ماذا تعرف عن الداء العليقي؟

كتابة:
ماذا تعرف عن الداء العليقي؟

ما المقصود بالداء العليقي؟

الداء العليقي (yaws) هو مرض مُعدٍ ينتشر بين الأطفال، ويؤثر في الجلد، والعظام، والغضاريف، ويُسبّب تشوهات متعددةً لدى المصابين، ويُعدّ الداء العليقي جزءًا من مجموعة من الالتهابات البكتيرية المزمنة المعروفة بالورم اللولبي المستوطن أو داء اللولبيات، التي تحدث نتيجةً لعدوى بكتيرية بسبب البكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pertenue).[١]


ما هي مراحل تطوّر الداء العليقي؟

يظهر الداء العليقي بثلاث مراحل مختلفة، يمكن تلخيصها كما يأتي:[٢]

  • المرحلة الأولى: تتميز هذه المرحلة بظهور نتوءات صغيرة وغير مؤلمة على سطح الجلد، وغالبًا ما تظهر مكان دخول البكتيريا إلى الجلد، لتتجمّع هذه النتوءات مع بعضها وتشكّل شكلًا يشبه حبة الفراولة، ويمكن أن يتشقق الجلد ويسبب ظهور تقرحات جلدية، وغالبًا ما تُصيب هذه المرحلة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إلى عمر السادسة تقريبًا، وتجدر الإشارة إلى أنه من السهل علاج المرض في هذه المرحلة.
  • المرحلة الثانية: تبدأ هذه المرحلة بعد عدّة أسابيع أو أشهر من الإصابة الأولية، وتتمثّل بظهور طفح جلدي متقشر على طول الذراعين، والساقين، والأرداف، كما يمكن أن يغطي كامل الوجه، أو يظهر على قاع القدمين، مما يتسبب بصعوبة المشي، كما يسهل علاج الحالات ضمن هذه المرحلة.
  • المرحلة الثالثة: هي مرحلة نادرة الحدوث، إذ يصل إليها ما يُقارب 10% من مجموع المصابين بالداء العليقي، وعادةً ما يصعب علاج هذه المرحلة؛ فقد تنطوي على حدوث تغييرات معقدة في العظام، والمفاصل، والجلد في أجزاء كثيرة من الجسم.


ما هي أعراض الداء العليقي؟

عادةً ما تبدأ أعراض الداء العليقي بعد حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة الأولية، وتتضمن أعراض هذا المرض ما يأتي:[٢][٣]

  • ظهور بثور وتقرحات على الجلد مكان دخول البكتيريا، ويمكن أن تكون حمراء أو غامقة اللون، ومثيرةً للحكة، لكنّها لا تكون مؤلمةً في المرحلة الأولى، ويمكن أن تستمر التقرحات الجلدية بالظهور لعدّة شهور، وقد يظهر المزيد من التقرحات قبل الشفاء أو بعده، كما يمكن أن يؤدي خدش التقرحات إلى انتشار البكتيريا إلى أجزاء الجلد غير المصابة.
  • انتشار تقرحات جلدية مماثلة على الوجه والساقين والذراعين، كما أنها يمكن أن تظهر حول المستقيم وعلى الأعضاء التناسلية.
  • داء السلطعون، وهو حالة تتسبب فيها التقرحات الجلدية المؤلمة الموجودة أسفل القدم بحدوث تغيّرات في طريقة المشي، مما يؤدي إلى نمط مشي غير طبيعي يشبه طريقة مشي السلطعون.
  • تورم العظام والأصابع.
  • آلام العظام.
  • التهاب المفاصل، وإضعاف وظيفة المفاصل وحركتها.
  • تندب الجلد.
  • التشوهات المختلفة والإعاقات.
  • متلازمة غوندو (goundou syndrome)، وهي حالة التهابية تتميّز بالتهاب الأنسجة المحيطة بالأنف وتورّمها، بالإضافة إلى التهاب العظام الضخامي، وهو حالة فرط نمو العظام في نفس المنطقة من الوجه.
  • متلازمة غانغوزا (gangosa syndrome)، المعروفة أيضًا باسم التهاب الأنف والبلعوم المعدي، وهي حالة التهابية تتميّز بحدوث التغيرات التنكسية في الأنف، والحلق، وسقف الفم.


ما أسباب الإصابة بالداء العليقي وعوامل الخطر؟

الداء العليقي هو عدوى بكتيرية ناتجة عن البكتيريا اللولبية الشاحبة، يشار علميًا إلى هذه البكتيريا باسم تريبونيما، وتُعدّ نوعًا فرعيًا من البكتيريا التي تُسبب مرض الزهري، لكن هذا النوع من البكتيريا لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويؤثر الداء العليقي بصورة رئيسة في الأطفال في المناطق الريفية الدافئة والاستوائية، مثل: أفريقيا، وجزر غرب المحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الداء العليقي مرض مُعدٍ، وتوجد مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص التقاط العدوى والإصابة بالمرض، من ضمنها ما يأتي:[٣][٤]

  • الاتصال المباشر مع الشخص المصاب بالمرض (الاتصال غير الجنسي).
  • السفر أو العيش في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض.
  • الأماكن المكتظة والمزدحمة.
  • سوء النظافة العامة، والنظافة الشخصية.


