محتويات
مقارنة الأم طفلها بغيره
جميع الأمهات يرغبنّ بأنّ يكون طفلهم أفضل طفل في العالم، إلا أنّه في الحقيقة لا يوجد طفل أفضل من الآخر، إذ يملك كل طفل صفة تميزه عن غيره، لذلك لا يجب على أي أم مقارنة طفلها بغيره، إلا أنّه وللأسف نعيش في ثقافة تعزز المنافسة والمفاضلة بين الأشخاص، لذلك نرى هذه الظاهرة بكثرة، كما أنّ لمقارنة الطفل بغيره من الأطفال العديد من الآثار السلبية التي تنعكس على شخصيته، فقد يشعر أنّه أقل قيمة من أقرانه، وأنّه لا يستحق الحصول على الأفضل، وهذا يزيد من خطر اتجاهه نحو السلوكيات الخاطئة التي تحمل العديد من المخاطر، إذ بدلًا من مقارنة الطفل بغيره، يمكن للأم أنّ تحفز طفلها للقيام بأفضل ما لديهم وبطرقة إيجابية، وفي هذا المقال سنناقش آثار مقارنة الطفل بغيره، والطرق البديلة والسليمة التي تساعد على تحفيز الطفل.[١]
ماذا يحدث عندما تقارن الأم طفلها بغيره
إنّ مقارنة الأم لطفلها بغيره من الأطفال يحمل العديد من النتائج التي قد يكون بعضها إيجابيًا، وبعضها الآخر سلبيًا، إذ على الرغم من أنّ مقارنة الطفل بغيره يمكن أنّ تحفزه على آداء الواجبات بصورة أفضل وبنشاطٍ أكثر، وتزيد الرغبة لديه لتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه، إلا أنّها في الوقت نفسه قد تؤثر سلبًا في الطفل وشخصيته ومشاعره، فقد تولد لديه الكره والحقد على الأشخاص الآخرين، كما أنّه قد يعتقد أنّه أقل كفاءة ومقدرة من غيره من الأطفال، مما يخلق له الشعور بعدم الأمان على المدى الطويل، وبالإضافة إلى ذلك، إنّ شعور الطفل بأنّه أقل من أقرانه قد يولد لديهم الحاجة المستمرة لإثبات نفسه، وقد يتجه إلى السلوكيات السلبية مثل؛ تعاطي المخدرات والإدمان، كما قد يصاب الطفل نتيجةً لذلك بالقلق والاكتئاب وتزداد لديه الرغبة بالإنعزال عن الآخرين ظنًا منه أنّه أقل منهم ولا يرتقي لمستواهم.[٢]
لذلك يجب على الأم أنّ تبحث في طفلها عن ما يميزه عن الآخرين بدلًا من مقارنته بهم، وتحاول تنمية هذا الشيء، وذلك باستخدام الكلمات التحفيزية والأساليب التربوية الإيجابية، التي سنتطرق لها في الفقرة التالية، كما يجب عليها التركيز على جهده واستعداده للمحاولة مرة أخرى بدلاً من الإشارة إلى نقاط ضعفه، لذلك تكون الأم أكبر محفز لطفلها، وتجعل منه شخصًا مميزًا.
طرق تحفيز الطفل الصحيحة
يمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد في تحفيز الطفل بطريقة صحيحة دون مقارنته بالأطفال الآخرين، وتتضمن هذه النصائح ما يأتي:[٣]
- تجنب استخدام القلق لتحفيز الطفل، ففي هذه الحال سيتحفز الطفل فقط من أجل إرضاء الأهل والتخفيف من قلقهم، وليس من أجل نفسه، ثم مع الوقت، سيركز الطفل على الأهل أكثر مما يركز على نفسه ورغباته، مما يخلق لديه صراع نفسي داخلي يؤثر في شخصيته.
- على الأهل أن يكونوا ملهمين للطفل، إذ إنّ أفضل طريقة لتحفيز الطفل هي أنّ يؤدي الأهل الأمور التي يودون تحفيز الطفل عليها، فعادةً ما يحاول الأطفال تقليد أبائهم في السلوكيات، لذلك على الأهل أنّ يكونوا البوصلة التي ترشد أطفالهم إلى الطريق الصحيح.
- إعطاء الطفل مساحة لاتخاذ القرارات بنفسه، فيجب ترك اتخاذ القرارات الشخصية المتعلقة بالطفل بنفسه ويتحمل عواقب هذه القرارات، مما يولد لديهم الشعور بالمسؤولية، ويحفزه على تأدية أفضل ما لديه.
- معرفة احتياجات الطفل وعوامل تحفيزه، فقبل البدء بتحفيز الطفل للقيام بأمر ما، يجب معرفة ما هي أهداف الطفل وما هي احتياجاته، وما العوامل التي تساعد على تحفيزه، إذ إنّ ذلك يساعد على تحفيزه على القيام بأمور يفضلها بالطريقة التي يفضلها.
- اختيار طريقة مناسبة للتحفيز، فقد يختار بعض الأباء تحفيز أطفالهم عن طريقة التوبيخ والعقاب والرشوة، وهي الطريقة التي يستخدمها الأباء الذين يريدون تحفيز أطفالهم للقيام بالشيء الصحيح في الحياة فقط، إلا أنّ هذه الطريقة غير سليمة ولا تحقق التحفيز الصحي المطلوب، بينما قد يختار البعض الآخر أسلوب السؤال بطريقة إيجابية للتحفيز مثل؛ سؤال الطفل هل أنجزت واجبك المنزلي اليوم؟ وتعدّ هذه الطريقة أفضل بكثير من الأولى فهي تحفز الطفل بطريقة إيجابية، إذ يستخدمها الآباء الذين يريدون التأثير على طفلهم للقيام بالأشياء التي يهتمون بها، ليس فقط للقيام بالشيء الصحيح ولكن يريدون منهم القيام بالأشياء الصحيحة التي يفضلونها.
المراجع
- ↑ Nicole Fabian-Weber (2019-12-09), "6 ways to stop comparing your kid to others and celebrate who they are instead", care, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ "The Problem with Comparing Our Kids", family.org, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Debbie Pincus, MS LMHC, "Unmotivated Child? 6 Ways to Get Your Child Going", empoweringparents, Retrieved 2020-09-16. Edited.