محتويات
مغص الأطفال
يُعدّ المغص من المُشكلات الصّحية التي يُعاني منها الرّضع باستمرار، ويسبب للأم القلق بشأن صحة الطّفل؛ فكثيرًا ما يكون غير جائع ونام لساعات كافية لكنه يبكي بطريقة هستيرية مدة ثلاث ساعات أو أكثر مدةً أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد، ممّا يُحيّر الأم حول سبب هذا البكاء، الذي يُرجَّح أن يحدث بسبب المغص والانتفاخ، خاصةً إذا كان الرّضيع خلال هذه النوبات من البكاء يقبض على يديه ويلوي ساقيه بقوّة.
من الجدير بالذّكر أن جميع الرضع تقريبًا يعانون من المغص بدايةً بعد الأسبوع 2-3 من الولادة حتى يبلغون الشهر الرابع من العمر، ويكون هذا المغص دون سبب واضح، إلا أن الأطباء يرون أن الرضع يكونون أكثر حساسيةً واستجابةً للعوامل البيئية المحيطة بهم، مما يسبب لهم التوتر والمغص، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التخلص من غازات البطن.[١]
ما هو ماء الغريب؟
يعرف ماء غريب (Gripe water) بأنه أحد الأدوية الشهيرة التي استخدمت من عشرات السنين لعلاج مغص الأطفال، فقد صنع لأول مرة عام 1840، لكن كان يستخدم حينها لعلاج أمراض أخرى، وبالطبع كان يحتوي على مكونات مختلفة عن الموجودة في ماء غريب الآن؛ ففي البداية كان يحتوي على الكحول والسكريات والمحليات الصناعية بالإضافة إلى مزيج من الأعشاب، لكن الموجود في الأسواق الآن لا يحتوي على كل هذه المكونات؛ لآثارها السلبية على الرضيع، بل تتوفر منه أنواع عديدة ذات تركيبات مختلفة تبعًا للشركة المصنعة له، لكن معظمها يحتوي على الماء، وزيت الشمر، وعشبة المليسة أو بلسم الليمون (Lemon balm)، والزنجبيل، وزيت الشبت، وأحيانًا بيكربونات الصوديوم، وبعض المواد الحافظة.[١]
هل استعمال ماء الغريب آمن على الأطفال؟
لا يُمكن الجزم أنّ ماء الغريب آمن بالمطلق أو غير آمن؛ لعدم وجود عدد كافٍ من الدّراسات حول ذلك، بالإضافة إلى أنّ مكونات ماء الغريب قد تختلف أحيانًا، بالتالي هناك مكونات إن وُجدت ضمن تركيبته ستجعل استخدامه للرضع غير آمن، وإجمالًا يجب عدم إعطائه للرضع الأصغر في عمر أقل من شهر؛ لأن جهازهم الهضمي ما زال في مرحلة النمو ويُعدّ حساسًا، وبشرط اختيار الأنواع المخصصة للرضع أو الأطفال توجد أنواع مختلفة وعديدة من ماء الغريب في الأسواق، بالإضافة غلى شرط قراءة مكونات العبوة جيدًا قبل استخدامها؛ للتأكد من خلوها من المواد التي قد تضر الطفل، مثل:[٢][٣]
- السكر: التركيز العالي من السكر الذي قد يكون موجودًا في بعض أنواع ماء غريب يزيد فرص إصابة الطفلبتسوس الأسنان، وقد يؤثر في الرضاعة.
- الكحول: هو بالطبع ممنوع تمامًا للأطفال، ولا يتوفر في معظم أنواع ماء غريب الموجودة في الأسواق حاليًا، لكن قديمًا كان يضاف إليه اعتقادًا بأنه يهدئ الطفل، إلا أن الدراسات أثبتت أنه مكون غير ضروري، وقد يسبب إدمان الطفل على استخدام ماء غريب.
- بيكربونات الصوديوم: يجب ألا يعطى الطفل أي دواء يحتوي على هذه المادة إلا بوصفة طبية من الطبيب؛ فهو لا يفيد في علاج مغص الأطفال، بل وظيفته معادلة حموضة المعدة عند الأطفال الذين يعانون من الارتجاع بسبب خلل في صمام المريء، كما يؤثر تناول بيكربونات الصوديوم دون الحاجة إليها في درجة حموضة المعدة الطبيعية لدى الطفل، ويجعلها قلويةً بشدة، مما قد يحفز الإصابة بالمغص، كما قد يسبب الإصابة بمتلازمة الحليب القلوي وراتفاع مستوىالكالسيوم في الدم، خاصةً لدى الرضع الأصغر من ستة أشهر الذين يعتمدون على الحليب فقط غذاءً لهم.
- النعناع: بعض أنواع ماء غريب تحتوي على النعناع، لكنه قد يضر الطفل؛ لأنه يزيد حدة الارتجاع.
- الجلوتين، والبارابين، والكربون النباتي، والمحليات الصناعية: جميعها مواد يجب أن يخلو منها ماء غريب لكي يكون آمنًا للاستخدام للأطفال والرضع.