كيف يتم تشخيص الداء العليقي؟

بالرغم من أنّ الاختبارات التشخيصية متاحة لاختبار البكتيريا المسببة للداء العليقي، إلا أنّها نادرًا ما تُستخدم في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض، وبدلًا من ذلك يتم تشخيصه عن طريق الفحص البدني، الذي يتضمّن تقييم الأعراض التي يُعاني منها المصاب، والبحث عن الأعراض الدالة على الإصابة، بما في ذلك التقرحات الجلدية المتقشرة وغير المؤلمة، والثآليل أو الزوائد الجلدية، بالإضافة إلى فحص سماكة الجلد في اليدين أو أسفل القدمين، ويمكن إجراء اختبارات متعددة في المختبر أو في الميدان للمساعدة في تشخيص الداء العليقي، تتضمن ما يأتي:[٥]

  • فحص تراص الجسيمات اللولبية الشاحبة (TPPA): يُستخدم هذا الفحص بكثرة للكشف عن الإصابة بالعدوى البكتيريا الناتجة عن البكتيريا اللولبية، إلّا أنّه لا يمكنه التمييز بين الداء العليقي ومرض الزهري، ونتيجةً لذلك يُعتمد الفحص البدني وتقييم الأعراض على تحديد نوع المرض للحالة التي تشير إليها نتيجة اختبار إيجابية.
  • الاختبارات السريعة: هي مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تبحث عن معدل وجود البكتيريا التي قد تكون فيها الخدمات الصحية محدودةً أو انتشارها.
  • تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR): يمكن لهذه التقنية تأكيد تشخيص الداء العليقي من خلال الكشف عن وجود البكتيريا في القروح أو الآفات الجلدية الأخرى.


كيف يمكن علاج الداء العليقي؟

بما أن الداء العليقي عدوى بكتيرية فإنّ المضادات الحيوية هي العلاج الأنسب للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض، وفي حال تمّ العلاج المناسب في مراحل المرض المبكرة فإن نسب الشفاء التام تكون كبيرةً جدًا؛ إذ إن العلاج المتأخر للداء العليقي الذي يبدأ خلال المراحل المتقدمة منه قد يستغرق عدّة أشهر للقضاء على البكتيريا ومعالجة الآفات والتقرحات الجلدية، كما يمكن أن تدوم التشوهات الكبيرة لدى بعض المصابين.

عادةً ما يُستخدم واحد من المضادات الحيوية، مثل: الأزيثروميسين الفموي، أو بنزاثين بنزيل بنسلين العضلي بجرعة واحدة فقط يُحددها الطبيب المختص لعلاج الحالة، وغالبًا ما تكون الجرعة الواحدة فعّالةً في العلاج، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إعادة فحص المصاب بعد أربعة أسابيع من العلاج بالمضادات الحيوية؛ لتقييم فاعلية المضاد الحيوي المستخدم.[١][٦]


هل يمكن الوقاية من الإصابة بالداء العليقي؟

لا يوجد لقاح خاص ضد الداء العليقي، ويعدّ التثقيف الصحي المجتمعي، وتحسين أسس النظافة الشخصية، بالإضافة إلى ضرورة التشخيص وعلاج المصابين في الوقت المناسب باستخدام العلاج المناسب من الأمور الأساسية للإجراءات الوقائية للحد من انتشار الداء العليقي، كما استُخدم العلاج المجتمعي الكلي (TCT) للقضاء على هذا المرض في المناطق الموبوءة، ويتضمّن هذا البرنامج العلاجي إعطاء معظم السكان في المنطقة المضاد الحيوي أزيثروميسين عن طريق الفم بجرعات محدودة لضمان القضاء على البكتيريا.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Yaws", who,2019-4-2، Retrieved 2020-7-13. Edited.
  2. ^ أ ب "Yaws", rarediseases, Retrieved 2020-7-13. Edited.
  3. ^ أ ب "Yaws", medlineplus, Retrieved 2020-7-13. Edited.
  4. Charles Patrick Davis, "Yaws"، medicinenet, Retrieved 2020-7-13. Edited.
  5. Robyn Correll (2020-3-27), "An Overview of Yaws "، verywellhealth, Retrieved 2020-7-13. Edited.
  6. "Yaws", dermnetnz, Retrieved 2020-7-13. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×