ماذا يقال في سجود السهو
يجب على المُصلّي إن سها في صلاته، وزاد شيئاً فيها، أو أنقص منها، أو شكّ بذلك، أن يسجدَ سجدتين بسبب السّهو، ويقول فيهما ما يقوله المصلّي في سجوده المُعتاد من الأذكار والأدعية المأثورة،[١][٢] وقيل إنّه يُسنّ أن يقول فيهما: "سبحان من لا ينام ولا يسهو"،[٣] كما يجب على من أراد السّجود للسّهو أن ينوي ذلك السجود دون أن يتلفّظ بالنيّة كي لا تبطل صلاته،[٤] وإن كان في صلاة جماعة لا تلزمه نية، لأنّه تابع للإمام.[٥]
كيفية سجود السهو
سجود السّهو هو أن يأتي المصلّي بسجدتين إذا سها في صلاته، سواءً كان السّهو في صلاة الفريضة أو في النّوافل، ويسنّ للمسلم أن يُطيل في هاتين السّجدتين، ويستغفر الله فيهما، ويكون سجود السّهو في آخر الصّلاة قبل التّسليم، ويأتي به المصلّي بعد التّشهّد الأخير والصّلاة الإبراهيمية، وينوي أن يسجده دون أن يتلفّظ بالنّية.[٦][٧]
أمّا إن نَسيَ المصلّي وسلّم ثمّ تذكّر، فإنّه يَسْجُد سجود السّهو بعد السّلام، ويُسلّم بعد سجود السهو، وتلزمه نيّةٌ من جديد، لأنّه يكون حينها خارجٌ عن الصّلاة، وفي حال أنقص المصلّي ركعة ثمّ تذكّر بعد السّلام، فيُكمل ما نقصه من ركعاتٍ ويسجد في نهاية الصّلاة للسّهو ثم يسلّم، أمّا إن زاد في عدد الرّكعات ثمّ تذكّر فإنّه يجلس ويسجد للسّهو ثمّ يُسلّم، ومن شكّ في عدد ركعات الصّلاة ولم يتيقّن كم صلّى؛ فإنه يبني على ما غلب عليه ظَنّه، ويأتي بالرّكعة النّاقصة، ويسجد للسّهو كما أسلفنا.[٦][٧]
الحكمة من سجود السهو
وقع السّهو مع النّبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاته ذات يومٍ ليقتديَ به المسلمون عند وقوعهم في السّهو، وفي ذلك تأكيدٌ على بشريّة النبيّ -عليه السّلام-، فهو ليس إلهاً، إنّما هو بشر كسائر النّاس قد ينسى ويسهى،[٨] وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما سها في صلاته: (إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي)،[٩] كما أنّ الإنسان بطبيعته ينسى ويغفل، وإنّ الصّلاة لهي أفضل ما يَصل العبد بربّه، فيحرص الشّيطان على إفساد هذه الصّلة فيُوسوس للمسلم بأن يزيد في صلاته، أو يُنقص منها، أو يُشكّكه فيها،[٦] لذا شرع الله -تعالى- سجود السّهو، ففيه إرغامٌ وإجبارٌ للشّيطان، وبه يجبر المسلم ما تحقّق في صلاته من نقصٍ أو خلل، كما أنّ المسلم ينال به رضى الله -تعالى- وعفوه.[١٠]
المراجع
- ↑ محمد التويجري (2009م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 472، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد التويجري (2010م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 495. بتصرّف.
- ↑ زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، دار بن حزم، صفحة 134. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1124، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ درية العيطة، فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 336، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد التويجري (2009م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 471-472، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الرحمن الجزيري (2003م)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 409-410، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الله البسام (2003م)، توضيح الأحكام من بلوغ المرام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 327-328، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 401، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية- الدرر السنية، صفحة 124، جزء 1.