محتويات
التزرق الشبكي
التزرق الشبكي (Livedo reticularis) اضطراب يتلوّن فيه الجلد باللون الأحمر المُزرَقّ مع نمط شبكي مميز، ويحدث غالبًا على الجذع والساقين والذراعين، ويتّضح أكثر عند التعرض للبرد، لكنّه قد يستمر حتى عند تدفئة الجلد، ويُعزى تغيّر اللون إلى تمدد الدم وركوده داخل الشعيرات الدموية والأوردة الدقيقة في المناطق المصابة.
في الحقيقة يوجد تنوّع كبير في مُسبِّبات الإصابة بالتزرُّق الشبكي، مما يؤدي إلى تنوع الأعراض السريرية للحالات، وقد يبدو التزرق الشبكي مجهول السبب، والذي يحدث في الغالب عند البالغين الشباب والإناث في منتصف العمر، وقد يصبح التزرق الشبكي علامة مبكرة لمرض جهازي؛ مثل: التهاب الشرايين الروماتويدي، والذئبة الحمامية، والتهاب الجلدالعضلي، والعديد غيرها[١].
أسباب التزرق الشبكي
يُقسّم التزرق الشبكي قسمين أساسيين بناءً على المُسبِّب؛ هما: الفيسيولوجي والمرضي. وفي الآتي توضيح لأسباب كل منها:[٢]
- التزرّق الشبكي الفسيولوجي: يعزى حدوثه إلى انقباض بعض الشرايين الصغيرة المغذّية للجلد بعد تعرضها لدرجات حرارة باردة، وبالتالي يقلّ تدفق الدم إلى الجلد، وتصبح مركز بقعة الجلد التي يغذّيها هذا الشريان المتضيق شاحبًا، ويظهر لون الدم المحبوس غير المحمل بالأكسجين في الأوعية الدموية الدقيقة على طول محيط المنطقة التي يوفرها هذا الشريان باللون الأرجواني، والنتيجة هي نمط شبكي أرجواني مع مركز باهت، وعندما يسخن الجلد تفتح الشرايين المتضيقة وتختفي الشبكة.
- التزرق الشبكي المرَضي: يعزى التزرق الشبكي المرضي إلى انسداد الشرايين التي تُغذّي أنسجة الجلد، لكن في هذه الحالة يحدث الانسداد بسبب شيء آخر غير الانقباض الفسيولوجي للأوعية الدموية، واعتمادًا على السبب الكامن قد يبدو التغيّر في اللون دائمًا وليس عابرًا. ويوجد كثير من الحالات المرضية التي تؤدي إلى الإصابة بالتزرق الشبكي المرضي؛ بما في ذلك:
- متلازمة مضادات الفوسفوليبيد.
- وجود الجلوبولينات البردية في الدم (Cryoglobulinemia).
- فرط الفيبروينوجينات البردية في الدم (Cryofibrinogenemia).
- داء الراصّات البارد (Cold agglutinin disease).
- كثرة الكريات الحمراء الحقيقية (Polycythemia vera).
- جلطة وريدية عميقة.
- فرفرية نقص الصفيحات التخثرية (Thrombotic thrombocytopenic purpura).
- متلازمة سنيدون (Sneddon syndrome).
- متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS).
- عدة أنواع من التهاب الأوعية الدموية.
- السرطان.
- الذئبة.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- التهاب الجلد والعضلات.
- أنواع مختلفة من العدوى.
- داء السكري.
- انصمام الكوليسترول (Cholesterol emboli).
- مرض الشلل الرعاش- الباركنسون-.
- إصابة الدماغ.
- تناول بعض أنواع الأدوية؛ بما في ذلك المينوسيكلين (Minocycline)، والأمانتادين (Amantadine)، والأدوية الحالة للتخثر، والكينيدين (Quinidine)، والكاتيكولامين (Catecholamines)، والإنترفيرون (Interferon).