كيف يؤثر ماء الغريب على الأطفال؟
ماء غريب هو مكمل غذائي يحتوي على الماء بصورة أساسيّة يُصرف من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، يستخدم لعلاج لمغص الأطفال، وعدم الراحة في البطن، بالإضافة إلى علاج سوء الهضم، ولتهدئة آلام التسنين لدى الأطفال، وعلاج الانتفاخ والحازوقة، كما يساعد السكر الموجود في ماء الغريب على تهدئة الطفل.[٣]
ما طريقة إعطاء ماء الغريب للأطفال؟
قبل استخدام ماء غريب يجب قراءة مكوناته بدقة، ومراجعة تاريخ انتهاء صلاحيته، وقراءة الجرعة المناسبة لعمر الطفل المذكورة على العبوة، ويفضل البدء بأقل جرعة وزيادتها عند الحاجة لكن بعد مراجعة الطبيب، ويعطى للرضع باستخدام القطارة، لكن معظم العبوات توضح الجرعة بالملعقة الصغيرة؛ لذا يمكن قياس الجرعة بالملعقة ثم تعبئتها بالقطارة حتى يسهل إعطاؤها للطفل.
يعطى ماء غريب عادةً مرةً واحدةً يوميًا، لكن بعض الأنواع تحتاج إلى جرعات أكثر من ذلك، ويفضل ألا يستخدم إلا إذا عانى الطفل من أعراض المغص أو الانتفاخ أو سوء الهضم، ويفضل عدم تناوله على معدة فارغة؛ لأن بطانة معدة الرضيع تكون رقيقةً وحساسةً وقد تضرر من بيكربونات الصوديوم الموجودة في الدواء، وبعض الأمهات يفضّلن إضافة جرعة ماء غريب إلى الحليب الصناعي الذي يتناوله الرضيع، لكن يجب عدم فعل ذلك؛ لاحتمالية حدوث تفاعل كيميائي بينهما.[٣]
الآثار الجانبية لاستعمال ماء الغريب على الأطفال
على الرغم من آمان معظم أنواع ماء الغريب المتوفرة في الأسواق، إلا أن استخدامه قد يصاحبه حدوث بعض الآثار الجانبية، مثل: دخول البكتيريا إلى الجهاز الهضمي للطفل، أو توقف الطفل عنالرضاعة الطبيعية، أو تأخر تدفق حليب الثدي عند البدء باستخدام ماء غريب مبكرًا، أو إصابة الطفل بالتحسس من أحد مكوناته، يتمثل بالقشعريرة، وسيلان دموع العين، وتورم الشفاه واللسان، والتقيؤ، والحكة، واضطراب التنفس.[٢][١]
بدائل طبيعية وآمنة لماء الغريب
إذا كانت الأم ترغب باستخدام بدائل أخرى لماء الغريب يمكنها اتباع ما يأتي:[٤]
- الانتباه إلى النظام الغذائي للأم: إن كان الطفل يرضع طبيعيً، فما تتناوله وتشربه الأم قد يؤثر في الجهاز الهضمي لديه؛ لذا يفضل تجنب الأطعمة والمشروبات المسببة للغازات، مثل: الكافيين، ومنتجات الألبان، والفول، وبعض أنواع الخضروات.
- تغيير نوع الحليب الذي يتناوله الرضيع: استبدال النوع الذي يحتوي على حليب البقر بالأنواع الخالية منه أو الأنواع التي تخفف مغص الرضع، بالإضافة إلى تجنب الإفراط في رج الرضّاعة، ويفضل تركها قليلًا قبل إطعام الطفل؛ للتأكد من خروج جميع الفقاعات التي تكوّنت أثناء رجّها.
- الحد من دخول الهواء إلى بطن الرضيع أثناء الرضاعة: عن طريق التأكد من امتلاء حلمة الرضّاعة بالكامل بالحليب وعدم وجود أي هواء فيها، أو استخدام الحلمات التي تقلل دخول الهواء.
- تدليك جسد الطفل، خاصةً بطنه: لمساعدته على التخلص من ألم الغازات، ولتقوية العلاقة بين الطفل والأهل.
- الضغط قليلًا على بطن الطفل: فبعض الأطفال يجدون الراحة عند النوم على بطنهم على ركبة الأم والرأس على الركبة الأخرى.
- تحريك ساقي الطفل عند نومه على ظهره:كحركة ركوب الدراجة؛ لمساعدته على التخلص من الغازات.
- إعطاء الطفل القليل من الكاموميل (البابونج): يكون دافئًا ويُعطى بالقطارة، أو يُضاف إلى الحليب الصناعي، أو تستطيع الأم التي تُرضِع طبيعيًا أن تشرب هي الكاموميل.
- تهدئة الطفل بالغناء له بصوت هادئ: بالإضافة إلى إبعاد أي صوت مزعج حوله، مثل: المروحة، والغسالةن والمكنسة الكهربائية.
المراجع
- ^ أ ب ت Jenna Fletcher (2017-08-12), "How does gripe water soothe baby colic", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ^ أ ب Valencia Higuera (2016-03-09), "How to Use Gripe Water to Soothe Your Baby", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ^ أ ب ت Rohit Garoo (2020-01-04), "How Safe Is Gripe Water For Babies?", www.momjunction.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
- ↑ Catherine Donaldson-Evans (2018-06-18), "Gripe Water for Newborns and Babies", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-06.