ماذا يقصد بالعلاج الأسري؟

كتابة:
ماذا يقصد بالعلاج الأسري؟

ماذا يقصد بالعلاج الأسري؟

تُشكّل العائلات جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي في أي مجتمع، لذلك صلاحها يُعدّ لبنةً سليمةً لبناء مجتمع سليم، وفسادها يُعدّ الخطوة الأولى نحو فساد المجتمع، وغالبًا العلاقة بين أفراد الأسرة هي التي تُحدّد صلاح العائلة أو فسادها، ومن هنا جاءت فكرة العلاج الأسري الذي يُركّز على جميع أفراد العائلة بدلًا من فرد واحد فقط.[١][٢]

العلاج الأسري (Family therapy) هو أحد أنواع العلاج النفسي، يهدف إلى الحدّ من الصراعات والمشكلات بين أفراد العائلة، وتعزيز العلاقات بينهم من خلال تحسين أنظمة التفاعل بين أفراد الأسرة، وتوفير طريقة مناسبة لتنمية عائلة صحية وعملية والحفاظ عليها، بالإضافة إلى توفير طريقة مثالية للتعامل مع أحد أفراد العائلة الذين يعانون من الإدمان، أو مشكلة صحية، أو مشكلة نفسية. يتضمّن العلاج الأسري جلسات علاجيّةً متعدّدةً مع جميع أفراد الأسرة أو بعضهم، تُناقش خلالها جميع نقاط الصراع بينهم، مع التركيز على حل المشكلة بدلًا من التركيز على الأسباب.[١][٢]


ما أسباب اللجوء إلى العلاج الأسري؟

تُعاني العديد من العائلات من المشكلات والصراعات المستمرة في ما بينهم، مما يؤثر في علاقاتهم معًا، وقد ينتج من ذلك العديد من المشكلات الصحية والنفسية التي لا تُحمد عقباها، والعلاج النفسي يهدف إلى حل هذه النزاعات، وتحسين العلاقات بين الأفراد، ويُساعد في العديد من المشكلات العائلية، من ضمنها الآتي:[٣]

  • المشكلات المرافقة لحالات الانفصال والطلاق لكلّ من الزوجين والأبناء.
  • صعوبات العلاقة الزوجية، والمشكلات المستمرة بين الزوج والزوجة.
  • قضايا الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
  • صعوبات سلوك الطفل والمراهقين والبالغين، وتوضيح الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأبناء في مختلف الأعمار.
  • قضايا الأبوة والأمومة، وتحسين العلاقات بين كل من الأم والأب والأبناء، وحل النزاعات في ما بينهم.
  • الأمراض الجسدية والعجز لدى أحد أفراد العائلة، ومشاركة العائلة معلومات إضافية حول المرض وكيفية التعامل معه.
  • الاضطرابات النفسية أو المشكلات العقلية لدى أحد أفراد العائلة، كإيذاء النفس، والاكتئاب ما بعد الصدمة، وحالات الفصام، وغيرها، وتوضيح طرق التعامل معها، بالإضافة إلى إشراك الأطباء النفسيين المختصين بكل حالة؛ للمساعدة في تجاوز هذه المشكلة أو التقليل من أعراضها.
  • حالات فقدان الشهية أو الشَّرَه المرضي، واضطرابات الأكل الأخرى لدى أحد أفراد العائلة.
  • رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الدعم المناسب لهم ولجميع الأفراد في العائلة.
  • حالات الإدمان، وتعاطي المخدرات وشرب الكحول.
  • الصعوبات المتعلقة بالتقدّم بالعمر، وتغيرات دورة الحياة الأخرى.
  • مشكلات العنف الأسري، والاعتداءات ضمن العائلة.


كيف يتم الاستعداد للعلاج الأسري؟

من أهم الإجراءات التحضيرية للعلاج الأسري هو تقبّل جميع أفراد العائلة أو معظمهم المشاركة في العلاج، ووجود الرغبة التامة لديهم بذلك، ثمّ اختيار المعالج النفسي المختص والمرخّص وصاحب الخبرة في هذا المجال، وقبل تحديد مواعيد الجلسات مع الاختصاصي العلاجي يجب التأكد من ملائمة المعالج مع الأسرة، وذلك من خلال تحقيق المعايير الآتية التي تُساعد في تحديد إذا ما كان المعالج مناسبًا أم لا:[٢][٤]

  • خبرة المعالج ومهارته، وحصوله على برامج تدريبية خاصة بالعلاج الأسري.
  • خبرات المعالج تتناسب مع المشكلات والصراعات التي تواجهها العائلة.
  • موقع المعالج، وإمكانية وصول جميع أفراد العائلة إليه، وملائمة ساعات العمل في العيادة مع الحياة اليومية لجميع الأفراد الذين سيشاركون في العلاج.
  • الاستفسار عن مدّة الجلسات، وعددها المحتمل حسب مشكلات العائلة، وكيفية إجراء الجلسة، ومدّة الجلسة الواحدة.
  • الاستفسار عن الرسوم التي ستترتب على العائلة لكل جلسة وطريقة الدفع.


