متلازمة الجمال النائم

كتابة:
متلازمة الجمال النائم


ما هي متلازمة الجمال النائم؟

يعاني بعض الأشخاص من فترات يستغرق فيها بالنوم لفترات متكررة تصل إلى 20 ساعة متواصلة، وعادةً ما يصاب بها الذكور بنسبة تصل إلى 70% من الحالات تحت اضطراب يطلق عليه الناس متلازمة الجمال النائم أو ما يعرف طبيًا بمتلازمة كلاين ليفين (Kleine-Levin Syndrome)، وتندرج هذه الحالة تحت اضطرابات فرط النوم والتي تعدّ من الحالات النادرة التي تؤثر في البشر، وقد يختلط الأمر مع حالة أخرى تندرج ضمن اضطرابات فرط النوم ألا وهي فرط النوم المرتبط بالدورة الشهرية (Menstrual-related hypersomnia)، والتي يتمركز حدوثها لأسبوع حول فترة الدروة الشهرية وتعاني فيه المرأة من فرط النوم، بينما تحدث متلازمة الجمال النائم في أي وقت وضمن فترات متكررة ولكن يمكن عكس تأثيرها، كما أنّ هذه المتلازمة تؤثر في الصحة العقلية لدى المصاب وتسبب ظهور أعراض مرتبطة بذلك.[١][٢]



كيف استدل على إصابتي بمتلازمة الجمال النائم؟

ذكرنا في المقدمة أنّ المرء المصاب بحالة متلازمة الجمال النائم يعاني من فترات ينام بها لفترة قد تصل إلى 20 ساعة باليوم، وقبل بدء هذه المراحل أو الفترات من فرط النوم قد يعاني المصاب من عدوى تصيب الجهاز التنفسي العلوي قبل بدء هذه الفترات، وقد تستمر هذه الفترات أو المراحل إلى عدة أيام وقد تصل إلى عدة أسابيع، ولا يتوقف الأمر على النوم المفرط فقد يعاني المصاب من ظهور أعراض أخرى وتغيرات في تصرفاته خلال هذه المراحل، وفي ما يأتي أبرز هذه التغيرات:[٣][٤]

  • تظهر اضطرابات سلوكية خلال فترات النوم المفرط، مثل فرط الأكل وزيادة في تناول الطعام، والهيجان، والهلوسة، والتصرُّف كالأطفال، وفرط في الدافع الجنسي بشكلٍ غير طبيعي، والهلوسة.
  • تكون رغبة المصابين بمتلازمة الجمال النائم بالنوم شديدة ولا يستطيعون مقاومة هذه الرغبة، ويواجهون صعوبة شديدة في الاستيقاظ صباحًا.
  • يستيقظ المصابون بمتلازمة الجمال النائم فقط للذهاب إلى المرحاض وقضاء حاجتهم، ولتناول الطعام ويعودون للنوم من جديد.
  • يعاني المصابون من التعب والإرهاق الشديد خلال فترات فرط النوم.
  • لا يعاني المصابون بها من أي مشاكل بعد انتهاء فترة فرط النوم، ويكونوا قادرين على ممارسة أنشطتهم دون وجود أي موانع.



ما أسباب الإصابة بمتلازمة الجمال النائم؟

في الحقيقة لم يحدد الأطباء سبب محدد لإصابة الشخص بملازمة الجمال النائم، إذ يعتقدون بوجود ارتباط بين العوامل النفسية والعقلية وفرصة الإصابة بهذه المتلازمة، لذلك توجد عدة نظريات مبنية على الحالات التي تم دراساتها، والتي يمكن بيانها في ما يأتي:[٤][٢]

  • تعرُّض غدة تحت المهاد (Hypothalamus) (غدة مسؤولة عن تنظيم كل من النوم والشهية ودرجة حرارة الجسم والعديد من الوظائف في الجسم) لإصابة مما نجم عنها اختلال في هذه الوظائف وتسببت بظهور متلازمة الجمال النائم، وتتضمن الإصابات السقوط على الرأس أو تعرُّض الرأس لضربة مباشرة، ولكن لا يزال الأمر قيد البحث لتأكيد هذا الارتباط.
  • الاعتقاد بأنّ للعوامل الجينية والوراثية دور في الإصابة بمتلازمة الجمال النائم، فقد لاحظ العلماء أنّ هذه المتلازمة قد تتواجد في عدة أفراد من نفس العائلة.
  • الاعتقاد بأنّها من اضطرابات المناعة الذاتية (أي أنّ جهاز المناعة يهاجم الخلايا السليمة عن طريق الخطأ مما يتسبب بإحداث ضرر على الجسم)، وظهر هذا الاعتقاد نتيجة ملاحظة ظهور متلازمة الجمال النائم بعد إصابة المرء بعدوى كالإنفلونزا، والذي من شأنّه أنّ يسلط الضوء على اضطرابات المناعة الذاتية.



