُتَرهِّل[٢].

وحسب تقارير الجمعيّة الأمريكيّة لأطبّاء التجميل في عام 2017 فقط جرى ما يقارب 2.7 مليون عمليّة حقن الفيلر، مما يمثّل ارتفاعًا بنسبة 3% من مجمل عدد العمليّات في الأعوام السابقة، ولعلَّ السبب في ذلك هو وصف فيلر الوجه الحلَّ السّحريّ للعديد من مشكلات الوجه، مثل: إخفاء خطوط الابتسامة، وتعبئة الطيّات الأنفيّة ومنطقة تحت العين، ورفع الخدود الغائرة، وشدّ تجاعيد اليدين، ونفخ الشفاه الرّقيقة وملء خطوطها. ورغم أَنَّ بعض حقن الفيلر يُرَوَّج لها على أنها طويلة الأمد وتدوم عدّة سنوات، إلّا أنّه ثبتَ أنَّ الجلد يمتصّ معظم محتواها، ممّا يجعلها مؤقّتة المفعول تدوم نتائجها عدّة أشهر إلى بضع سنوات على الأكثر، وتختلف تلك المدّة باختلاف نوع حقنة الفيلر وجسم المتلقّي[١].


ما هي مخاطر فيلر الوجه؟

إنّ قرار إجراء عمليّات الفيلر هو قرار شخصيّ بالدرجة الأولى، ويضعُ كامِلَ المسؤوليّة على عاتق الشخص، فهو من يوازن بين الفوائد والآثار الإيجابية للعمليّة وبين القدرة على تقبّل مخاطرها، ويقتصر دور طبيب التّجميل على توضيح خطوات العمليّة بالتفصيل، وذكر المضاعفات والمخاطر المُحْتَملة.

وقبل القيام بأي إجراء يُطلَبُ من الشخص توقيع نموذج موافقة طبيّة يضمن الفهم الكامل للعمليّة وآثارها ومضاعفاتها؛ حفظًا لحقوقه وحقوق الكادر الطبّي[٣].

وللاطمئنان فإنَّ المضاعفات الخطيرة الناتجة عن حقن الفيلر تعدّ نادرة الحدوث، وتتضمّن ما يأتي[١]:

  • التهاب الجلد.
  • تسرّب مادّة الفيلر من مكان الحقن، وانتقالها من مكان إلى آخر داخل الجلد.
  • تكتّل الجلد وتحجّره مكان الحقن، وقد يستدعي الأمر إجراء الجراحة.
  • ظهور نوع من الأورام الحُبيبيّة.
  • تمزّق الأوعية الدمويّة تحت الجلد.
  • الإصابة بالعمى، الذي يحدث عندا يُحقَن الفيلر بطريقة خاطئة في شريان في الوجه، مما يمنع تدفق الدمّ إلى العين.
  • تقرّح الوجه بسبب اضطراب تدفّق الدم إلى المنطقة.
  • اختلاف النصف الأيمن عن النصف الأيسر للوجه[٣].

أمّا المخاطر المحتملة والشائعة الأخرى فتعتمد على نوع الحقن المستخدمة وطريقة الاستخدام، ومن شأنها أن تزول بعد 7-14 يومًا من الحقن، وتتضمن ما يأتي[١]:

  • ظهور حبوب على الوجه شبيهة بحبّ الشباب.
  • تورّم مكان الحقن وظهور الكدمات فيه.
  • النزيف.
  • ظهور جروح وندبات.
  • التهاب الجلد وتكتّله في مكان الحقن.
  • احمرار الجلد وتهيّجه، وظهور طفح جلدي مصحوب بالحكّة.


ما أنواع فيلر الوجه؟

يعجّ السوق الطبيّ بأنواع حقن فيلر الوجه، منها ما يعطي نتائج سريعةً وفوريةً، ومنها ما يحتاج إلى أسابيع وأشهر من العلاجات ما بعد الحقن للحصول على النتيجة المثاليّة[١]، وتتتضمن الأنواع الشائعة ما يأتي:


الحقن المحتوية على مادة حمض الهيالورونيك

الجسم يفرز مادّة (Hyaluronic acid) بصورة طبيعيّة في الجلد، ويقوم بدور أساسيّ في ترطيب البشرة وإعطائها النضارة اللازمة، ورفع الخدود وملء التجاعيد كذلك، خاصّةً في منطقة ما حول العينين والشفاه والجبين[١]، ويمكن لهذا النوع أن يدوم ستّة أشهر وأكثر، إلى أن يبدأ الجسم بامتصاصه وتحطيمه[٢].


