ما هي مراحل صناعة الدواء؟

كتابة:
ما هي مراحل صناعة الدواء؟

الدواء

لا بدّ أنك تناولت حبة دواء واحدة في حياتكَ على الأقل، أو أُجبرت على شربه وأنت صغير في أيام المرض، وكرهت طعمه المر، كما من المؤكد أنك استغربت في أحد الأيام كيف لحبة الدواء الصغيرة أن تجعل آلام الرأس تختفي في غضون نصف ساعة!

إنّ الدواء مادة تُدخَّل في جسمك بطرق عديدة لأغراض مختلفة منها؛ العلاج والشفاء من الأمراض، وتخفيف أعراض مرض ما، أو وسيلة وقائية، لكن ماذا عن مراحل صناعة الدواء؟ وما آلية عمله؟


ما هي مراحل صناعة الدواء؟

يمر الدواء بعدّة مراحل خلال عملية التصنيع من أجل الحصول على دواء آمن وفعّال، ويتبع جميع متطلبات الأدوية التنظيمية، وتتضمن: [١]

مرحلة اكتشاف الدواء

يبدأ تصنيع الدواء بتحديد الحالة المرضية المراد علاجها، وعلى أي جزء حيوي من الجسم يجب أن يعمل الدواء فيه، ثم يُختار أكثر من 5 آلاف جزيء كيميائي يعتقد العلماء أنه قادر على إعطاء المفعول المطلوب، بطرق عديدة ومدروسة من بين هذه الأعداد الهائلة، يُختار عدد قليل من الأدوية وربما دواء واحد ذو فعالية ضد المرض.

تحديد خصائص الدواء

يخضع الدواء لمراحل عديدة من الدراسات لتحديد صفاته الكيميائية والفيزيائية، والظروف التي يفضّلها ليبقى مستقرًا، بالإضافة إلى تحديد نقاط قوته وضعفه مقارنة مع الأدوية التي تشبهه، ونشاطه داخل الجسم متضمنة فعاليته أو سميّته، ومن خلال طرق تحليلية مختلفة لمعرفة آلية عمله داخل الجسم.

تحديد طريقة تشكيل الدواء وتغليفه

تحديد صيغة الدواء والمكونات التي ستضاف له أثناء التصنيع، وتستمر هذه المرحلة لمدة طويلة حتى تصل إلى الشكل النهائي؛ إذ يجب أن يبقى المستحضر الدوائي مستقرًا في العبوة أثناء نقله وتخزينه معها، نظرًا لتعرضه لعوامل خارجية كالحرارة والرطوبة، كما توفر معلومات تتضمن شروط تخزين الدواء ومدّة صلاحيته، فمن خلال هذه الدراسات يُضمن بقاء الدواء آمنًا غير سام، وفعال ومعقم داخل عبوته.

دراسة حركية الدواء

يقوم علماء الصيدلة الحركية بتحديد كيفية تأثير الجسم على الدواء من خلال امتصاصه، وتوزيعه، وتكسريه أو حتى طريقة التخلص منه، ومعرفة الوقت الذي يحتاجه حتى يعطي مفعولًا، وإلى متى يستمر هذا المفعول، وكم يكون تركيز الدواء في الجسم كل لحظة منذ تناوله حتى خروجه من الجسم، وتُقارن هذه الدراسات المجرية على الحيوانات بدراسات أخرى على البشر في وقت لاحق.

اختبارات سريرية

تتضمن ثلاث مراحل؛ الأولى بإعطاء الدواء لعدد قليل من البشر المتطوعين السليمين صحيًا لدراسة حركة الدواء وفعاليته وقدرة الإنسان على تحمله، ثم الانتقال للمرحلة الثانية، وزيادة عدد الأشخاص، واختيار مرضى لتحديد مدى فعالية الدواء في علاج هذا المرض أو التقليل من أعراضه، كما تُراقب الأعراض الجانبية للدواء، و في المرحلة الثالثة، تكون على عدد كبير من المرضى، للتأكُّد من فعاليته وأمانه.

وهكذا يصبح الدواء جاهزًا في شكله النهائي لنتمكن من بيعه في الأسواق، واستخدامه لأغراضه التي وجد من أجلها، وبعد موافقة الهيئات المسؤولة عن الأدوية.


ما آلية عمل الأدوية؟

آلاف الأدوية تتوفر بالأسواق منها ما يُصرف بوصفة طبية، ومنها دون وصفة، ولها استخدامات وأغراض عديدة، وفيما يأتي بعض المعلومات عن آلية عمل الأدوية: [٢]

أولا: محاربة العدوى

تحدث العدوى عندما تُهاجم أحد الكائنات الحية الدقيقة البكتيريا أو الفيروسات، جسمَ الإنسان مسببة أمراضًا مختلفةً، كالتهابات الأذن والالتهابات الحلق وغيرها. وتكمن وظيفة الدواء هنا في مهاجمة هذه الكائنات، و قتلها أو منعها من التكاثر بطرق مختلفة.

