ماذا يقال عند ذبح الأضحية

كتابة:
ماذا يقال عند ذبح الأضحية

هل هناك دعاء معين يقال عند ذبح الأضحية؟

الأضحية من الذبائح التي يُقدِّمها المسلمون تقرُّبًا لله -تعالى- في العيد، فهل هناك دعاءٌ يقال عند ذبح الأضحية؟ ومتى تكون نيَّة الأضحية؟ وماذا يستحبُّ للمضحِّي بعد ذبح الأُضحية؟ الإجابة عن هذه الأسئلة في هذا المقال.

ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١] فيُسنّ عند ذبح الأضحية أو غيرها من الذَّبائح أن يقول المسلم: "بسم الله والله أكبر"، ثمَّ يذبح.[٢]

وجاء في رواية أخرى: (ذبحَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الذَّبحِ كبشينِ أقرنينِ أملحينِ موجَئين، فلمَّا ذبحهُما قالَ: إنِّي وجهتُ وجهيَ للَّذي فطر السَّماواتِ والأرضَ على ملَّةِ إبراهيمَ حنيفًا وما أنا منَ المشركينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا منَ المسلمينَ، اللَّهمَّ منكَ ولكَ عن محمَّدٍ وأمَّتِهِ بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكبرُ). [٣][٢]

متى تكون نية الأضحية؟

تُشترط النيَّة عند ذبح الأضحية؛ لأنَّ الذَّبح يعتبر قُربةً بنفسه، ويكفي أن تكون النيَّة في القلب، فلا يُشترط للمُضحِّي التلفُّظ بها،[٤] ويصحُّ أن تكون مقارنةً لوقت التَّعيين؛ أي عند شراء الشَّاة.[٥]

والأضحية من شعائر الإسلام، وقد شرع الله -تعالى- لها وقتاً يمتدُّ من بعد صلاة العيد -يوم النَّحر- إلى آخر أيَّام التَّشريق، ويمكنُ ذبحها ليلًا أو نهارًا، ويحرص المسلم على الالتزام بأحكام الأضحية وشروطها وآدابها، والنيَّة إحدى هذه الشُّروط، فلا تجزئ الأضحية إلَّا بنيَّةٍ، فقد يُراد من الذَّبح الَّلحم أو القُربة، ولا تقع القربة دون النيَّة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّما الأعمالُ بالنياتِ وإِنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نَوَى).[٦][٥]

ماذا يُستحب للمضحي بعد ذبح الأضحية؟

يستحب للمضحي أن يحسن إلى أضحيته، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قَتَلْتُم فأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحَتَه).[٧]

وهناك أمورٌ يُستحبُّ للمُضحّي فعلها بعد ذبح أضحيته، ومنها ما يأتي:[٨]

  • أن ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الأضحية وزوال الحياة عن جسدها قبل المباشرة بسلخها ونخعها، أي أن يتجاوز محل الذَّبح إلى النُّخاع، وهو الخيط الأبيض داخل العظم.
  • أن يأكل من الذَّبيحة ويُطعم الفقراء ويدَّخر لبيته ما يحتاج، لقوله -تعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٩]
  • أن يدَّخر الثُّلث، ويتصدَّق بثلث، ويتَّخد ثلثاً منها ضيافةً لأقاربه وأصدقائه، لقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ).[١٠]

ملخّص: يُستحبّ للمضحّي بعد ذبح الأضحية أن ينتظر حتى تسكن أعضاء الذبيحة، ثم يقوم بسلخها وتقطيعها، كما يُسنّ له أن يأكل من أضحيته، فيجعل له الثلث، وللأقارب الثلث، وللفقراء الثلث.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5565، صحيح.
  2. ^ أ ب "ما يقال عند ذبح الأضحية وغيرها"، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15\7\2021. بتصرّف.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:128، حسن.
  4. د وهبة الزحيلي، الفقة الإسلامي وأدلته، صفحة 2713. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 90. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في غابة المرام، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:401، صحيح.
  7. رواه أبو داود، في سنن أبي داود ، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:2815 ، سكت عنه وكل ما سكت عنه فهو صالح.
  8. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 155-156. بتصرّف.
  9. سورة الحج، آية:36
  10. رواه أبو موسى المديني، في كشف القناع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:22، حسن.
4079 مشاهدة
للأعلى للسفل
×