كيف يشخص الطبيب متلازمة الجمال النائم؟

متلازمة الجمال النائم اضطراب يصعب تشخيصه؛ لأنه يترافق مع ظهور أعراض نفسية، فبعض المرضى المصابين بهذه المتلازمة يمكن تشخيصهم كمصابين بالاضطرابات النفسية بالخطأ، ونتيجةً لذلك يمكن أن يستغرق تشخيص هذه المتلازمة ما يقارب الأربع سنوات حتى يحصل المريض على تشخيص دقيق، وتأكيد لإصابته بمتلازمة الجمال النائم، لأن عملية التشخيص تعدّ عملية استبعاد، إذ لا يوجد فحص أو اختبار واحد لمساعدة الطبيب في تأكيد الإصابة بهذه المتلازمة.

قد يجري الطبيب سلسلةً من الفحوصات لأي أمراض محتملة أخرى، إذ يمكن لأعراض متلازمة الجمال النائم أن تتشابه مع أعراض اضطرابات أو أمراض أخرى ومن خلال ذلك يكتشف الطبيب أنّ المرء مصاب بمتلازمة الجمال النائم، على سبيل المثال النوم لساعات مفرطة قد يشير غلى إصابة المرء بالاكتئاب وبذلك تتشابه الحالتين بهذا العرض، وحينها يخضع المصاب لتقييم الحالة العقلية للمصاب، وقد يخضع أيضًا إلى بعض الفحوصات السريرية وفحوصات تتضمن فحص الدم، ودراسة نوم المريض، وفحوصات التّصوير، مثل: التّصوير المقطعي المحوسب، والتّصوير بالرنين المغناطيسي للرأس، وذلك للتحقّق من عدم وجود الحالات الآتية واستبعادها: [٤]

  • السكري.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • الأورام.
  • الاكتئاب.
  • الاضطرابات المزاجية الأخرى.
  • الالتهابات.
  • العدوى.
  • اضطرابات النوم الأخرى.
  • الأمراض العصبية الأخرى، مثل التصلب المتعدد.
  • الأمراض العقلية الأخرى.



ما هي طرق علاج متلازمة الجمال النائم؟

لا يوجد علاج محدد وفعّال لمتلازمة الجمال النائم، إذ عادةّ ما يطلب الطبيب من المصاب بمراقبة حالته في المنزل، وإخباره عن تداعيات الحالة ومدى تأثيره عليه قبل اللجوء إلى أي علاج دوائي، وعادةً ما يحاول الأطباء الفصل بين هذه المتلازمة وبين حالات مرضية أخرى يختلف علاجها تمامًا عن هذه المتلازمة، ومن الأمثلة على هذه الحالات هي حالات الاكتئاب المتكرر، وأي اعتلال يصيب الدماغ، والذهان، كما ذكرنا في المقدمة ارتباط فرط النوم بالحيض، إذ يعالج الأطباء هذه الحالة ببعضموانع الحمل تحت إشرافهم.

قد يلجأ الأطباء لوصف الأدوية المحفزة كالأمفيتامين (Amphetamines)، وميثيل فندات (Methylphenidate)، ومودافينيل (modafinil) لتحسين فرط النوم، ولكن قد تسبب بعض الأعراض الجانبية غير المرغوب بها كالهيجان، كما أنّها لا تساعد على تحسين السلوكيات المطربة لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.[١]



كيف يمكن التعايش مع متلازمة الجمال النائم؟

نظرًا لأنّ هذه المتلازمة تتمحوُّر على فترات من فرط النوم، والاضطرابات والأعراض التي تؤثر في سير الحياة، فقد يعاني المصاب من مشكلة في أداء وظائفه لكسب العيش، والذهاب للدراسة، وعلاقاته الاجتماعية مع من حوله، كما قد يعاني من زيادة في الوزن نتيجة فرط الرغبة بتناول الطعام، ويعدّ الحل الأمثل للتعايش مع هذه الحالة هو استشارة الطبيب لتحديد الفترات والمراحل التي تصيب المرء بفرط النوم، وبذلك التكيُّف معها وإخبار المقربين بها لكي يكونوا عونًا للمصاب خلالها.[٤][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Kleine-Levin Syndrome Information Page", ninds, 27/3/2019, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "recurrent hypersomnia", stanfordhealthcare, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  3. "Kleine Levin syndrome", rarediseases, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "kleine levin syndrome", healthline, Retrieved 9/4/2021. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×