ماذا تسمى سورة قريش

كتابة:
ماذا تسمى سورة قريش

سور القرآن الكريم

يُعدُّ القرآن الكريم معجزة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الباقية، وهو كلام الله تعالى المنزّه من النقص والعيب، ويتألف القرآن الكريم من مئة وأربعة عشرة سورة قرآنية، أولها سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس، والسورة هي جزء من القرآن الكريم، تُقسم السورة القرآنية إلى آيات، وتختلف سور القرآن الكريم فيما بينها من حيث عدد الآيات، وتُقسم السور القرآنية أيضًا إلى سور مكية وسور مدنية، والسور المكية نزلتْ في مكة المكرمة قبل الهجرة وعددها 86 سورة، أمَّا المدنية فنزلت في المدينة بعد الهجرة وعددها 28 سورة، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: ماذا تسمى سورة قريش، وسيسلط الضوء على هذه السورة من جوانب عدة.[١]

تعريف سورة قريش

قبل الإجابة عن السؤال القائل: ماذا تسمى سورة قريش، تُعدُّ سورة قريش سورة من السور المكية؛ فقد أنزلها الله -عزَّ وجلَّ- على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، وهي من سور المُفصَّل، يبلغ عدد آياتها أربع آيات، وهي السور السادسة بعد المئة في ترتيب سور المصحف الشريف؛ حيث تقع في الجزء الثلاثين والأخير وفي الحزب الستين والأخير أيضًا، ومن الجدير بالذكر أيضًا إنَّ هذه السورة نزلتْ بعد سورة التين، وقد استهلها الله تعالى بحرف جر وهو اللام، قال تعالى في مطلع سورة قريش: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}،[٢]وهي سورة لم يُذكر فيها لفظ الجلالة أبدًا، وقريش هو اسم للقبيلة العربية الشهيرة بين قبائل العرب في الجاهلية، القبيلة التي جاء منها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفيما يأتي ستتم الإجابة عن السؤال: ماذا تسمى سورة قريش.[٣]

ماذا تسمى سورة قريش

في الإجابة عن سؤال: ماذا تسمى سورة قريش، إنَّ هذه السورة الكريمة سُمِّيت سورة قريش لذكر قبيلة قريش صراحة في آياتها، والإجابة عن السؤال: ماذا تسمى سورة قريش، هي أنَّ هذه السورة سُمِّيت عند السلف باسم سورة لإيلاف قريش، وقد وردتْ هذه السورة المباركة باسم "لإيلاف قريش" في حديث صحَّحه السيوطي في كتابه الجامع الصغير، وهو ما روته فاختة بنت أبي طالب أم هانئ -رضي الله عنها- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "فضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا بسبْعِ خِصَالٍ، لَمْ يُعْطَها أحدٌ قَبْلَهم، ولَا يُعطَاها أحدٌ بَعْدَهم، فَضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا أَنِّي منهم، وأنَّ النبوةَ فيهم، وأنَّ الحِجَابَةَ فيهم، وَأنَّ السقايَةَ فيهم، ونصرهم على الفيلِ، وعبدوا اللهَ عشرَ سنينَ، لا يعبُدُهُ غيرُهم، وأنزَل اللهُ فيهم، سورةً مِنَ القرآنِ لم يُذْكَرْ فيها أحدٌ غيرٌهم لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ"،[٤][٥]وقد سُمِّيت هذه السورة في المصاحف وكُتب التفسير بسورة قريش، وبهذا الاسم أوردها الإمام البخاري أيضًا في صحيحه، والله تعالى أعلم.[٦]