ما الذي يحدث خلال جلسة العلاج الأسري؟

قد تختلف إجراءات الجلسات تبعًا لوضع العائلة والمشكلات التي تُعاني منها، بالإضافة إلى توصيات الطبيب، والخطة العلاجية المناسبة، لكن في معظم الأحيان تتضمّن الجلسة العلاجية من جلسات العلاج الأسري ما يأتي:[٣][٥]

  • تحدّث المعالج المختص مع كل فرد من أفراد العائلة على حدة: لمساعدته في فهم ما يحدث، وفهم وجهة نظر كل فرد نحو المشكلات العائلية، وتحديد طريقة تفكيره وإدارته للأمور، وذلك عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة المحددة من قِبَل المعالج، بالإضافة إلى التأكد من أنّ جميع الأفراد في العائلة يريدون فعلًا حل المشكلات، والتغلّب على الصعوبات التي تواجههم، وفي بعض الأحيان يمكن البدء بالجلسات التشاركية من بداية العلاج.
  • وضع المعالج للخطة العلاجية المناسبة: بناءً على المعلومات التي استنتجها من لقائه مع جميع أفراد العائلة المشاركين في العلاج.
  • البدء بالجلسات التشاركية: التي تتضمّن حوارات مشتركةً مع المعالج بوجود جميع أفراد العائلة المشاركين، والتي عادةً تستغرق ما بين 50-90 دقيقةً، وغالبًا ما تكون هذه الجلسات مصمّمةً وفقًا لأعمار الأفراد المشاركين واحتياجاتهم وتفضيلاتهم، فمثلًا غالبًا ما تتضمّن الجلسات التي تشمل الأطفال اللعب والرسم، وأساليب الترفيه المحببة لهم.
  • تبدأ الجلسة التشاركية بالترحيب المناسب لأفراد العائلة: لتوفير الراحة والطمأنينة لهم.
  • البدء بالاستماع لكل من يرغب بالحديث من أفراد العائلة: مع ضرورة إعطاء فرصة الحديث لكل فرد مشارك في الجلسة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجلسات تُركّز على عدم الانحياز إلى جانب أو فرد من العائلة، أو إلقاء اللوم على أحدهم، وإنما تهدف إلى إشراك الجميع في تبادل الأفكار والآراء، وتوضيح هذه الأفكار، واستكشاف سبل المضي قُدمًا في تعديل هذه الآراء، وحل النزاعات الصغيرة، لتوضيح أسس العلاقات السليمة بين أفراد العائلة، وتخطّي الصراعات والمشكلات بسهولة دون التسبب بأي ضرر لأي فرد منهم، بالإضافة إلى المساعدة في وضع قوانين منزلية محددة يستطيع الجميع الالتزام بها.
  • إمكانية إشراك معالجين مختصين آخرين ضمن الجلسة العلاجية: إما عن طريق وجودهم المباشر في الجلسة، أو عن طريق متابعتهم لمجريات الجلسة من خلف حاجز أو شاشة خاصة، ومشاركة الأفكار والآراء في نهاية الجلسة.


كم مدّة العلاج الأسري؟

يتضمّن العلاج الأسري جلسات علاجية متعدّدة، وغالبًا ما يكون قصير المدى ولا يستغرق وقتًا طويلًا، وغالبًا ما تحتاج العائلة إلى حوالي 12 جلسةً تقريبًا، إلّا أنّ عدد مرات مقابلة المعالج وعدد الجلسات التشاركية قد تختلف؛ استنادًا إلى الوضع الخاص للعائلة، ومدى تجاوبهم مع العلاج، بالإضافة إلى المشكلات المحددة التي يُركّز عليها، وتوصيات المعالج.[٤][٥]


ما هي نتائج العلاج الأسري؟

لا تحلّ جلسات العلاج الأسري الخلافات والصراعات الأسرية أو تتخلّص من المواقف والذكريات المزعجة، لكنّها يمكن أن تُساعد أفراد العائلة في فهم بعضهم البعض بطريقة أفضل، وفهم وجهات النظر المختلفة، بالتالي النظر إلى الصراعات الأسرية من زوايا مختلفة، وتعزيز سبل التواصل في ما بينهم، كما يمكن توفير مهارات جديدة لقبول ما لا يمكن السيطرة عليه، والتكيّف مع المواقف الصعبة بطريقة أكثر فاعليّةً، وتعزيز التكيّف مع المرض، وقد يساعد هذا العلاج العائلة في تحقيق الإحساس بالمشاركة، وتحديد الأهداف الفردية والعائلية؛ لتوضيح خطّ مسير العائلة المستقبلي.[٢][٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Medical Definition of Family therapy", medicinenet, Retrieved 2020-8-4. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Family Interventions: Basic Principles and Techniques", ncbi, Retrieved 2020-8-4. Edited.
  3. ^ أ ب "Frequently asked questions", aft, Retrieved 2020-8-4. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Family therapy", mayoclinic, Retrieved 2020-8-4. Edited.
  5. ^ أ ب "What Is Family Therapy? ", webmd, Retrieved 2020-8-4. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×