محتويات
مفهوم العزاء
مفهوم العزاء من المفاهيم المألوفة فيالمجتمع الإسلامي وغيره، فهو مرتبطٌ بحدثٍ كبير هو الموت، الذي يُدخل الرهبة إلى النفوس، ويُسبب الحزن الكبير للقلوب، ومعنى كلمة عزاء في معجم المعاني: المواساة، ويُقال: أحسن الله عزاءك أي رزقك الصبر الحسن والمواساة،[١]، والعزاء من الأمور البديهية التي يقوم بها الناس مع بعضهم البعض بمجرّد موت أحد، وله أثرٌ كبير في النفوس، لأنه يُخفف من وطأة الحزن في نفوس أهل الميّت، ويمدهم بالصبر قليلًا، وتُقال عادة في العزاء الكثير من العبارات، بعضها عبارات وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبعضها عبارات لا أساس لها في الدين الإسلامي، وإنما هي مجرد عبارات يتناقلها الناس بين بعضهم البعض، وفي هذا المقال سيتم ذكر العديد من الأمور المتعلقة بالعزاء، مثل ماذا يقال في العزاء وكيف يكون الرد، ورأي الإسلام في تقديم التعزية لأهل الميت.
متى يبدأ العزاء؟
يظن بعض الناس أنّ تقديم العزاء يكون بعد دفن الميت وليس قبل ذلك، وهي من الأفكار المترسبة في ذهن الكثيرين، ومن المعروف أنّ العزاء يبدأ بعد موت شخصٍ ما، ويكون استقبال المعزين في مكانٍ يُحدده أهل الميت، لهذا فإنّ العزاء يبدأ عند الموت مباشرة، وبناءً على هذا تبدأ التعزية بين الناس وأهل الميت حين الموت وحتى قبل صلاة الجنازة وقبل الدفن، وحتى قبل غسل الميت، وتجوز التعزية قبل التغسيل أو بعده، وقبل الدفن أو بعده، ولهذا فإنّ بداية العزاء بمجرد الموت، وليس هناك حدٌ لنهايته.[٢]
ماذا يقال في العزاء وكيف يكون الرد
تعزية أهل الميت من الأمور الواردة فيالسنة النبوية الشريفة، حيث يذهب الناس إلى أهل الميت ويقدمون العزاء، ويحملون أهله وذويه على الصبر ويدعون لهم بالسلوان وطول البقاء من بعد فقيدهم، ويُقال في العزاء العديد من الألفاظ والعبارات التي تُؤدي غرض التعزية، وأفضل هذه العبارات ما ورد عنالرسول -عليه الصلاة والسلام- عندما عزّى إحدى بناته بموت ابنها، حيث قال لها معزيًا: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب"[٣]، ويجوز أيضًا قول عبارات أخرى مثل: "أعظم الله أجركم، وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم"[٤]
يكون رد المُعزّى عند تلقيه عبارات العزاء من شخص: جزاك الله خيرًا، أو استجاب الله دعاءك، أو رحمنا الله وإياك، كما يجوز التعزية بقول: البقاء لله، ولا توجد عبارة ثابتة للعزاء، إذ يجوز التعزية بأي ألفاظ مناسبة فيها تصبير لأهل الميت ودعاء للميت، بشرط أن تكون عبارات جائزة شرعًا ليس فيها ما يدعو إلى الجزع أو نحو ذلك من الألفاظ.[٥]
رأي الإسلام في التعزية
التعزية في الإسلام حقٌ للمسلم الذي فقد عزيزًا على أخيه المسلم، وبهذا يتضح رأي الإسلام في التعزية، لهذا فإنّ التعزية مشروعة على المسلم أن يُؤديها، وفيها الكثير من الأجر والثواب، خصوصًا أنّ فيها الكثير من المواساة وجبر الخواطر لأهل الميت، والتقليل من الجزع عند وقوع مصيبة الموت، وهي نوع من التواصي بالصبر والتواصي بالحق، كما أنّ التعزية من الأمور الثابتة في السنة النبوية المطهرة، ولا خلاف بين علماء المسلمين في مشروعيتها، وهي أيضًا تهوّن حزن أهل الفقيد، وتزيد من صبرهم وقوتهم، وتُعدّ من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر به الإسلام، لهذا فإنّ رأي الإسلام في التعزية واضح، فهي من الأمور المستحبة التي حث عليها الإسلام، ويُعدّ من فعل الخير الذي فيه الأجر والثواب من الله تعالى، مع ضرورة الالتزام بالتعزية المشروعة وآدابها النبوية، وعدم قول أو فعل ما يُخالف الإسلام أثناء تقديم التعزية لأهل الميت، ومن العادات المشروعة أيضًا في التعزية صنع طعام لأهل الميت، مثلما أمر الرسول -عليه السلام-.[٦]
عبارات مؤثرة للتعزية
يوجد الكثير من العبارات المؤثرة التي تُقال أثناء تقديم التعزية لأهلالميت، وأفضل هذه العبارات على الإطلاق هي ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، والتي سبق ذكرها في سياق المقال، لكن كما ورد أيضًا يجوز التعزية بالعديد من الألفاظ المختلفة، وقول العبارات التي تمنح الصبر والقوة، وتزيد من ثبات أهل الميت وإيمانهم، ومن هذه العبارات التي تترك أثرًا عظيمًا في نفوس الفاقدين ما يأتي:
- جبر الله كسركم وأعانكم على مصابكم ومنحكم الصبر والسلوان وأحسن الله عزاءكم، ووقاكم فتنة المحيا والممات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- رحم الله ميتنكم وأسكنه فسيح جناته ووقاه الله عذاب القبر وفتنته، وبشره بمقعده في جنات الفردوس، ومنحكم القوة والثبات والصبر على فراقه، ورفع درجاتكم في الدنيا والآخرة.
- زاد الله في ـجركم، وأعطاكم الصبر الكبير والمواساة الصادقة، وأبدل الله أحزانكم أفراحًا، وبارك في أعماركم من بعده.
- جعل الله الموت راحة له من كلّ شر، وجعلكم من الذين يدعون له بلا كللٍ أو ملل، ويتصدقون عنه وتعلو دراته بدعائكم وصبركم واحتسابكم.
- لا نقول إلا ما يُرضي الله، فعليكم بالصبر عند الشدّة، والاحتساب والرجوع إلى الله، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكلّ شيءٍ عنده بمقدار، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- جبر الله كسر قلوبكم وخفف من أحزانكم ومنحكم الصبر والثبات وحُسن العزاء، ولكم البقاء من بعده، ووقاكم الله الفتنة، وجعل دعاءكم له دعاءً غير مقطوع.
- جعلكم الله من الصابرين المحتسبين الذين يوفون أجرهم دون حساب، ورفع درجاتكم وغفر لميتكم ومنحكم طول البقاء من بعده، ووقاكم فتنة المحيا والممات، وغفر الله لميتكم ورحمه ووسع له في قبره.
- إنما الصبر عند الصدمة الأولى، فعليكم بالصبر لتنالوا الأجر، ولا رادّ لقضاء الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وأعظم الله أجركم وبارك في حسناتكم وألهمكم الصبر والسلوان وأحسن عزاءكم.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى عزاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "متى يبدأ العزاء؟"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:461، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "التعزية والرد عليها تجوز بكل ما يناسب المقام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "ماذا يجيب المعزَّى لمن يعزيه؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "التعزية المشروعة وآدابها النبوية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-02. بتصرّف.