سبب نزول سورة قريش

بعد الإجابة عن السؤال القائل: ماذا تسمى سورة قريش، إنَّ أسباب النزول في القرآن الكريم كثيرة ومختلفة، فعلم أسباب النزول علم شاسع من علوم القرآن الكريم، وعلى اتساعه إلَّا أنَّه لم يشمل كلَّ آيات وسور القرآن الكريم؛ فثمَّة آيات قرآنية لم يردْ فيها أي سبب نزول، أمَّا فيما يتعلَّق بسبب نزول سورة قريش على وجه الخصوص، فقد نزلتْ هذه السورة على قبيلة قريش، فلم يُذْكَرْ في هذه السورة أحد غير قريش، فعن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "فضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا بسبْعِ خِصَالٍ، لَمْ يُعْطَها أحدٌ قَبْلَهم، ولَا يُعطَاها أحدٌ بَعْدَهم، فَضَّلَ اللهُ قُرَيْشًا أَنِّي منهم، وأنَّ النبوةَ فيهم، وأنَّ الحِجَابَةَ فيهم، وَأنَّ السقايَةَ فيهم، ونصرهم على الفيلِ، وعبدوا اللهَ عشرَ سنينَ، لا يعبُدُهُ غيرُهم، وأنزَل اللهُ فيهم، سورةً مِنَ القرآنِ لم يُذْكَرْ فيها أحدٌ غيرٌهم لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ"،[٤]والله تعالى أعلم.[٧]

تفسير سورة قريش

في ختام ما ورد من إجابة عن السؤال: ماذا تسمى سورة قريش، تحدَّثتْ هذه السورة بكلِّ آياتها عن قبيلة قريش، ويقول الله -عزَّ وجلَّ- في مطلع هذه السورة: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}،[٢]وكلمة إيلاف من الإلف، ومعنى الإلف في هذه الآية أي الوحدة والجمع والضم، وعن مجاهد أنَّه قال في معنى لإيلاف قريش: نعمتي على قريش[٨]، والمُراد بالإلف هنا هو التجارة التي كانت تقيمها قريش في الصيف والشتاء، حيث كانت تتجه قوافل قريش التجارية إلى اليمن شتاءً، وتتجه إلى الشام صيفًا، وهذه هي رحلة الشتاء والصيف التي جاء ذكرها في الآية الثانية، قال تعالى: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}،[٩]ومعنى إيلافهم أي اجتماعهم في رحلة الشتاء إلى اليمن وفي رحلة الصيف إلى الشام.[١٠]

ثمَّ يأتي الأمر الإلهي في الآية الثالثة؛ حيث يأمر الله -عزَّ وجلَّ- قريشًا أن تعبد ربَّ البيت الحرام، قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في تفسير الآية الكريمة: "أُمروا أن يألفوا عبادة ربّ هذا البيت، كإلفهم رحلة الشتاء والصيف"، قال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ}،[١١]وجاء في تفسير الطبري لهذه الآية أيضًا: "فلْيقيموا بموضِعِهم ووطنِهم من مكة، وليعبُدوا ربَّ هذا البيتِ، يعني بالبيت: الكعبة"[١٢]، وفي الآية أيضًا تشريف وتعظيم لله تعالى ربِّ المسجد الحرام، ودعوة صريحة لعبادته وحدَهُ ونَبْذِ عبادة الأصنام التي كان يعكفُ عليها أهل مكة في الجاهلية، ثمَّ يقول الله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}،[١٣]هذه الآية الكريمة تشرحُ وتَصِفُ فَضْلَ الله -عزَّ وجلَّ- على قريش، فهو الذي أطعمهم بعد جوعهم وهو الذي أمَّنهم في ديارهم، وجاء في تفسير الطبري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}،[١٣] يعني: قريشًا أهل مكة بدعوة إبراهيم -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث قال: {وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ}[١٤]"[١٥].

وفي قوله تعالى: {وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}،[١٣]قال ابن زيد: "كانتِ العربُ يغيرُ بعضُها على بعضٍ ويسبي بعضها من بعض، فأمنت قريش من ذلك لمكان الحرم، ثم قرأ قَولَهُ تَعَالَى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}،[١٦]والله تعالى أعلم.[١٠]

المراجع

  1. "سورة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة قريش، آية: 1.
  3. "سورة قريش"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، الصفحة أو الرقم: 5860، حديث صحيح.
  5. "تفسير سورة قريش"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  6. "سورة قريش"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  7. "سورة قريش"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  8. "تفسير سورة قريش"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  9. سورة قريش، آية: 2.
  10. ^ أ ب "وقفات مع سورة قريش"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  11. سورة قريش، آية: 3.
  12. "تفسير سورة قريش"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت سورة قريش، آية: 4.
  14. سورة إبراهيم، آية: 37.
  15. "تفسير سورة قريش"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  16. سورة القصص، آية: 57.
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×