ما هي مهارات الخطيب

كتابة:
ما هي مهارات الخطيب

الخطابة

تعدُّ الخطابةُ نوعًا من أنواعِ الفنّ النثريّ، وهي كلامٌ يخاطِب به المُتكلِّم جمهورًا من النّاس؛ بقصد إقناعهم واستمالتهم والتأثير بهم، وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، ومنهم من يقول: إنه كلامٌ فصيحٌ بليغٌ يُراعى فيه الواقعُ ومقتضى الحال؛ بحيث يكون منمّقًا سلسًا عذبًا، كما تقوم الخطابة على توحيد الرّأي والفكر، وكانت الأديان والرسالات أكثر من اهتمّت بالخطابة وعلمت دورها وأهميّتها في حياة البشر، كما تعدّ الخطابة ابنةً للتطوّر الفكريّ والاجتماعيّ؛ فهي تتلاءم مع كلّ المواقف والظروف التي تتطلّب استعمالها ووجودها، وسيسلط المقال الضوء على الخطابة ومهارات الخطيب.[١]

نشأة الخطابة

بعد أن تمَّ الحديث عن الخطابة عمومًا، ومهارات الخطيب وأهمّ السجايا التي من المفترض أن يتمثّلها، فلا أقلّ من التعريج على نشأة فنّ الخطابة، والذي لم تخلُ منه أمّةٌ من الأمم؛ فهي مخلوقةٌ مع الإنسان لا يستطيع الاستغناء عنها، وأوّل من أرسى دعائم الخطابة هم اليونانيون؛ حيث كانوا يعدّون علم الخطابة ضمن مباحث علم المنطق، ويستخدمونها في حياتهم اليومية، وفي المجادلات الاجتماعيّة والفلسفيّة والسياسيّة، وقد ظهرت مجموعةٌ من النّاس اعتنَوا في هذا المجال، وقد أُطلق عليهم السفسطائيين، ثمّ بعد ذلك تطورت الخطابة في العصور التالية؛ حيث تمَّ افتتاحُ مدارس خاصةٍ لتعليمها كفنّ، حتى وصلت إلى العصر الجاهليّ والإسلاميّ؛ بسبب تمتّع اللغة العربية بالفصاحة والبلاغة، لترتبطَ بعدها بحاجات الناس، وحثّهم على الجهاد، واستخدامها في خُطب الأعياد والجمعة.[٢]

ما هي مهارات الخطيب

قبل الحديث عن مهارات الخطيب، لا بدَّ من ذكر أنه ولكي يؤثّر الخطيب على المتلقي ويجذب انتباهه الى أمرٍ ما أو موضوعٍ محدّد، فذلك يتطلب جهدًا بالغًا وعملًا دائبًا، لذلك يجب أن تتوفّر في الخطيب مجموعةٌ من الصفات والمهارات: وهي أن يكون الخطيب على درجةٍ عاليةٍ من الثقافة الواسعة في مختلف التخصّصات والمجالات؛ حيث إنّ الخطيب المتمكّن يستطيع جذب الجمهور وكسب ثقته، والاهتمام بالمقدمة أمرٌ بالغ الأهمية لدى الخطيب؛ فمن خلالها يمكن كسب الجمهور أو خسارته، فالثواني الأربعون الأولى من المقدمة هي الأساس حسْب خبراء الإلقاء، كما أن الإعداد الفعّال والتحضير المستمرّ من أهمّ الصفات أيضًا؛ فالخطيب الناجح هو الذي يحضّر بشكلٍ متقنٍ لكلّ التفاصيل، فكلما كان الإعداد أكثر كان الإلقاء أنجح، فهناك قاعدةٌ غربيّةٌ تقول: لاحتراف فنّ الإلقاء والخطابة عليك بثلاثة أمورٍ هي: الإعداد والإعداد والإعداد، كما أن الإلقاء بشكلٍ متمكنٍ مع تحاشي الأخطاء والمطبات التي قد تعترض الخطيب من أهمّ الأسباب التي تزيد ثقة المتلقين فيه.[٣]

الثقة وعدم التوتر هما مفتاحا النّجاح اللذان يُمكِّنا الخطيب من متابعة خطابه بكل سهولةٍ وسلاسة، وهذا ما يجعل المستمع يشعر بمدى مصداقية الكلام الملقى، أما التلوين الصوتيّ فله أثرٌ كبيرٌ أيضًا؛ حيث يساعد على جذب أُذن السامع، ما يمكّن المتلقي من التمييز بين أنواع الكلام والاندماج في سياق الحديث، يضاف إلى ذلك كله الصوتُ الجهور، وفصاحة اللسان، والتأنّي في الحديث، والمقدرة على نطق الكلام وضبطه بشكلٍ سليم، والابتعاد عن الألفاظ البذيئة، وحسن التصرّف في المواقف التي تواجه الخطيب، وتقبّل رأي الآخرين، والتعامل معه بروحٍ مرنة، وبهذا يكون قد تمّ الحديث عن أهمّ مهارات الخطيب التي يمكن الإحاطة بها.[٣]

المراجع

  1. "تعريف الخطابة، وعلم الخطابة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-01-2020. بتصرّف.
  2. إسماعيل محمد (2016 )، فن الخطابة ومهارات الخطيب (الطبعة الخامسة)، القاهرة: دار الكلمة ، صفحة 15-17. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "كيف تصبح خطيباً مُفوّهاً أمام حشد كبير من الناس"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-01-2020. بتصرّف.
4585 مشاهدة
للأعلى للسفل
×