متلازمة ما بعد الصدمة

كتابة:
متلازمة ما بعد الصدمة

الصدمة

متلازمة ما بعد الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)، تدل جميع هذه المسميات على حالة صحية واحدة، وهي حالة صحية عقلية تنجم عن حدث مرعب أو خوف شديد مر به الشخص أو شهد حدوثه، وتشمل أعراض هذا الاضطراب تذكر الحدث الذي حصل، والكوابيس، والقلق الشديد، بالإضافة إلى الأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها حول الحدث، وقد يواجه الأشخاص الذين يمرون بأحداث مؤلمة صعوبات مؤقتة في التكيف والتأقلم، ولكن مع مرور الوقت والعناية الجيدة بالنفس يمكن أن تتحسن حالتهم، أما إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة لأشهر أو سنوات وتداخلت مع حياة الشخص اليومية، ويمكن القول أن الشخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، ويكون الحصول على علاج فعال أمر بالغ الأهمية لتقليل الأعراض وتحسين حياة المريض. [١]


الأشخاص الأكثر عرضة لمتلازمة ما بعد الصدمة

تتطور متلازمة ما بعد الصدمة حصريًّا عند المرور بحدث أو صدمة شديدة، مثل التعرض لحادث خطير، أوالتعرض للاغتصاب، أو التعرض لاعتداء يهدد الحياة، أو التعرض للتعذيب، أو رؤية شخص يُقتل، ومع ذلك قد تظهر أعراض مشابهة لأعراض متلازمة ما بعد الصدمة لدى بعض الأشخاص عند التعرض لأحداث مؤلمة ولكن أقل حدة، ووجدت دراسة أن ما يقارب 3 من كل 100 شخص قد عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة من مراحل حياتهم، ولكن هناك مجموعات من الناس يمكن أن تكون متلازمة ما بعد الصدمة أكثر شيوعًا بينهم، ومن هذه المجموعات:[٢]

  • رجال الإطفاء.
  • المراهقون الناجون من حوادث السيارات الخطيرة.
  • ضحايا الاغتصاب من الإناث.
  • أسرى الحرب.


أعراض متلازمة ما بعد الصدمة

تتطور أعراض متلازمة ما بعد الصدمة عادةً بعد وقوع الحادث بشهر، ولكن في حالات قليلة تتأخر الأعراض في الظهور لبضع أشهر أو سنوات، وتؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية للمريض، وتختلف نوعية الأعراض لمتلازمة ما بعد الصدمة بين الأفراد، ولكنها تندرج تحت الفئات الآتية:[٣]

  • إعادة التجربة: هي أكثر أعراض متلازمة ما بعد الصدمة شيوعًا، وتتمثل في استعادة الشخص بشكل لا إرادي للحدث الصادم على شكل ذكريات، أو صور، أو كوابيس، أو أحاسيس متكررة من الألم الجسدي مثل التعرق أو الشعور بالغثيان أو الارتعاش، وبعض المرضى تراودهم أفكار سلبية مستمرة عن الحدث، مثل تساؤلهم دائمًا عن سبب وقوع الحدث، أو إذا كان بإمكانهم وقف الحدث، مما قد يؤدي إلى الشعور بالذنب والعار.
  • التجنب والتخدير العاطفي: إن محاولة تجنب تذكر الحدث الصادم هو عرض رئيسي آخر من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وعادة ما يظهر العرض على شكل تجنب المريض للأشخاص أو الأماكن التي تذكره بالصدمة، أو تجنب التحدث إلى أي شخص عن التجربة التي خاضها، ويحاول العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أن يخرجوا ذكريات الحدث من أذهانهم، وغالبًا ما يشغلون أنفسهم بالعمل والهوايات، والبعض الآخر يتعاملون مع مشاعرهم عن طريق عدم الشعور بأي شيء اتجاه الحدث، وهذا ما يعرف باسم الذهنية العاطفية، مما يؤدي إلى أن يصبح الشخص منعزلًا.
  • فرط التوتر: قد يكون الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة شديد القلق، ويجد صعوبة في الاسترخاء، وغالبًا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من فرط اليقظة والتنبه، وفرط الحركة، والتهيج، والغضب، ومشاكل النوم، والدخول السريع في العراكات والمشاحنات.
  • مشاكل أُخرى: يعاني العديد من الأشخاص الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة من عدد من المشاكل، بما في ذلك مشاكل الصحة العقلية، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو الرهاب، أو إيذاء النفس مثل استخدام المخدرات، وقد تظهر لديهم أعراض جسدية كالصداع والدوخة والآم الصدر والآم المعدة غير المبررة.


أعراض متلازمة ما بعد الصدمة لدى الأطفال

يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون من ردود فعل أو صدمة شديدة نتيجة للحدث الصادم، ولكن قد لا تكون الأعراض لديهم مماثلة للأعراض لدى البالغين، وتشمل الأعراض لدى الأطفال ما يأتي:[٤]

  • بلل السرير بعد تعلم كيفية استخدام المرحاض.
  • نسيان طريقة التحدث.
  • تمثيل الحدث المخيف الذي تعرضوا له أثناء اللعب.
  • التعلق بأحد الوالدين أو أحد البالغين تعلّقًا غير عادي.


عوامل تزيد من نسبة التعرض لمتلازمة ما بعد الصدمة

هناك الكثير من العوامل والأحداث التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة لتطوير متلازمة ما بعد الصدمة، مثل الحرائق والكوارث الطبيعية والاختطاف، وغيرها من الأحداث البالغة الخطورة أو التي تهدد الحياة، ومن هذه العوامل ما يأتي: [١]

  • التعرض لصدمة حادة أو طويلة الأمد.
  • التعرض لصدمة حادة في الطفولة، مثل سوء معاملة الأطفال.
  • العمل في وظيفة تزيد من خطر التعرض للأحداث المؤلمة مثل أفراد الدفاع المدني والإسعاف.
  • وجود مشاكل صحية عقلية مثل القلق أو الاكتئاب.
  • الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
  • الافتقار إلى الدعم من العائلة أو الأصدقاء.
  • وجود وراثة عائلية من الأمراض العقلية.
  • التعرض للعنف الجسدي في مرحلة الطفولة.
  • التعرض للعنف الجسدي أو الاعتداء الجنسي في أي مرحلة من مراحل العمر.
  • التعرض للتهديد بالسلاح.


المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (6-7-2018), "Post-traumatic stress disorder (PTSD)"، mayoclinic.
  2. Dr Laurence Knott, "Post-traumatic Stress Disorder"، patient, Retrieved 9-8-2017.
  3. "Post-traumatic stress disorder (PTSD)", nhs, Retrieved 27-9-2018.
  4. "Post-Traumatic Stress Disorder", National Institute of Mental Health, Retrieved 2-2016.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×