ماذا يفعل مرض الايدز

كتابة:
ماذا يفعل مرض الايدز

الإيدز

يُعدّ الإيدز من مسببات فيروس نقص المناعة البشرية، وهو فيروس يصيب جسم الإنسان ويهاجم الخلايا المناعية للجسم. حيث الجهاز المناعي هو الجهاز الدفاعي الطبيعي لجسم الإنسان ضد الأمراض، وهذا الفيروس يدمّر نوعًا معينًا من خلايا الدم البيضاء التابعة للجهاز المناعي وهي الخلايا التائية، وتُسمّى أيضًا الخلايا التائية المساعدة CD4، وينسخ الفيروس نفسه داخل هذه الخلايا؛ بذلك فإنّ الفيروس يدمّر هذه الخلايا بينما يعمل المزيد من النسخ منه، وهذا ما يُضعِف الجهاز المناعي بشكل تدريجي.

وكلما تأخر علاج فيروس نقص المناعة البشرية كلّما صعب علاجه والتخلص منه، فإذا تُرِكَ دون علاج فقد يستغرق من 10 إلى 15 عامًا حتى يتضرر الجهاز المناعي بشكل شديد ولا يعود قادرًا على الدفاع عن نفسه أو عن الجسم، وتطوّر الفيروس وتقدّمه في الجسم يعتمد على عمر المصاب، والصحة العامة له. بينما يتعايش المصاب مع المرض عن طريق استخدام المضادات الفيروسية الفعّالة للسيطرة على الفيروس؛ إذ تخفّض هذه المضادات مستويات الفيروس في الجسم وتصعب حتى ملاحظتها في فحوصات الدم، وينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق السوائل المنوية، أو السوائل المهبلية، أو الشرجية، أو الدم، أو حليب الأم، بينما لا يُنقَل من خلال العرق أو اللعاب أو البول.[١]


أعراض مرض الإيدز

تختلف أعراض فيروس نقص المناعة البشرية من شخص لآخر، وتختلف بالاعتماد على مرحلة المرض، وهناك ثلاث مراحل لفيروس نقص المناعة البشرية، وهذه المراحل وأعراضها هي:[٢]

  • المرحلة الأولى هي عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة بعد التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية بأسبوعين إلى أربعة أسابيع؛ فإنّ معظم المصابين بالفيروس لديهم أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وهي مرحلة استجابة الجسم الطبيعية لعدوى الفيروس، وقد تستمر هذه الأعراض من بضعة أيام إلى عدة أسابيع. وتشمل ما يلي:
  • الحمى.
  • قشعريرة البرد.
  • الطفح الجلدي.
  • التعرق الليلي.
  • آلام في العضلات.
  • التهاب الحلق.
  • الإعياء.
  • تورم في الغدد اللمفاوية.
  • قرحة الفم.
  • المرحلة الثانية تُسمّى الكمون السريري؛ إذ تُسمّى أيضًا عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المزمنة، ويستمر الفيروس في هذه المرحلة بالتكاثر في الجسم لكن بمستويات منخفضة، وقد لا تسبب ظهور أيّ أعراض، وإذا لم يُخضَع المصاب للعلاج فقد تستمر هذه المرحلة من 10 إلى 15 عامًا، ومن المصابين من يتعدّى هذه المرحلة بشكل أسرع، أمّا في حالة عدم العلاج بشكل منتظم وبحسب الأدوية الموصوفة تمامًا والفيروس لا يُكتشَف فيحافظ المصاب على صحته العامة، ويمنع انتقال العدوى إلى الآخرين، أمّا إذا ظهر الفيروس قابلًا للإكتشاف فقد يسبب العدوى للآخرين بالرغم من عدم وجود أعراض.
  • المرحلة الثالثة تُعرَف باسم الإيدز؛ تُعدّ هذه المرحلة هي المرحلة المتأخرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث الفيروس أضعف الجهاز المناعي في الجسم، ومن أعراض هذه المرحلة:
  • فقدان الوزن بشكل سريع.
  • التعب الشديد من دون سبب.
  • الإصابة بالحمى بشكل متكرر، أو التعرق الليلي.
  • تورم الغدد اللمفاوية لأوقات طويلة في الإبطين أو الرقبة أو الفخذ.
  • الإسهال الذي قد يمتد لأكثر من أسبوع.
  • تقرحات في الفم، أو الشرج، أو الأعضاء التناسلية.
  • الالتهاب الرئوي.
  • ظهور بقع حمراء، أو بُنية، أو وردية، أو أرجوانية اللون على الجلد، أو تحت الجلد، أو داخل الفم، أو الأنف، أو على الجفون.
  • فقدان الذاكرة، والاكتئاب، وغيرهما من الاضطرابات العصبية.


