محتويات
ما هي متلازمة مالوري فايس؟ هل هي مشكلة صحية خطيرة؟ ما هي مسبباتها وما هي أعراضها؟ معلومات وتفاصيل هامة تنتظركم في هذا المقال.
فلنتعرف في ما يأتي على متلازمة مالوري فايس (Mallory-Weiss syndrome) وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بها:
ما هي متلازمة مالوري فايس؟
متلازمة مالوري فايس هي حالة مرضية تعد أحد أكثر أسباب نزيف القناة الهضمية شيوعًا، لا سيما النزيف الحاد الذي قد يحصل في الجزء العلوي من القناة الهضمية.
أحد أبرز أعراض هذه المتلازمة هو إصابة المريض بتمزقات طولية مخاطية في الجزء العلوي من القناة الهضمية، وهذه التمزقات غالبًا ما تتركز على وجه التحديد في المنطقة التي تصل بين المعدة والمريء أو ما يعرف باسم التقاطع المعدي المريئي (Gastroesophageal junction).
في بعض الحالات قد يمتد التمزق الحاصل ليطال أجزاء أخرى من القناة الهضمية، فمن الممكن أن يمتد لتصل مناطق مثل منتصف أو أسفل المريء وأجزاء من المعدة، ولكن غالبًا لا يتجاوز طول التمزق أكثر من 2-4 سنتمترات، كما من الشائع أن يكون المريض مصابًا بتمزق واحد فقط لا أكثر.
في العديد من الحالات قد يتوقف النزيف الناتج عن الإصابة بهذه المتلازمة تلقائيًّا، ولكن وفي ما نسبته 10% من المرضى من الممكن أن يكون النزيف الحاصل حادًّا، مما قد يستدعي تدخلًا طبيًّا مستعجلًا.
كيف تنشأ متلازمة مالوري فايس؟
لم يتمكن العلماء حتى يومنا هذا من تحديد سب دقيق وواضح للآلية التي تتشكل فيها التمزقات المرافقة لهذه المتلازمة، ولكن يرجح العلماء أن الزيادة المفاجئة للضغط في داخل البطن، نتيجة أمور، مثل إجبار النفس على التقيؤ، قد تدفع بعض محتويات المعدة لتصعد إلى المريء، وهذا الضغط المتزايد للمكونات التي اندفعت فجأة للمريء هو ما قد يسبب حصول تمزقات في الأغشية المخاطية المبطنة للمريء.
قد تزداد التمزقات المذكورة عمقًا حتى تصل إلى بعض الأوعية الدموية الموجودة في الأنسجة تحت المخاطية (Submucosal)، ومع تمزق هذه الأوعية قد ينشأ نزيف في المنطقة العلوية من القناة الهضمية.
أسباب متلازمة مالوري فايس وعوامل الخطر
هذه بعض العوامل والأسباب التي قد ترفع من فرص الإصابة بهذه المشكلة الصحية:
1. السعال المزمن أو الحاد
والذي قد يرافق بعض الحالات المرضية، مثل: سرطان الرئة، والتهاب القصبات (Bronchitis)، والسعال الديكي (Whooping cough)، والداء المسد الرئوي المزمن (Chronic obstructive pulmonary disease).
2. النوبات المتكررة والمطولة من التقيؤ أو محاولة التقيؤ (Retching)
والتي قد ترتبط بالخضوع للعلاج الكيميائي أو بالإصابة بأمراض، مثل: التهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis)، والتهاب الكبد، والشقيقة، وانسدادات القناة الهضمية، والنهام العصبي (Bulimia).
3. مشكلات صحية أخرى
مثل: الفتق الحجابي (Hiatus hernia)، والتعرض لإصابات في منطقة البطن.
4. أسباب أخرى
مثل: النوبات المتكررة والمطولة من الحازوقة، والإفراط في شرب المواد الكحولية، وتناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأسبرين.
أحيانًا، قد لا يتمكن الأطباء من التوصل لسبب واضح ودقيق لمتلازمة مالوري فايس.
أعراض متلازمة مالوري فايس
هذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بمتلازمة مالوري فايس:
- قيء دموي (Hematemesis) قد يسبقه قيء عادي ومتكرر في البداية.
- ألم في منطقة أسفل الصدر أو آلام في البطن أو الظهر.
- إخراج فضلات سوداء اللون ولزجة لا سيما بعد نوبات التقيؤ أو السعال.
- مشكلات في ديناميكا الدم والدورة الدموية في بعض الحالات التي قد يرافقها نزيف حاد من القناة الهضمية.
ولكن يجب التنويه إلى أنه وفي بعض الحالات الطفيفة من المرض قد لا تظهر أية أعراض تذكر على الشخص المصاب، ولكن من الشائع أن تتسبب غالبية الحالات بقيء دموي تتراوح حدته بين الطفيف والحاد.
تشخيص متلازمة مالوري فايس
هذه هي الإجراءات والتدابير الطبية التي قد يعتمدها الطبيب لتشخيص الإصابة بالمرض:
1. تحري الأعراض الظاهرة على المريض وتاريخه الطبي
إذ غالبًا ما يتضمن تاريخ مرضى هذه المتلازمة الطبي خروج قيء دموي بعد بضعة مرات من قيام المريض بإخراج قيء عادي لا دم فيه.
2. عملية التنظير (Endoscopy) للمنطقة العلوية من القناة الهضمية
وهو إجراء طبي تشخيصي ومن الممكن كذلك أن يكون علاجيًّا في بعض الحالات، حيث قد يستعين الطبيب به لإدخال أداة خاصة قد تغلق التمزق وتوقف النزيف الحاصل.
3. فحوصات أخرى
مثل: فحوصات الكلى، وفحوصات خاصة لتحري الإصابة بالصدمة نتيجة حصول نزيف داخلي أحيانًا، وتخطيط القلب الكهربي (Electrocardiogram).
علاج متلازمة مالوري فايس
في العديد من الحالات يتوقف النزيف المرافق للحالة تلقائيًّا دون إخضاع المريض لأي علاج، ولكن وفي حال كان المريض مصابًا بنزيف مستمر لا يتوقف، من الممكن السيطرة على الحالة وعلاجها من خلال ما يأتي:
1. حقن موضع النزيف بمادة الإيبينيفرين (Epinephrine)
إذ يتم إدخال الإبرة من خلال المنظار الطبي إلى موضع التمزق، ومن ثم يتم حقن المادة في المنطقة المصابة، وهذه المادة قد تغلق الأوعية الأوعية الدموية مسببة إيقاف النزيف.
2. العلاج بالتخثر (Coagulation therapy)
حيث يتم تمرير أداة معينة إلى منطقة الإصابة ومن ثم يتم رفع درجة حرارة الأداة أثناء تواجدها في داخل القناة الهضمية قرب المنطقة المصابة، مما قد يساعد على إيقاف النزيف.
3. إجراءات أخرى
مثل: الجراحة، وبعض الأدوية التي قد تساعد على إبقاء الحالة تحت السيطرة.