محتويات
تعاني العديد من النساء من مشكلة البطانة المهاجرة، فما هي هذه المشكلة؟ وكيف تحدث؟ أبرز المعلومات حول البطانة المهاجرة في ما يأتي:
يعدّ مرض البطانة المهاجرة (Endometriosis) داءً حميدًا، وفيه تنمو بطانة الرحم في غير مكانها الطبيعي، لذلك نسميها البطانة المهاجرة ومن هنا جاءت التسمية.
كيف تحدث البطانة المهاجرة؟
لنفهم سبب حدوث بطانة الرحم المهاجرة يستحسن أن نعرف ونفهم كيف تحدث الدورة الشهرية؟ وكيف تؤثر الهرمونات عليها؟
بطانة الرحم هي طبقة الخلايا التي تكسو الجدار الداخلي للرحم وتزداد سماكة هذه الخلايا نتيجة ارتفاع هرمون البروجسترون عندما تحدث الإباضة، ومع ارتفاع هرمون الإستروجين تزداد سماكة جدار الرحم ويتهيأ لعملية الحمل.
وفِي حالة عدم حدوث الحمل تنزل دماء الطمث مصطحبة هذه الطبقة من جدار الرحم وتجد طريقها للخارج عبر عنق الرحم والمهبل.
أما في حالة البطانة المهاجرة والتي تحدث في الأماكن التي سيتم ذكرها فإنها لا تجد طريقا للخارج فتبقى مسببة أعراض البطانة المهاجرة (Endometriosis).
ويمكن أن تنمو خلايا البطانة المهاجرة في أماكن مختلفة، مثل:
- خارج الرحم وحوله.
- قنوات فالوب.
- على المبيضين، حيث تكوّن كيسًا يمتلئ بالدم غامق اللون يعرف باسم كيس الشوكولاتة.
وما يجدر بنا ذكره هو أن مرض البطانة المهاجرة لا يحدث قبل سن البلوغ ولا يحدث بعد سن اليأس.
أعراض بطانة المهاجرة
من أشهر أعراض هذا المرض هي الآلام المصاحبة لبداية الدورة وهذه الآلام تكون مستمرة متزايدة بمرور الأيام، بعكس آلام الدورة العادية التي تبدأ مع الدورة وتخف في الأيام التالية للدورة، وربما في بعض الحالات تعرض المرأة نفسها للطبيب كونها تشكو من آلام أثناء الجماع، وذلك بسبب وجود خلايا البطانة المهاجرة في المهبل أو عنق الرحم.
كيف يشخص مرض البطانة المهاجرة؟
بداية يجب على الطبيب الإلمام الدقيق بالتاريخ المرضي للمرأة المصابة وطبيعة الأوجاع التي تشعر بها، كالآلام المصاحبة للدورة الشهرية والآلام المصاحبة للعلاقة الزوجية، وعند الشك بالإصابة ببطانة الرحم المهاجرة يتم تحويل المريضة لإجراء الفحوصات اللازمة، كفحص الأشعة السينية العادي الذي قد يتبين فيه وجود أكياس على المبيض أو حبيبات في المهبل.
كما قد يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية للوصول إلى التشخيص الدقيق لهذا المرض، مثل:
- فحص الدم لقياس كمية البروتين من نوع CA-125.
- فحص الأشعة السينية المهبلي.
- الرنين المغناطيسي.
ويعتمد التشخيص النهائي على ما يكشفه المنظار (Laparoscopy) من التصاقات أو أكياس في المبايض وبعد أخذ عينات للفحص المخبري للجزم بأن الحالة هي حالة البطانة المهاجرة.
مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة
قد تتطور حالة البطانة المهاجرة لحدوث بعض المضاعفات، مثل:
- ازدياد حالات تأخر الحمل، بسبب التأثير السلبي الذي تتركه هذه الأنسجة والأكياس الدموية في المبيض.
- زيادة فرص حدوث التصاقات في الحوض والأنابيب.
- الشعور بالإحباط والقلق.
علاج البطانة المهاجرة
يعتمد العلاج على طبيعة الأعراض وتأثيرها على الإنجاب أو درجة الألم، وتتمثل الخطة العلاجية بما يأتي:
1. العلاج الدوائي
يتم علاج البطانة المهاجرة دوائيًا من خلال ما يأتي:
- استعمال مسكنات الألم خاصة خلال أيام الدورة الشهرية في بعض الحالات وكخطوة أولى لتسكين الألم.
- استخدام الأدوية التي تؤثر على نسب الهرمونات التي تتسبب بدورها في مسار هذا المرض.
- استعمال موانع الحمل في علاج بعض الحالات، مثل: حبوب منع الحمل، أو حقن منع الحمل، أو موانع الحمل المزروعة (Implants)، والتي إذا استعملت بطريقة منتظمة ومتواصلة قد تساعد في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن نمو بطانة الرحم.
- استخدام الأدوية التي تعمل على خفض هرمون الإستروجين وهرمون الأندروجين (Androgen)، مثل: استخدام أدوية تحوي على هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية GNRH - Gonadotrophin Releasing Hormone) المسمى أيضًا LHRH، ويتوفّر على شكل حقن بالعضل أو تحت الجلد أو بخاخ بالأنف، وتقوم آلية عمله على منع إفراز هرمونات الغدة النخامية التي تنظم نشاط المبيض فيقل إنتاج الإستروجين وبالتالي ينقطع حدوث الطمث مما يوقف نمو البطانة المهاجرة.
2. العلاج الجراحي
فيمكن التدخل الجراحي بواسطة المنظار لإزالة الأكياس والالتصاقات خصوصًا في حالات تأخر الإنجاب.
يعدّ مرض البطانة المهاجرة مرضًا حميدًا لكنه عنيد من ناحية العلاج والشفاء، ومن الضروري عند الإحساس بأي من الأعراض السابق ذكرها اللجوء إلى الطبيب واستشارته.