- اقتراب الشخص من الوفاة يؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بالتزرق الشبكي بالإضافة إلى أعراض أخرى؛ مثل: مشكلات في البلع، ورفض تناول الشراب والأكل، وفقد الوعي أو الهذيان، ومشكلات في التنفس، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق الشديد والضعف، وانخفاض نشاط القلب.[٣]
أعراض التزرق الشبكي
تُقسَّم أعراض التزرق الشبكي قسمين رئيسين حسب مسببها، وتظهر وفق الشكل الآتي:[٢]
- التزرّق الشبكي الفيسيولوجي: يبدو اللون المميز للجلد العارض الوحيد، بحيث يتلوّن الجلد بلون أرجواني مُحمّر في شكل شبكة، وتظهر العديد من الأنماط الدائرية على سطح الجلد، وتبدو في الذراعين والساقين، وتميل التكوينات الدائرية إلى أن تصبح كاملة مع بعض الأجزاء المكسورة، وعادةً ما تكون مراكز هذه الدوائر شاحبة جدًا، بالإضافة إلى أنّ منطقة اللون مسطحة تمامًا، ولا توجد أي كتل أو نتوءات، وتكون غير مؤلمة.
- التزرق الشبكي المرَضي: قد تبدو الأعراض مماثلة لتلك التي تظهر مع حالة التزرق الشبكي الفيسيولوجي، ومع ذلك، عندما تعزى الحالة إلى مشكلة مرضية كامنة خطيرة فغالبًا ما يكون تغير اللون غير نمطي، ولون الجلد المصاب بنفسجي لافت، ومن المرجح أن يشكل نمطًا غير منتظم للغاية من الدوائر المكسورة بدلًا من الدوائر المنتظمة الكاملة، وتميل التغييرات الجلدية أيضًا إلى أنّ تكون أكثر انتشارًا، فبالإضافة إلى ظهورها على الذراعين والساقين تظهر بشكل شائع على الجذع والأرداف، وفي بعض الحالات يصبح التغير في اللون على الجسم كله، وربما توجد عقدة أو تقرح في وسط الأنماط الدائرية، مما ينتج منها ألم كبير، ويميل تغير لون الجلد في التزرق الشبكي المرضي إلى أن يبدو دائمًا، وغالبًا لا يرتبط بشكل ملحوظ بدرجات الحرارة الباردة.
تشخيص التزرق الشبكي
يُشخَّص التزرق الشبكي عبر طبيب أمراض جلدية، ويُنفّذ التشخيص بناءً على مظهر الحالة، وسيُجري أيضًا الطبيب اختبارات الدم لتشخيص الأسباب الكامنة المحتملة، وغالبًا ستُجرى أيضًا خزعة الجلد بهدف تشخيص الاضطراب المُسبِّب للإصابة بالتزرق الشبكي، وفي بعض الحالات سيستخدم الطبيب مصطلح التزرق الشبكي الأولي -الفسيولوجي-؛ بمعنى أنَّ التشخيص استبعد الإصابة بأيّ اضطرابات كامنة مُسبِّبة للمرض.[٤]
علاج التزرق الشبكي
لا يوجد علاج محدد من التزرق الشبكي باستثناء تجنب البرودة، لكن في بعض الحالات تتراجع الأعراض تلقائيًا مع تقدم العمر، وقد تؤدي إعادة تدفئة المنطقة في الحالات مجهولة السبب، أو علاج السبب الكامن وراء الإصابة إلى إعادة لون الجلد إلى طبيعته؛ لذا يجب علاج الاضطراب الأساسي الذي يسبب التزرق الشبكي إذا كان معروفًا.
ربما يوصى بالعلاج بجرعة منخفضة من الأسبرين، ودواء البنتوكسيفيلين (pentoxifylline) ومضادات التخثر الأخرى للمرضى الذين يعانون من اعتلال الأوعية الدموية الانسدادية المؤكد، بالإضافة إلى أنّ الإقلاع عن التدخين يُعدّ ضروريًا للحد من مخاطر المشكلات الشريانية المتعلقة بالتزرق الشبكي؛ مثل: السكتة الدماغية.[٥]
مضاعفات التزرق الشبكي
يُعدّ التزرق الشبكي نفسه حالة حميدة نسبيًا لا تُسبِّب أي مضاعفات، ومع ذلك قد يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالجلطات الدموية نتيجة الاضطرابات المصاحبة المُسبِّبة له؛ مثل: متلازمة مضادات الفوسفوليبيد، الأمر الذي قد يصل إلى الوفاة أحيانًا[٥].
المراجع
- ↑ "Livedo Reticularis", dermis, Retrieved 5-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Richard N. Fogoros , " What You Should Know About Livedo Reticularis "، verywellhealth, Retrieved 4-3-2020. Edited.
- ↑ Lana Bandoim, "What’s Causing My Mottled Skin?"، healthline, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ↑ "Livedo reticularis", dermcoll, Retrieved 5-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Vanessa Ngan, "Livedo reticularis"، dermnetnz, Retrieved 4-5-2020. Edited.