محتويات
ما هي متلازمة شيهان؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ ما علاقتها بالحمل والولادة؟ وهل من الممكن علاجها؟ معلومات هامة نوردها في المقال الآتي.
سوف نعرفك في ما يأتي على متلازمة شيهان (Sheehan syndrome) والتي تعرف طبيًّا بعدة أسماء أخرى، مثل: النخر النخامي التالي للولادة (Postpartum pituitary necrosis)، وقصور النخامية التالي للولادة (Postpartum hypopituitarism)، ومتلازمة قصور النخامية (Hypopituitarism syndrome)، والقصور النخامي الشامل التالي للولادة (Postpartum panhypopituitarism).
ما المقصود بمتلازمة شيهان؟
متلازمة شيهان هي مشكلة صحية قد تنشأ نتيجة إصابة المرأة بنزيف رحمي حاد وخطير أثناء الولادة أو بعدها مباشرة أو نتيجة إصابتها بهبوط حاد في ضغط الدم قبل أو أثناء الولادة، وهما عاملان قد يسببا موت أنسجة الغدة النخامية. تعد متلازمة شيهان نوعًا من أنواع حالة قصور النخامية (Hypopituitarism).
عند نشأة متلازمة شيهان تتوقف الغدة النخامية عن إنتاج كميات كافية من هرمونات الغدة النخامية، مما قد يؤدي لظهور العديد من المضاعفات الصحية. قد لا تبدأ أعراض متلازمة شيهان بالظهور مباشرة بعد الولادة، بل قد تستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات بعد حصول العامل المسبب لها لتبدأ بالظهور.
تعد متلازمة شيهان مشكلة صحية غير شائعة في الدول التي تمتلك أنظمة صحية متطورة قادرة على توفير العناية الصحية اللازمة للحامل قبل وأثناء الولادة، وهي أكثر شيوعًا في الدول التي قد تكون نظم الرعاية الصحية فيها أقل تطورًا.
بعد نشأة متلازمة شيهان، قد تحتاج المرأة للخضوع لعلاجات معينة لمدى الحياة. إذا لم تحصل المريضة على العلاج، قد تسبب متلازمة شيهان الوفاة.
أسباب متلازمة شيهان
نتيجة لارتفاع مستويات الاستروجين أثناء الحمل قد تتضخم الغدة النخامية، وتضخم الغدة النخامية يجعلها بحاجة لكميات كبيرة من الدماء حتى تتمكن من أداء وظائفها.
ولكن وعند إصابة الحامل بهبوط شديد في ضغط الدم أو بنزيف حاد سواء قبل الولادة أو أثناءها، قد يؤدي هذا لحصول نقص حاد في كمية الدم المتدفقة إلى الغدة النخامية، مما قد يؤدي لموت بعض أنسجتها، لا سيما الأنسجة المسؤولة عن إنتاج بعض هرمونات الجسم الهامة، مما قد يخل بقدرة هذه الغدة على القيام بوظائفها الطبيعية.
تلعب الغدة النخامية دورًا هامًّا في الجسم، إذ تدخل في عمليات إنتاج العديد من الهرمونات الهامة لتنظيم مختلف وظائف الجسم، مثل:
- الهرمون المنبه للدرقية (Thyroid-stimulating hormone -TSH)، وهو هرمون هام لتنظيم عمليات الأيض.
- الهرمون المنبه للجريب (Follicle-stimulating hormone -FSH)، وهو هرمون هام لعمليات التبويض.
- هرمون البرولاكتين (Prolactin)، وهو الهرمون المسؤول عن تطور أنسجة الثدي وإدرار حليب الثدي.
- هرمونات أخرى، مثل: هرمون النمو، والهرمون الملوتن.
وعند تدني الهرمونات التي تدخل الغدة النخامية في عمليات إنتاجها في الجسم، فإن هذا قد يؤدي لنشأة مضاعفات صحية عديدة.
-
عوامل الخطر
هذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص إصابة المرأة بمضاعفات الحمل والولادة، مثل النزيف، والتي قد تؤدي لتحفيز نشأة متلازمة شيهان:
- الحمل بتوائم.
- الإصابة بمشكلات في المشيمة.
أعراض متلازمة شيهان
في بعض الحالات قد لا تتسبب متلازمة شيهان إلا بظهور أعراض فورية طفيفة، مثل توقف إنتاج حليب الثدي لدى المرأة المرضعة بعد الولادة، ولكن غالبًا لا تظهر الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة إلا بوتيرة بطيئة، وقد تستغرق فترة طويلة تتراوح بين عدة أشهر وعدة سنوات.
هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على المرأة المصابة بمتلازمة شيهان:
- مشكلات متعلقة بالرضاعة وإنتاج حليب الثدي، إذ قد لا ينتج الثدي أي كمية من الحليب خلال فترة الرضاعة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الدورة الشهرية.
- فقدان الشعر من بعض مناطق الجسم، مثل منطقة العانة ومنطقة أسفل الإبط أو توقف الشعر في هذه الأماكن عن النمو بعد حلاقته.
- هبوط ضغط الدم.
- هبوط مستويات سكر الدم.
- تقلص حجم الثدي.
- عدم انتظام نبض القلب.
- أعراض أخرى، مثل: جفاف البشرة، والشيخوخة المبكرة، وفقدان الوزن، والتعب.
كما قد تتسبب متلازمة شيهان أحيانًا بتحفيز ظهور أعراض ومضاعفات صحية خطيرة، مثل: فشل القلب الاحتقاني، وتغييرات ذهنية حادة.
من الوارد أن لا تظهر أية أعراض على المرأة المصابة بمتلازمة شيهان، وذلك تبعًا لحجم الضرر الحاصل في أنسجة الغدة النخامية لديها.
تشخيص متلازمة شيهان
هذه بعض الفحوصات التي قد تساعد على تشخيص متلازمة شيهان:
- فحوصات دم تهدف لقياس مستويات بعض الهرمونات في الجسم.
- تصوير منطقة الرأس بتقنية الرنين المغناطيسي لاستبعاد الإصابة ببعض المشكلات الصحية الأخرى.
- فحص جسدي للمريضة، ومقارنة الأعراض الظاهرة لديها بأعراض متلازمة شيهان.
قد يكون من الصعب تشخيص متلازمة شيهان، لا سيما وأن الأعراض المرتبطة بها قد تظهر متأخرة بعد الولادة بفترة طويلة.
علاج متلازمة شيهان
لعلاج متلازمة شيهان قد تحتاج المرأة للخضوع لعلاج الهرمون التعويضي (Hormone replacement therapy) لفترة طويلة. غالبًا ما يتضمن هذا العلاج تعويض الجسم عن النقص الحاصل في هرمونات عديدة، مثل:
- البروجسترون والإستروجين، وقد يتعين على المرأة الاستمرار بأخذهما حتى تبلغ سن انقطاع الطمث على الأقل.
- هرمونات الغدة الدرقية وهرمونات الغدد الكظرية، هذه قد تحتاج المرأة المصابة لأخذها لمدة الحياة.