محتويات
أسماء سورة النصر
سُمّيت سورة النّصر بهذا الاسم لافتتاحها بقول الله -تعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ)،[١][٢] والفتح المقصود هو فتح مكّة الذي يُسمّى بفتح الفتوح، والفتح الأكبر،[٣] كما أنّ هذه السّورة تُسمّى بسورة التّوديع لأنّ فيها إشارة إلى وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٤] فقد أتمّ تبليغ الرّسالة وأدّى الأمانة،[٢] وبعد نزول سورة النّصر مرض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فخطب في النّاس، ووعظهم ثمّ تُوفي -عليه الصّلاة والسّلام-.[٥]
التعريف بسورة النصر
معلومات عن سورة النصر
تُعدّ سورة النّصر إحدى السّور المدنيّة، ويقع ترتيبها بين سور القرآن الكريم السورة العاشرة بعد المئة،[٦] ويبلغ عدد آياتها ثلاث، وكلماتها سبع عشرة كلمة، وحروفها سبعة وسبعون حرفاً،[٧] كما أنّها ترتبط بالسّورة التي قبلها وهي سورة الكافرون ارتباطاً واضحاً؛ ففي سورة الكافرون يأمر الله -تعالى- رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بمجاهدة الكافرين، والتبرُّؤ منهم، ثمّ في سورة النّصر يُبشّره -تعالى- بالنّصر، والفتح، وكثرة الأتباع، ودخول النّاس في الإسلام أفواجاً وجماعات.[٢]
وأمّا سبب نزول سورة النّصر فلأنّه تمّ فتح مكة وأصبح النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً حتى أصبحت القبيلة الواحدة تُعلن إسلامها، وقد تحقّق ذلك في العامين التاسع والعاشر من الهجرة بعد أن أنهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فتح مكة وغزوة تبوك.[٨]
وكانت ثقيف قد بايعت وأسلمت، فبدأت الوفود العربيّة بالقدوم إليه -صلّى الله عليه وسلّم- من كلّ صوب بُغية إعلان إسلامها، لا سيّما وأنّ قريش وهي قادة العرب وأهل البيت والحرم قد هُزمت أمام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فنزلت هذه السّورة،[٨] كما أنّها نزلت بعد رجوع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من غزوة حُنين، وقد عاش -عليه الصّلاة والسّلام- بعد نزولها سنتين.[٩]
موضوعات سورة النصر
تناولت سورة النّصر عدّة موضوعات بيانها فيما يأتي:[١٠]
- الدّلالة على صدق نبوّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك بإخباره بفتح مكة قبل وقوعه.
- البشارة بأنّ دين الله -تعالى- عزيز منصور لا محالة وذلك على مرّ العصور والأزمان، وضرورة اليقين بذلك، فقد نصر الله -تعالى- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته -رضوان الله عليهم- نصراً عظيماً مظفّراً أسفر عن فتح مكة والتخلّص من الأصنام والأوثان ودحرها، فانتشر الإسلام وعلت رايته، وعمّ بين النّاس حتى أصبحوا يدخلون فيه أفواجاً وجماعات بعد أن كان الدّخول فيه في بادئ الأمر واحدا واحدا.
- ضرورة مقابلة نعم الله -تعالى- بالعبادة من حمد وتسبيح واستغفار، حيث منّ الله -تعالى- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بنعمة عظيمة وهي فتح مكّة، ودخول النّاس في دين الله -تعالى- أفواجاً، ثمّ أمر الله -تعالى- بمقابلة هذه النّعم بالتّسبيح بحمد الله -تعالى- لِما فيه من توحيد وعبادة وشكر، وبالاستغفار لِما فيه من إظهار العبوديّة، والافتقار لله -تعالى-.[٦]
المراجع
- ↑ سورة النصر، آية:1
- ^ أ ب ت جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 272-275، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر، صفحة 445، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ ابراهيم الابياري (1405)، الموسوعة القرآنية، القاهرة:مؤسسة سجل العرب، صفحة 64، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمود الكرماني، غرائب التفسير وعجائب التأويل، جدة:دار القبلة للثقافة الإسلامية، صفحة 1402، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 6725، 6728، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ محمد الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار طوق النجاة، صفحة 403، جزء 32. بتصرّف.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 2951، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ الواحدي (1412)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام:دار الاصلاح، صفحة 468، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الملك العاصمي (1430)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 1)، السعودية:دار القاسم، صفحة 171. بتصرّف.