محتويات
مبطلات الصيام للمتزوجين
الصيام عبادة عظيمة، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، جاءت لتحقيق التقوى، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[١]
فعبادة الصيام لها أحكامٌ عامَّة تجعلها تامَّة صحيحة، ولا بُدَّ من البُعد عن كُلِّ ما قد يُؤدي إلى فساد هذه العبادة، سواء كان ذلك الأكل والشرب في أثناء الصيام، أو تناول الإبر المُغذيَّة، وفيما يأتي غير ذلك من مبطلاتٍ خاصَّة للمتزوجين:
الجماع
يقُصد بالجماع: هو إيلاج قُبُلِ الزوج في قُبل زوجته، حتَّى تغيب حشفَتَه بأكملها سواء أنزل أم لم يُنزل، طائعاً مختاراً؛ فمتى جامع الرجل زوجته وهو صائم فقد بَطُلَ صيامه؛[٢] ودليل ذلك ما يأتي:[٢]
- قوله -تعالى- في كتابه العزيز: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ).[٣]
(فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).[٣][٢]
- ثبتت حرمة ذلك في السُّنة أيضًا، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (بينما نحن جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال: مالك؟، قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم)،[٤]والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد أقرَّ بذنب هذا الرجل؛ وذلك لوقوعه على زوجته.
- نُقل عن الإجماع أيضًا حُرمة ذلك، يقول ابن المنذر -رحمه الله-: "ولم يختلف أهل العلم أنَّ الله -عزَّ وجلّ- حرَّم على الصائم في نهار الصوم الرَّفث؛ وهو الجماع، والأكل والشرب".
كفَّارة الجماع للصائم
لا بُدَّ للمسلم أن يحرص كُلّ الحرص عن البُعد عن الجماع، ومقدماته في أثناء صيامه، لكن لو حصل ذلك وقد واقع رجلٌ زوجته وهو صائم، فكفارته مبنيَّة على السؤال القائم: هل جِماعهُ كان في نهار رمضان؟ أم في صيام يومٍ غير رمضان؟ وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان
وكان مختارًا غير مُكره على ذلك وكان عاقلًا مُكلَّفًا غير مُخطئ؛ فإنّه آثم وقد ارتكب إثمًا عظيمًا؛ لانتهاكه حرمة الشهر وبذلك قد فسد صومه، وعليه المسارعة إلى التوبة، وعليه إتمام صيام ذلك اليوم، وأداء الكفَّارة المُغلَّظة، وهيَ عتقُ رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا.[٥]
- أمَّا إذا كان الجماع في صيام غير نهار رمضان، فإنَّه قد ارتكب إثمًا وعليه التوبة على رأي بعض أهل العلم، ويكون بذلك قد فسد صومه؛ وعليه إتمام صيام ذلك اليوم ولا كفارة عليه.[٦]
التقبيل والمُداعبة بقصد الإنزال
إذا قبَّل الرجل زوجته وداعبها ونزل منه المني، وكان ذلك في نهار رمضان، فإنَّه قد أفطر وعليه قضاء ذلك اليوم فقط، أمَّا إذا لم يُنزل فلا شيء عليه؛ أمَّا لو أنزل وكان ذلك في صيام النافلة فلا شيء عليه.[٧]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:183
- ^ أ ب ت سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 168. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية:187
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1936، صحيح.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 510. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، كتاب فصول في الصيام والتراويح والزكاة، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 175. بتصرّف.