الثّعلبة
تُعرَف أيضًا بالحاصّة البقعية، وهو مرض يتسبب في سقوط الشعر المفاجئ في بقعٍ صغيرة، التي يمكن أن تكون غير ملحوظة، ومع تطوّر المرض تصبح هذه البقع ملحوظة، ويحدث المرض عندما يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشّعر بسبب عدم تمييزه بين أنسجة الجسم والأجسام الغريبة، فيبدأ مهاجمة أنسجته كبصيلات الشعر، ولكنه لا يتسبّب بموتها، مما يؤدي إلى تساقط الشّعر. وقد تصيب الثّعلبة فروة الرّأس في بعض الحالات، أو الحاجبين، أو الرّموش، أو الوجه، وأجزاءً أخرى من الجسم[١].
أعراض الثّعلبة
تساقط الشّعر المفاجئ من أبرز أعراض داء الثّعلبة، إذ تبدأ بقع صلعاء خالية من الشّعر التشكّل خاصّة في فروة الرّأس، وقد يتأثّر أي موقع ينمو فيه الشّعر، بما في ذلك اللحية والرّموش والحاجبين.
يمكن أن يكون فقدان الشعر مفاجئًا، وقد يتطوّر خلال أيام أو على مدى بضعة أسابيع، وقد يشعر المُصاب بحكّة في المنطقة أو حرق قبل سقوط الشعر. لا تتدمّر بصيلات الشّعر وبالتالي يمكن أن ينمو الشّعر إذا انحسر التهاب الحويصلات، أمّا الأشخاص الذين يعانون بقعًا صغيرةً بسبب تساقط الشعر غالباً ما تكون لديهم القدرة على التّعافي تلقائيًا دون تلقّي أي شكل من أشكال العلاج.
قد يجد حوالي 30% من الأفراد المصابين بداء الثّعلبة أن حالتهم إما تصبح أكثر شمولاً لمناطق نمو الشّعر، أو تصبح حلقة مستمرّة من تساقط الشّعر وعودة نموّه. كما يُشفى حوالي نصف المصابين بداء الثعلبة في غضون عامٍ واحد، لكن العديد منهم قد يتعرّض للإصابة أكثر من مرة.
يمكن أن تؤثر الثّعلبة أيضًا في أظافر اليدين والقدمين، وفي بعض الأحيان تكون هذه التغيّرات هي العلامة الأولى على تفاقم الحالة، إضافةً لذلك هناك عدد من التغيّرات الصّغيرة التي يمكن أن تحدث للأظافر والشعر[٢]:
- ترقّق الأظافر وسهولة تكسّرها.
- ظهور بقع أو خطوط بيضاء على سطح الأظفر.
- خشونة الأظافر.
- البهتان.
- بقع صلعاء صغيرة: تتخذّ هذه البقع عدّة أشكال حسب نمو الشّعر، التي قد تكون في شكل علامة تعجّب يتضيّق على طول ضفيرة الشّعر، أو مستديرة، أو بيضاوية، ويكون الجلد في هذه البقع ظاهرًا للسطح وطبيعي المظهر.
- عدم اكتمال نمو الشّعر: ذلك يعني تساقط الشّعر قبل الوصول إلى سطح الجلد.
- ظهور الشعر الأبيض: قد ينمو هذا الشّعر في المناطق المتضرّرة من تساقط الشعر.
أسباب الثّعلبة
داء الثّعلبة هو مرض مناعي ذاتي غير معدٍ، يتطوّر عندما يُخطِئ الجهاز المناعي في التمييز بين الخلايا السّليمة و الخلايا الغريبة، إذ عادةً ما يُدافِع الجهاز المناعي عن الجسم ضد الأجسام الغريبة، مثل: الفيروسات والبكتيريا.
ففي حال الإصابة بداء الثّعلبة، فإن الجهاز المناعي يُهاجِم خطأً بصيلات الشّعر، وهي النتوء التي ينمو منها الشّعر، فتصبح البصيلات أصغر وتتوقف عن إنتاج الشّعر، مما يؤدي إلى تساقطه.
ما زال الباحثون يجهلون السبب الذي يدفع الجهاز المناعي إلى مهاجمة بصيلات الشعر؛ لذلك فإن السّبب الدقيق لهذا المرض مجهولٌ حتى الآن.
ورغم ذلك، يوجد عدد من عوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة بداء الثّعلبة، إذ إنه يحدث في معظم الأحيان لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض المناعة الذّاتية الأخرى، مثل: مرض السّكري من النوع الأول، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وهذا يدفع بعض دارسي علم الوراثة يظنون أن الجينات لها دورٌ في حدوث داء الثعلبة، وأنه يوجد عدد من العوامل النفسية التي تزيد فرص الإصابة بالثّعلبة مثل، فقدان أحد الأقارب[١].
علاج الثّعلبة
لا يمكن علاج داء الثّعلبة في الحالات الخفيفة من تساقط الشعر، لذلك من الواجب مراقبة تطوّر المرض، ففي بعض الحالات قد تتقلّص أماكن تساقط الشّعر ذاتيًا، أمّا في حالة كانت الإصابة بتساقط الشّعر شديدة، تُجرَّب عدد من العلاجات التي قد تساعد في إعادة نمو الشّعر، ومن هذه العلاجات ما يأتي[٣]:
- الستيرويدات القشرية: هي أدوية مضادة للالتهابات، تُوصَف لأمراض المناعة الذَاتية، تُعطى عبر حقن في فروة الرأس في مناطق فقدان الشّعر القليلة أو مناطق فقدان شعر الحاجبين. ويمكن أيضًا أن تُعطَى في شكل أدوية فموية، أو كريمات، أو جل، أو رغوات توضع على جلد المناطق المتضرّرة، لكن استعمال هذه الأدوية قد يستغرق وقتًا طويلاً لملاحظة النّتائج.
- العلاج المناعي الموضعي: يُستخدم هذا النوع من العلاجات عندما يكون تساقط الشّعر شديدًا، أو توجد مناطق كثيرة تنتج بسببه، أو تكرر حدوثه أكثر من مرة. تُطبَّق هذه الأدوية على فروة الرأس؛ لإحداث رد فعل تحسسي، فإذا حدث ذلك سوف ينمو الشّعر مرة أخرى، ومن آثاره الجانبية حدوث طفح جلدي يثير الحكّة، وعادة ما يتكرّر إعطاء هذا العلاج عدّة مرات لتعزيز نمو الشعر الجديد.
- مينوكسيديل: هو أحد العلاجات الموضعية التي تُوضَع على فروة الرأس، ويُستخدَم للصّلع، يستغرق العلاج به حوالي 12 أسبوعًا قبل ملاحظة نمو الشّعر الجديد، ويُصاب بعض مستخدميه بخيبة أمل في النتائج التي قد لا تفلح معهم.
المراجع
- ^ أ ب "What Is Alopecia Areata and How Do I Treat It?", www.healthline.com, Retrieved 1-02-2019.
- ↑ "What's to know about alopecia areata?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1-02-2019. Edited.
- ↑ "What Is Alopecia Areata?", www.webmd.com, Retrieved 1-02-2019. Edited.