علاج مرض الإيدز

كلما كان العلاج بشكل مبكر أصبح أفضل، والعلاج الرئيسي لفيروس نقص المناعة البشرية هو باستخدام المضادات الفيروسية الرجعية؛ التي هي مجموعة أو مزيج من الأدوية اليومية التي تحدّ من تكاثر الفيروس في الجسم، وتساعد أيضًا في حماية الخلايا التائية، والحفاظ على الجهاز المناعي قويًا لمكافحة الأمراض، وهذه الأدوية تمنع تطوّر الفيروس إلى مرحلة الإيدز، وتقلّل من خطر انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، وإذا ظهر العلاج فعّالًا فإنّ الفيروس يصبح غير قابل للاكتشاف، لكنه يبقى في الجسم ولا يصعب اكتشافه في الاختبارات. وفي حالة التوقف عن العلاج فإنّ الفيروس يتكاثر مرة أخرى ويعود لمهاجمة الخلايا التائية في الجسم، ومن هذه الأدوية التي تُستخدَم للحدّ من تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية ما يلي:[٣]

  • مثبطات النسخ العكسي للنيوكليوزيد (NRTIs).
  • مثبطات النسخ العكسي غير النوكليوسيدي (NNRTIs).
  • مثبطات الإنزيم البروتيني.
  • مثبطات الانصهار.
  • مضادات CCR5 التي تُسمّى أيضًا مثبّطات الدخول.
  • مثبطات اندماج المادة الوراثية.

أنظمة العلاج: يبدأ علاج فيروس نقص المناعة البشرية بثلاثة أدوية مضادة للفيروس من اثنين على الأقل من فئات الأدوية المذكورة سابقًا، حيث مزيج هذه الأدوية يمنع الفيروس من تشكيل مناعة أو مقاومة لهذه الأدوية، وعادة ما يأخذ المصاب قرصًا أو قرصين من الأدوية يوميًا، فإذا لم تؤخذ هذه الجرعة بشكل يومي فقد تتطور مقاومة الفيروس ويزيد من انتشاره في الجسم، وقد يضطر المصاب لاتباع نظام علاجي جديد، ويُحدّد نظام العلاج من خلال اختبارت الدم التي تُبيّن الحمل الفيروسي وتُسجِّل الخلايا التائية.


الوقاية من مرض الإيدز

للـوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تُتبَع الخطوات التالية:[٤]

  • عدم ممارسة الجنس مع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية؛ لأنّه قد ينتقل من خلال السوائل المنوية أو المهبلية.
  • حقن المخدرات وتبادل الإبر، يُعدّ تعاطي المخدرات عن طريق الوريد من العوامل الرئيسة المسببة لانتقال الفيروس في الكثير من البلدان، إذ تؤدي إلى ذلك مشاركة الإبر والمعدات الأخرى التي ينتقل الفيروس من خلالها من شخص لآخر كما تُنقَل غيره من الأمراض؛ مثل: التهاب الكبد C، ويجب على الأشخاص الذين يستخدمون الإبر لتناول الأدوية استخدام إبر نظيفة وغير مستخدمة، وألّا يشتركون مع الآخرين بها.
  • التعرض لسوائل الجسم، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم التعرض للدم الملوّث بالفيروس، فيجب على العاملين في المستشفيات أو مراكز الرعاية الطبية ارتداء القفازات والأقنعة والنظارات الواقية والرداء المخصص للحدّ من التعرض لسوائل الجسم الملوّثة، كما يجب غسل الجلد بشكل متكرر وشامل، وفور ملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى؛ فهذه الخطوة تقلّل خطر الإصابة بالعدوى.
  • الحمل، بعض الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية قد تضرّ بالجنين أثناء الحمل؛ لذلك يجب على الحامل أن تتبع خطةً معينة من العلاج التي تمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، وتحدث الولادة عن طريق العملية القيصرية، كما ينتقل الفيروس إلى الطفل من خلال حليب الأم، لذلك فإنّ تناول الأدوية الصحيحة وبشكل منتظم يقلل بشكل كبير من خطر انتقال الفيروس للطفل الرضيع.
  • تعليم الناس ما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية، وتزويدهم بالأدوات التي تلزم لتجنب التعرض للفيروس، خاصة للأشخاص القريبين من أحد المصابين بالفيروس.


المراجع

  1. "WHAT ARE HIV AND AIDS?", www.avert.org,28-9-2018، Retrieved 13-10-2019. Edited.
  2. HIV.gov (21-6-2019), "Symptoms of HIV"، www.hiv.gov, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  3. Ann Pietrangelo (28-3-2018), "A Comprehensive Guide to HIV and AIDS"، www.healthline.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  4. Adam Felman (29-11-2018), "Explaining HIV and AIDS"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×