ماذا تعرف عن رتج ميكل؟

كتابة:
ماذا تعرف عن رتج ميكل؟

مرض رتج ميكل

رتج ميكل (Meckels Diverticulum) مرض خلقي يظهر لدى الأطفال المولودين حديثًا ويصيب الجنين خلال الحمل، ويحدث عندما ينتفخ الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، وهذا الانتفاخ بقايا الحبل السّري، ويصيب رتج ميكل 2-3% من الأفراد حول العالم، وهو العيب الخلقي الأكثر شيوعًا الذي يصيب الجهاز الهضمي، ويمكن للشخص أن يعيش طيلة حياته مصابًا بمرض رتج ميكل، ومن الجدير بالذّكر أنّ رتج ميكل يصيب كلّ الأشخاص على اختلاف أعمارهم لكنّه أكثر انتشارًا لدى الذكور.[١]


أعراض رتج ميكل

تعتمد الأعراض التي ستظهر عند الإصابة برتج ميكل على نوعه، ولدى 95% من المصابين برتج ميكل لا تظهر لديهم أيّ أعراض واضحة، وبالتحديد عندما يتطور الرتج من خلايا الأمعاء الدقيقة، أمّا عندما يتطور رتج ميكل من خلايا المعدة أو البنكرياس فهذا النوع يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة، وأعراض رتج ميكل تتضمن الآتي:[٢]

  • براز دموي.
  • نزيف معوي.
  • ألم تتراوح حدّته من خفيفة إلى شديدة.
  • الاستفراغ.
  • الغثيان.
  • فقر الدّم.
  • الإصابة بالتهاب الأمعاء.
  • انسداد الأمعاء.

تعتمد أعراض رتج ميكل على عمر المصاب، فعلى سبيل المثال، عندما يبدو المصاب رضيعًا فإنّ ذلك يؤدي إلى انسداد في الأمعاء، أمّا الأطفال الأكبر سنًا فلديهم نزيف معوي وبراز دموي، وقد يؤدي رتج ميكل إلى ظهور أعراض متفرقة؛ كظهور دم في البراز لعدة أيام ثمّ عودة البراز إلى طبيعته، وفي حالات نادرة قد يبدو النزيف الناتج من رتج ميكل شديدًا ومهددًا لحياة المصاب.


أسباب رتج ميكل

أشير أعلاه إلى أنّ رتج ميكل يحدث خلال مرحلة الحمل، ويحدث بالتحديد خلال المرحلة الممتدة من الأسبوع الخامس والسابع من نمو الجنين، وفي الحالة الطبيعية يحدث امتصاص للقناة الهضمية التي تربط السرة باللفائفي الطرفي بين الأسبوعين السادس والسابع، ولا يحدث امتصاص كامل لهذه القناة، وبالتالي بقاء هيكل يشبه الكيس سيتطور إلى ما يُعرَف برتج ميكل؛ أي إنّ رتج ميكل بقايا من الجهاز الهضمي فقط، وقد يتطور من خلايا المعدة أو البنكرياس، ونسيج رتج ميكل قادر على إفراز حمض الهيدروكلوريك، والذي يؤدي إلى تقرحات في المعدة وبالتالي حدوث نزيف.[٣] وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة برتج ميكل؛ ومنها حدوث مشكلة في الجهاز الهضمي لدى الجنين أو في الجهاز العصبي أو في نظام القلب والأوعية الدّموية.[٤]


تشخيص رتج ميكل

يُعدّ تشخيص رتج ميكل صعبًا، خاصة لدى الأفراد البالغين، وكثير من الفحوصات لا تُجدي نفعًا؛ كالتصوير الشعاعي العادي، وإجراء فحص لشرايين الأمعاء غير ممكن كون إمدادات الشرايين من الدّم غير ثابتة، وعلى الرغم من أنّ التصوير المقطعي المحوسب قد يبدو مفيدًا لكن ليس في كلّ الحالات، ومن أكثر الفحوصات شيوعًا وفاعلية للكشف عن رتج ميكل هو فحص تكينيتوم؛ إذ إنّه لدى الأطفال يبدو فعّالًا بنسبة 85%، أمّا لدى البالغين فتنخفض قدرة الكشف عن رتج ميكل إلى 62.5%، ويُحتَمَل أن يُشخّص الطبيب رتج ميكل تشخيصًا كاذبًا؛ إذ إنّه يتشابه مع حالات مرضية أخرى؛ كمرض التقرحات الهضمية، ولتجنب ذلك يستخدم الطبيب مادة البنتاجاسترين (pentagastrin) والتي تزيد من امتصاص التكينيتوم في غشاء المعدة المخاطي، [٥] وبالإضافة إلى هذا الفحص يُجري الطبيب عدّة اختبارات، والتي تتضمن الآتي:[٤]

