محتويات
حبوب منع الحمل للرجال
قد يبدو عنوان المقال بالنسبة لمن يراه غريبًا؛ كون حبوب منع الحمل ارتبط استخدامها بالنساء فقط، فهل يستخدم الرجال هذه الحبوب؟ وهل بالفعل توجد حبوب منع حمل للرجال؟ هذا ما يناقشه المقال، وقبل ذلك ينبغي التعريف بآلية حدوث الحمل والذي يعزز لدى الأم غريزةً جعلها الله فيها وهي الأمومة، فيحدث الحمل عند تخصيب البويضة من الأنثى عبر الحيوان المنوي الذكري في عملية تُسمّى الإلقاح، ويستمر الحمل لمدة 40 أسبوعًا، وكون الحمل يتسبب في إحداث تغييرات هرمونية بشكل كبير في الجسم؛ فإنّه يترافق مع العديد من العوارض، والتي من أبرزها الغثيان، والإمساك، وانتفاخ البطن، وحرقة المعدة، والصداع، وألم الظهر وغيرها الكثير.[١]
ما حبوب منع الحمل؟
يلجأ بعض الرجال والنساء إلى اتباع بعض الأساليب التي تؤجّل حدوث حمل لأي سبب كان، ومن أكثر هذه الأساليب حبوب منع الحمل التي تؤخذ فمويًا، وهي فعّالة بنسبة 99% في حال استخدامهم بالطريقة الصحيحة، وتمنع حبوب منع الحمل الهرمونات التي يفرزها الجسم طبيعيًا بمنزلة جزء من عملية الإباضة والتخصيب والمساعدة في حدوث الحمل، فتحتوي هذه الحبوب على أشكال مُصنّعة من هرمونَي الإستروجين والبروجستيرون، واللتان تثبطان الهرمونات التي تحفز الجسم وتحضّره على حدوث حمل؛ ذلك من خلال إيقاف عملية التبويض وتغيير طبيعية مخاط عنق الرحم لتجعل مرور الحيوانات المنوية خلاله نحو البويضة أمرًا صعبًا، وقد تمنع حبوب منع الحمل الحمل من خلال إحداث تغيير في بطانة الرحم.
وأغلب النساء يستخدمن هذه الحبوب، ومع ذلك لا ينصح الأطباء باستخدامها عبر النساء اللاتي تزيد أعمارهنّ على 35 عامًا ويُدخِّنّ السجائر، أو النساء المصابات بأمراض الكبد أو القلب أو جلطات في الذراع أو الساقين أو الرئتين، أو ضغط الدم المرتفع، أو سرطان الثدي والرحم، أو الشقيقة مع وجود الهالة.
مع أنّ حبوب منع الحمل فعّالة بشكل كبير لكنّها تسبب بعض الآثار الجانبية والتي لا بُدّ من معرفتها، ومن أبرزها تغييرات في المزاج، وتورم في الثديين، والغثيان، والصداع الخفيف، كما أنّ الدورة الشهرية أخف، وقد ينزل القليل من الدم بين الدورات الشهرية، وربما تؤدي حبوب منع الحمل إلى بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورة لكن بشكل نادر وتستدعي مراجعة الطبيب بشكل فوري؛ ومنها اضطرابات في الرؤية، وألم في المعدة، وألم في الصدر، وتورم وألم في الفخذين والساقين.[٢]
ماذا يحدث إذا تناول الرجل حبوب منع الحمل؟
لا يرغب الكثير من الأزواج في حدوث حمل، ومع ذلك فقد يحدث حمل دون تخطيط مسبق في الكثير من الأحيان، وعلى سبيل المثال، ما يقارب 40% من حالات الحمل في الولايات المتحدة الأمريكية غير مخطط لها، ولا يقتصر منع الحمل على النساء فحسب، وإنّما يشمل الرجال أيضًا، فهناك العديد من طرق منع الحمل التي تكون عبر الرجال، وهناك بالفعل حبوب منع حمل مخصصة للرجال تجرى عليها الدراسات في الوقت الحالي.
تنبغي الإشارة في بداية الأمر إلى أنّ حبوب منع الحمل الذكرية قد كانت فعّالة في الدراسات السريرية الأولية وقد تجاوزن دراسات المأمونية، لكن إلى اليوم كل ما يذكر حول ذلك محض دراسات، وأُجريت دراسة حبوب منع الحمل الذكورية؛ وهي ديميثاندرولون وندكانوات (Dimethandrolone undecanoate) والتي تخفّض مستويات الهرمونات الذكرية؛ وهما هرمون تحفيز الجريبات (FSH) والهرمون الملوتن (LH) بهدف تقليل مستويات هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية دون التسبُّب في ظهور العوارض المتزامنة مع انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، ويُشار إلى أنّ هذه الحبوب استُخدمت في الدراسات الأولية لها عبر بعض الرجال والذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-50 عامًا بمعدّل حبة يوميًا -بواحد من ثلاثة تراكيز مختلفة- ولمدة 28 يومًا، وكان التركيز الأعلى للحبوب 400 ملليغرام، وفي هذه الفئة لوحظ انخفاض مستوى هرمون التستستيرون والهرمون المحفز للجريبات والهرمون الملوتن بالفعل.
