ماذا يقصد باضطراب الساعة البيولوجية؟

كتابة:
ماذا يقصد باضطراب الساعة البيولوجية؟

الساعة البيولوجية

شعورك بالنعاس في منتصف النهار أثناء زيارتك لبلد بعيدة -كالصين- يمنعك من الاستمتاع بالرحلة سواء أكنت ذاهبًا في إجازة أم كنت رجل أعمال يسافر كثيرًا، فأنت معرّض للإصابة باضطراب الساعة البيولوجية (jet lag)، أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة حتى لو كنت طيارًا معتادًا على الرحلات الجوية فأنت غير محمي من الإصابة باضطراب الساعة البيولوجية؛ فإنّ هذا الاضطرب ليس حالة نفسية كما يظن الكثير، وإنّما هو متعلق بكيميائية الجسم ووظيفته الطبيعية.[١][٢]


ماذا يقصد باضطراب الساعة البيولوجية؟

يحتوي جسم الإنسان على ساعة داخلية خاصة به تخبره متى ينام، ومتى يبقى مستيقظًا، والاختلال في هذه الوظيفة يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، وهو خلل مؤقت في النوم يحدث بسبب انتقال الشخص بطريقة سريعة من مدينة إلى أخرى تختلف بالتوقيت الزمني أو ما يُسمّى بالمناطق الزمنية (حسب خطوط الطول)، وتبقى الساعة في الجسم مبرمجة على توقيت المدينة الأصيلة، فيشعر المريض بعوارض معينة تؤثر في أدائه عند السفر. [١]


ما علامات اضطراب الساعة البيولوجية؟

تظهر في اليوم الأول أو الثاني عوارض اضطراب الساعة البيولوجية، وتختلف من شخص لآخر، وإصابة الطفل أيضًا بهذا الاضطراب ممكنة، وتتأثر العوارض بعدد المناطق التي يمرّ بها الشخص أو بمعنى آخر مدى اختلاف التوقيت الزمني، وتبدو وفق الآتي:[٢]

  • الخمول، والتعب، وعدم القدرة على النوم.
  • الارتباك، وصعوبة التركيز.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالدوار بشكل مستمر.
  • ألم في الرأس والشعور بأنّه ثقيل.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي؛ كالاسهال.

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ العوارض؛ مثل: سيلان الأنف، وألم العضلات، وتورم الكاحلين ليست بسبب اضطراب السفر، وإنّما بسبب رحلة الطيران الطويلة.[٣]


كيف أعرف إن كنت مصابًا باضطراب الساعة البيولوجية؟

عند وصولك إلى المدينة الجديدة وشعورك بالعوارض السابقة فعليك إجراء الاختبار الذاتي، إذ إنّ إجابتك عن هذه الأسئلة بـ(نعم) تدلّ على إصابتك باضطراب الرحلات الجوية الطويلة:[٤]

  • هل سافرت جوًا عبر منطقتين زمنيتين أو أكثر؟
  • هل تجد صعوبة في العمل بشكل طبيعي؟
  • هل تعاني من مشكلات في النوم أو نعاس شديد أثناء النهار؟
  • هل تشعر بالمرض أو مشكلات في المعدة؟


ما أسباب اضطراب الساعة البيولوجية؟

توجد في الدماغ غدة تُسمّى تحت المهاد، والتي تنظّم مختلف الوظائف في الجسم؛ مثل: النوم، والجوع، والعطش، ودرجة الحرارة، وغيرها. وتعمل هذه الغدة بالاعتماد على الضوء الذي تراه العين، وعندما يصل الضوء إلى العين بشكل مبكر أو متأخر يشعر الجسم بالتغيير؛ مما يجعل الجسم غير قادر على التكيف السريع عند اختلاف التوقيت؛ أي إنّه من الصعب التأقلم مع الجدول الجديد في حال اختلاف موعد الليل والنهار، وهو ما يفسّر حدوث اضطرابات بالنوم وغيرها من العوارض. وهناك أسباب أخرى أيضًا؛ كالضغط الجوي في الطائرة، بالإضافة إلى الضغط العالي، والرطوبة داخلها. [٥] أمّا عن عوامل خطر الأصابة باضطراب الساعة البيولوجية فهي:[٥]

  • الانتقال عبر 3 مناطق زمنية أو أكثر، والمنطقة الزمنية جزء من الكرة الأرضية تشترك في التوقيت نفسه.
  • التأقلم أصعب في حالة السفر باتجاه الشرق.
  • الأشخاص دائمو السفر؛ كالطّيّارين، وطاقم العمل في الطائرة، ورجال الأعمال.
  • وجود مشكلات سابقة في النوم.
  • العمر له دور كبير، فكبار السن يتعافون بشكل بطيء.