  • السؤال عن التاريخ الطبي للمصاب في بداية الأمر بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني.
  • فحص الدم: يكشف فحص الدّم عن انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، والذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم أو الإصابة بالعدوى.
  • فحص البراز: يأخذ الطبيب عينة من براز المصاب للتحقق من وجود دم في البراز.
  • تنظير المستقيم: يجرى تنظير المستقيم من خلال إدخال أنبوب صغير مزّود بكاميرا صغيرة في المستقيم والجزء الأخير من الأمعاء الغليظة أو ما يُعرَف بالقولون السيني؛ بهدف الكشف عن وجود إصابة بالعدوى أو نزيف أو انسداد.


علاج رتج ميكل

لا تحتاج حالات رتج ميكل كلّها إلى علاج في حالة عدم ظهور أي أعراض، أمّا عند ظهور أعراض وحدث لديهم نزيف فإنّ العلاج الأمثل ينفّذ بالجراحة لإزالة الرتج وإصلاح الأمعاء، والتي تتضرر نتيجة رتج ميكل، وعليه فإنّ الطبيب سيجري استئصالًا للأمعاء المتضررة، وكون رتج ميكل قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدّم؛ فإنّ المصابين يحتاجون إلى مكملات الحديد أو إجراء عمليات نقل للدم لتعويض الدم المفقود، ومن الجدير بالذكر أنّ الهدف من الجراحة تخفيف خطر حدوث مضاعفات، ومع ذلك فقد تؤدي الجراحة إلى حدوث انسداد في الأمعاء نتيجة تطور النسيج الندبي، ويصبح المصاب في حاجة إلى عملية جراحة لإزالة الانسداد، وتنبغي الإشارة إلى أنّ المدة العلاجية لرتج ميكل قد تبدو طويلة، لكنّ الإجراءات الجراحية تضمن الشفاء التام للمصاب.[٢]، وبعض التدابير تفيد المصابين، خاصة إذا كان المصاب طفلًا، ومنها معرفة الأبوين وضرورة الالتزام بالعلاجات والفحوصات اللازمة للطفل بعد خضوعه للجراحة ومعرفة نتائج الاختبارات ومضاعفات عدم الالتزام بالتدابير الموصى بها، ومن الضروري أيضًا الالتزام بمراجعة الطبيب في الوقت المحدد.[٤]


مضاعفات رتج ميكل

يُعدّ الأشخاص المصابون برتج ميكل معرّضين للإصابة بمضاعفات تبقى طيلة حياتهم، وما يتراوح بين 4-6% من المضاعفات تحدث لدى الأطفال، وتتضمن مضاعفات رتج ميكل الآتي:[٥]

  • النزيف: يُعدّ من أكثر مضاعفات رتج ميكل التي تحدث لدى الأطافل، ويعزى ذلك إلى عدم تجانس الغشاء المخاطي المعوي.
  • التقرحات المعوية.
  • الأفراد البالغون يعانون من التهاب الرتج أو انسداده أو كليهما: ذلك نتيجة الأربطة الليفية التي تتصل بالرتج، وهذا يؤدي إلى ضعف إمدادت الدم والغرغرينا بعد التهاب حاد في الرتج.
  • النواسير: يعاني المصاب برتج ميكل من الإصابة بالنواسير، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمرض كرون.

لذا فمن الضروري مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور براز دموي أو نزول دم من المستقيم.


المراجع

  1. "Meckel's Diverticulum", clevelandclinic, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Darla Burke (2018-9-17), "Meckel’s Diverticulum"، healthline, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  3. Susha Cheriyedath, M.Sc (2019-2-27), "Causes and Symptoms of Meckel’s Diverticulum"، news-medical, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  4. ^ أ ب ت stanfordchildrens staff, "Meckel Diverticulum"، stanfordchildrens, Retrieved 2020-7-10. Edited.
  5. ^ أ ب JOHN P. MARTIN, M.D., (2000-2-15), "Meckel's Diverticulum"، aafp, Retrieved 2020-7-10. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×