مع ذلك فإنّ هذه الحبوب قد تسبب بالعديد من الآثار الجانبية كانخفاض في الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، والصداع، وحبوب الشباب، والتعب والإرهاق، وزيادة الوزن، ولم يحدد ما إذا كان هذا الدواء بالفعل قد قلل عدد الحيوانات المنوية أم لا وتجري دراسات على ذلك، كما أنّه تتم دراسة الآثار الجانبية الأكثر خطورة عند تناول حبوب منع الحمل من قبل الرجال فقد تكون مشابهة لحبوب منع الحمل الأنثوية وتؤدي إلى الاكتئاب وأمراض الكبد والكلى.[٣].
أما في حال كان المقصود تناول الرجل لحبوب منع الحمل الأنثوية، فمن الجدير بالذكر أنّ تناول حبوب منع الحمل لمرة واحدة بواسطة الرجل أو حتى عدة مرات من المحتمل ألّا يحدث أي شيء لكن استخدامها لمدة طويلة يؤدي إلى حدوث تغييرات في الجسم، فقد يؤدي استخدام حبوب منع الحمل، خاصة التي تحتوي على هرمون الإستروجين إلى نمو ثديي الرجل مع مرور الوقت، وقد يؤثر ذلك في الخصوبة.[٤]
حبوب منع الحمل بين الخرافة والحقيقة
تدور حول موضوع حبوب منع الحمل الكثير من الخرافات التي لا صحة لها من وجهة نظر طبية، وفي ما يأتي عدد من أبرز هذه الخرافات[٥]:
لا ينبغي أخذ حبوب منع الحمل خلال مرحلة الرضاعة: على الرغم من أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد في منع الحمل خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة، وهذا فقط في حال كانت المرأة ترضع طفها رضاعة طبيعية فقط ولم تعانِ من أي دورة شهرية خلال هذه المدة، ومع ذلك فقد تحدث عملية الإباضة في حال عدم توفر أيٍّ من هذه الشروط الثلاثة؛ لذا ينبغي استخدام حبوب منع الحمل لتجنب الحمل. ليس من الضروي أخذ حبوب منع الحمل ما دامت ممارسة العلاقة الجنسية في أوقات غير الإباضة: يتحكّم بالدورة الشهرية لدى المرأة أربعة هرمونات رئيسة؛ وهي الإستروجين والبروجستيرون والهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن، وجميعها تنظّم عملية الإباضة والدورة الشهرية، لكنّ هذا التحكم قد يتأثر بالعديد من العوامل؛ بما في ذلك العمر، والضغوطات النفسية، واستخدام أنواع معينة من الأدوية، لذا من الصعب تحديد وقت الإباضة كما هو بالفعل، وعليه فإنّ عدم استخدام موانع الحمل رغم ممارسة الجماع في أوقات غير الإباضة لا يضمن عدم الحمل. يعدّ انسحاب الرجل قبل القذف إحدى الوسائل التي تضمن منع الحمل: لا يُعدّ الانسحاب قبل القذف وسيلة منع حمل فعّالة، إذ يُطلق الرجل بعض السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية قبل الوصول إلى النشوة الجنسية، كما لا يتمكّن الرجال جميعهم من التحكم بشكل جيد والانسحاب قبل القذف، وتشير نتائج الإحصائيات إلى أنّه إذا استخدمت 100 امرأة هذه الوسيلة فإنّ 22 منهنّ سيحدث لديهنّ حمل دون قصد.
كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.
المراجع
- ↑ Kristeen Cherney ,Kathyrn Watson ،Karen Lamoreux (2019-2-28)، "What Do You Want to Know About Pregnancy?"، healthline, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ Nivin Todd, MD (2020-6-14), "Birth Control Pills"، webmd, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ Tolulope Bakare, M.D. (2019-4-30), "The pill' for guys: Male birth control option passes safety tests"، utswmed, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ Sian Ferguson (2020-4-29), "What Happens If a Cisgender or Trans Man Takes Hormonal Birth Control?"، healthline, Retrieved 2020-7-12. Edited.
- ↑ "Contraception Myths", clevelandclinic,2018-8-29، Retrieved 2020-7-12. Edited.