لماذا يصبح اضطراب الساعة البيولوجية أصعب عند السفر شرقًا؟

يسبب السفر شرقًا حدوث عوارض أكثر شدة، كما أنّ النهار أقصر؛ مما يعطي وقتًا أقل للتكيف، أمّا السفر إلى الغرب فإنّه يضيف ساعات إضافية إلى يومنا، مما يساعد في التكيف مع التغيّر الزمني بصورة أسرع. ومن الجدير بالذكر أنّ السفر من الشمال إلى الجنوب يؤدي إلى الإصابة باضطربات أخرى تتعلق بالطقس وليس اضطراب الساعة البيولوجية فقط. [٢]


كيفية علاج اضطراب الساعة البيولوجية

إذا كان الفرد يسافر كثيرًا فيعرف أنّ اضطراب الساعة البيولوجية مؤقت ولا يحتاج إلى علاج منه؛ إذ تختفي العوارض خلال أيام، وبالرغم من ذلك فهناك بعض العلاجات الممكنة في حال تكرّر حدوث الاضطراب، ومنها: [٦]

  • الأدوية: تُستخدَم الأدوية التي تساعد في النوم؛ كالبينزوديازبينات وغيرها، والتي أثبتت فاعليّتها في تحسين نوعية النوم ومدّته، لكن يجب سؤال الطبيب عن الدواء المناسب.
  • العلاج بالضوء: واستخدام الضوء الاصطناعي بدلًا من ضوء الشمس الطبيعي بكميات منتظمة ومدروسة عبر الطبيب.
  • الطب البديل: من أمثلة العلاجات البديلة الميلاتونين، وهو من العلاجات التي أثبتت فاعليّتها في علاج اضطرابات النوم، لكن يجب الانتباه للوقت والجرعة المناسبة، والمريض يأخذ جرعة 0.5 مليغرام من الميلاتونين قبل النوم بنصف ساعة إلى أن يعتاد الجسم على التوقيت الجديد.


طرق الوقاية من اضطراب الساعة البيولوجية

حسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تُتّبَع بعض الخطوات للتقليل من احتمال حدوث اضطراب الساعة البيولوجية، وفي ما يأتي بعض منها: [٧]

  • قبل السفر:
    • أخذ قسط كافٍ من الراحة، وتناول الطعام الصحي، وشرب السوائل الكافية.
    • تدريب الجسم على توقيت البلد المراد الانتقال إليه إن أمكن؛ فإذا كان الفرد متجّهًا إلى الشرق فينصح بالنوم قبل ساعة أو ساعتين، والعكس في حال الذهاب إلى الغرب.
  • أثناء السفر:
    • الابتعاد عن الوجبات الدسمة ومصادر الكافيين.
    • شرب كمية وفيرة من الماء.
    • محاولة المشي في الطائرة خلال الرحلة إذا كانت طويلة.
  • بعد السفر:
    • تناول الوجبات في الوقت المناسب حسب توقيت المدينة.
    • شرب كمية جيدة من الماء، وتجنّب الكافيين حتى اعتياد الجسم على التوقيت.
    • قضاء بعض الوقات خارجًا، إذ تساعد أشعة الشمس الجسم في معرفة التوقيت.
    • جعل الاجتماعات والنشاطات في الوقت الذي يبدو فيه الفرد أكثر نشاطًا.


مضاعفات اضطراب الساعة البيولوجية

على الرغم من أنّ علامات الإصابة بالاضطراب بسيطة وقد لا تحتاج إلى مراجعة الطبيب، لكنّه قد يرتبط ببعض المخاطر عند بعضهم؛ مثل ما يأتي:[٣]

  • النساء اللواتي يسافرن كثيرًا يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية.
  • مرضى السكري الذين يتعالجون بإستخدام إبر الإنسولين عليهم تنظيم مواعيدها بناء على التوقيت الزمني الجديد.
  • عوارض القرحة المعدية تشتدّ خلال اضطراب الساعة البيولوجية؛ لأنّ المعدة تزيد من إفراز الأحماض عند موعد الوجبات.
  • احتمال حوادث السير يرتفع بسبب النعاس وعدم التركيز.


المراجع

  1. ^ أ ب "Jet lag disorder", mayoclinic, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Jet lag: What it is and how to beat it", medicalnewstoday, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Jet Lag", medbroadcast, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. "Jet Lag - Symptoms & Self Test", sleepeducation, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Jet Lag", medicinenet, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  6. "Jet lag disorder", mayoclinic, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  7. "Jet Lag", cdc, Retrieved 13-7-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×