فيلر مادة الكالسيوم هيدروكسيل أباتيت

في هذا النوع من الفيلر تُدمج حبيبات (Calcium hydroxylapatite) المجهريّة مع مادّة هلاميّة لتعطيها الكثافة المطلوبة، ثمّ تُحقَن في الجلد، ويمتاز هذا النوع بكثافته العالية، ممّا يعطيه فائدةً إضافيّةً على حقن حمض الهيالورونيك؛ إذ يستخدم لتعبئة الفراغات والخطوط العميقة في البشرة ليعطي نتائج مثاليّةً، وعادةً ما تدوم نتائجه مدّة سنة على الأقلّ.[١]


فيلر مادة عديدات حمض اللاكتيك

تمتاز مادّة (Poly-L-lactic acid) بقدرتها على التحلّل السريع لتحفيز إفراز الكولاجين بصورة طبيعيّة من البشرة بدلًا من ملء التجاعيد مباشرةً، ممّا يعطي الجلد مظهره المشدود ونضارته المطلوبة، ويستخدم هذا النوع تحديدًا لتعبئة خطوط الوجه العميقة التي فَقدت دهونها بسبب تقدّم السنّ، ويعمل تدريجيًّا، فلن تُلاحَظ نتائج الفيلر إلّا بعد مرور أشهر من الحقن، وتدوم نتائجه مدّة سنتين على الأقل؛ لذلك يسمّى الفيلر "شبه الدّائم".[١]


فيلر مادة عديدات ميثيل ميثاكريليت

يتكوّن هذا النوع من كريّات مجهريّة من مادّة (Polymethylmethacrylate) مصحوبة بمادّة الكولاجين المعروفة بأهميّتها للبشرة، وعلى الرّغم من أنّه يُصَنّف فيلر "دائم"، إلّا أنّه ليس الخيار الأوّل لأطباء التجميل واختصاصيي البشرة؛ استنادًا لما أظهرته الدراسات الأخيرة من معدّل المضاعفات والآثار الجانبية المرتفع الناتج عن استخدام أنواع الفيلر طويلة الأمد، مثل: الالتهابات الجلديّة، والندوب، وتجمّع محتويات الحقنة وتركّزها تحت الجلد.[١]


فيلر الدهون

يعرف أيضًّا بزراعة الدّهون (fat grafting)، ويقوم مبدأ عمل هذه التقنيّة على شفط الدّهون من مناطق مختلفة من الجسم كالأرداف أو البطن، وحقنه في مناطق معيّنة في الوجه لتعبئتها، ويتطلّب هذا الأسلوب تخدير المريضة، وقد تحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين لكي تتعافى من آثار العمليّة، وعادةً ما يعطي هذا النوع نتائج طويلة الأمد.[١]

كلّ من هذه الموادّ له إيجابيّاته وله سلبيّاته، وتختلف عن بعضها بالكثافة والملمس والعمر، فقد تكون مادة معيّنة أكثر ملائمةً لمناطق من الوجه وأقلّ ملائمةً لأخرى، لهذا لا بدّ من استشارة اختصاصي الأمراض الجلديّة والجرّاح التجميليّ لتحديد النوع الأمثل للوجه؛ فهُما الأكثر إلمامًا بتشريح عضلات الوجه وتكوينه، وأكثر إلمامًا بأنواع الفيلر وتقنيّات حقنها، كما يساعد الطبيب المختصّ على تقييم الحالة وفهمها لضمان تحقيق النتائج المرجوّة[٢].


ما أسباب اللجوء إلى عمل فيلر الوجه؟

يُلاحَظ توجّه النساء في الآونة الأخيرة إلى حقن الفيلر بدلًا من حقن البوتوكس؛ وذلك لما أظهرته حقن البوتوكس من نتائج ومضاعفات كارثيّة لدى العديد من المشاهير، فيقوم مبدأ عملها على تجميد عضلات الوجه لوقف التجاعيد الناتجة عن تقلّب تعابير الوجه بصورة طبيعيّة، ممّا يسبّب شلل الأعصاب في تلك المنطقة وأحيانًا العمى، عدا عن نتائجها التي تدوم 3-4 أشهر فقط.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Donna Christiano, reviewed by Cynthia Cobb, DNP, APRN (2019-7-11), "Side Effects of Facial Fillers"، healthline, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت Kristina Liu, MD, MHSKristina Liu, MD, MHS (2019-7-15), "Dermal fillers: The good, the bad, and the dangerous"، health.harvard, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  3. ^ أ ب "Dermal Fillers Minimally Invasive Procedures", plasticsurgery.org, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  4. Jennifer Berry (2018-1-6), "What is the difference between Botox and dermal fillers?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-11. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×