ثانيًا: مهاجمة الخلايا السرطانية

يوجد ثلاث أنواع من الأدوية التي تهاجم الخلايا السرطانية وهي:

  • العلاج الكيماوي الذي يهاجم الخلايا السرطانية ويعمل على قتلها في بعض الأحيان أو يبطئ نموها وانتشارها في أحيان أخرى.
  • العلاج البيولوجي الذي يساعد جهاز المناعة في محاربة مرض السرطان.
  • مضادات تولّد الأوعية أيّ أنه يمنع تكون أوعية دموية جديدة حول الخلايا السرطانية مما يمنع تزويد الخلايا بالغذاء والأكسجين اللازم لتكاثرها.

ثالثًا: تغطية المواد الناقصة في الجسم

يحتاج الجسم لمستويات محددة من البروتينات، والفيتامينات، والمعادن. وأي نقص في هذه المكونات يؤدي إلى اختلال وظيفة الجسم، مثلًا نقص الحديد في الجسم يُؤدي إلى فقر الدم، ونقص فيتامين دال كما ظهر حديثًا يزيد من احتمالية الجلطات القلبية عند الرجال، كما أن نقص هرمون أو أكتر في الجسم يؤدي إلى أمراض مثل مرض السكري الناتج عن نقص الإنسولين، وقصر القامة الناتج عن نقص هرمون النمو.

في هذه الحالات يصف الطبيب للمرضى مكملات غذائية لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن، أو أدوية هرمونية لعلاج نقص الهرمونات؛ فمثلا يستخدم دواء ليفوثايروكيسن لعلاج مرض قصور الغدّة الدرقية.

رابعًا: تغيير طريقة عمل الخلايا

معظم الأمراض المزمنة المعروفة كارتفاع ضغط الدم والربو ،تنتج عن تغيُّر في وظيفة خلايا الجسم نتيجة أسباب مختلفة، لذا فإنّ الأدوية الموصوفة أو التي دون وصفة، تعمل من خلال التأثير على هذه التغيرات وتعديلها. فمثلًا الأدوية المستخدمة في علاج الألم والالتهاب تقلل من إنتاج بعض المواد التي تفرزها الخلايا بسبب تعرضها للتلف، وعلى العكس من ذلك، نجد الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب على سبيل المثال، تعمل على زيادة بعض المواد الكيميائية في خلايا الدماغ، بالإضافة إلى الأدوية التي تزيد أو تقلل من حساسية الخلايا للهرمونات مثل دواء ميتوبرولول، المستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم مقللًا من حساسية خلايا القلب للأدرينالين.


الطرق المتاحة لإعطاء الأدوية

يمكن أخذ الأدوية بطرق مختلفة، مثل: [٣]

  • عبر الفم: وهي أكثر الطرق شيوعًا وأسهلها، ويمكن إعطاء الدواء على شكل حبوب، كبسولات أو شراب؛ إلا أن تأثير الدواء يكون بطيئًا، وتوجد احتمالية عدم الامتصاص الكامل له.
  • تحت اللسان: التي تعطي مفعولًا سريعًا للأدوية، فهي منطقة مليئة بالأوعية الدموية، مثل استخدام حبة دواء النتيتروجليسرين لعلاج الذبحة الصدرية وذهاب الأعراض سريعًا.
  • الحقن: تحتاج اشخص مدرّب، ويوجد أنواع حقن مختلفة حسب مكان إعطائها:
    • الحقن الوريدية: تعطى عبر الوريد مباشرة، وتظهر النتيجة المرغوب بها خلال وقت قصير جدًا، فهي من أسرع الطرق على الإطلاق، لإظهار مفعول الدواء.
    • الحقن تحت الجلد: وهي الأسهل والأقل ألمًا، تعطى في الطبقة الدهنية الموجودة مباشرة تحت الجلد.
    • الحقن العضلية: إذ يُدخل الدواء في العضلة، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا بين الحقن.
  • عبر فتحة الشرج: يمكن أن تعطي مفعولًا موضعيًا أو بالجسم كاملًا، ويُلجأ لها في حال عدم إمكانية إعطاء الدواء عبر الفم في حالات الاستفراغ أو فقدان الوعي، ولكن قد لا تكون مريحة بالنسبة للمريض، ومن الأمثلة عليها؛ التحاميل.
  • خلال العين: استخدام القطرات أو المراهم في العين مباشرة، لعلاج التهابات العين أو ترطيبها، وفي حال ارتفاع ضغط العين أيضًا.
  • داخل الأذن: كما هو الحال عند استخدام قطرات الأذن بتطبيقها على الأذن الخارجية في حالات العدوى والالتهاب.
  • على الجلد: الكريمات والمراهم والجل التي تستخدم لعلاج الأمراض الجلدية.
  • الشم والاستنشاق (عبر الجهاز التنفسي): كما في بخاخات الأنف والفم، لعلاج أمراض الجهاز التنفسي أو استخدامها في التخدير العام.


كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.

المراجع

  1. "Stages of Drug Development", pacificbiolabs.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  2. "How Medication Works in Your Body", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
  3. Jennifer Le, "Drug Administration", www.msdmanuals.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×