متلازمة مخرج الصدر ما هي؟

كتابة:
متلازمة مخرج الصدر ما هي؟

ما هو مخرج الصدر؟

ينتظم الجسم و ما فيه بترتيب بديع مُتناهٍ في الدقة، فتُلاحظ أنّ لكلّ ما يحتويه مكانًا مُحدّدًا ومساحةً مُخصّصةً لأجله وحده، وينطبق ذلك على العظام والعضلات والأعضاء والأوردة والشرايين المُغذية لها، حتّى أعصاب الجسم المُختلفة منتظمة بنسق يجب عدم العبث به، ومن هذه المجموعات المرتبة مخرج الصدر (Thoracic outlet)، الذي يكون أشبه بحيّز دائري الشكل، يجمع ما بين الأضلاع العلوية للقفص الصدري الموجودة تحت عظمة الترقوة، والشريان تحت الترقوة والوريد تحت الترقوة الموجود بينهما، بالإضافة إلى حزمة من الأعصاب التي تُسمّى الضفيرة العضدية، فماذا يُمكن أن يحدث لأيٍّ منها لو لم يكن أحد أضلاع الصدر في مكانه الصحيح؟[١]


ما هي متلازمة مخرج الصدر؟

يُعاني ما نسبته 8٪؜ من مجموع السكان حول العالم من مُتلازمة مخرج الصدر (Thoracic outlet syndrome TOS)، الناجمة عن وجود ضغط ما على أحد الأجزاء الواقعة ما بين عظمة الترقوة وأضلاع القفص الصدري العلوية؛ لذا فإن تحديد نوع الإصابة بدقّة أمر مُهم؛ لمعرفة الأجزاء المتأثّرة بالضبط بالمرض،[٢] ولأجل ذلك قُسّمت المُتلازمة إلى ثلاثة أنواع فرعيّة، هي:[٢][٣]

  • مُتلازمة مخرج الصدر العصبية: التي تكون فيها الضفيرة العصبيّة هي المتأثّرة بالمرض، وتحتل ما نسبته 95-98٪؜ من مجموع حالات الإصابة بالمُتلازمة.
  • مُتلازمة مخرج الصدر الوعائيّة: التي يكون فيها الوريد أو الشريان تحت الترقوة متأثّرين بالمُتلازمة، وهي مسؤولة عن 2-5٪؜ فقط من مجموع الإصابات.
  • مُتلازمة مخرج الصدر غير المُحدّدة: التي يُشكّك بعض الأطباء في حقيقة وجودها أصلًا، إلا أنّ البعض الآخر منهم يُعدّها من المشكلات الشائعة والمُنتشرة على أرض الواقع، وفيها يُعاني المُصابون من مشكلات وآلام في منطقة مخرج الصدر، دون وجود أيّ أسباب واضحة لذلك.


ما أعراض متلازمة مخرج الصدر؟

بطبيعة اختلاف الأجزاء المُتأثّرة بمُتلازمة مخرج الصدر تختلف الأعراض والعلامات المُصاحبة للإصابة بها على النحو الآتي:[١]

  • الأعراض الناجمة عن مُتلازمة مخرج الصدر العصبيّة: عادةً لا يُعاني منها المُصاب طيلة الوقت، إلا أنّه يشعر بوجودها أكثر عند رفع ذراعه، وتزداد شدّة الأعراض مع ازدياد الوقت الذي تكون الذراع مرفوعةً فيه، وتتضمّن الآتي:
    • الشعور بالضعف أو الألم في الذراع أو الكتف.
    • الشعور بتعب الذراع سريعًا عند مُمارسة أيّ أعمال أو أنشطة تتطلّب استخدامها.
    • الشعور بعدم الراحة أو التنميل في أصابع اليد.
    • شحوب اليد وبُرودتها.
    • انسداد الشريان الموجود في اليد أو الذراع.
    • الشعور بألم في الذراع أو اليد، خاصّةً عند رفع الذراع فوق مستوى الرأس.
    • تورّم في اليد، أو الذراع، أو أصابع اليد.
  • بروز أحد الأوردة الموجودة في اليد، أو الرقبة، أو الكتف.
    • ازرقاق اليد أو الذراع.
    • الشعور بتنميل مؤلم في اليد أو الذراع.


ما هي أسباب وعوامل خطر متلازمة مخرج الصدر؟

على الرغم من أنّ الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمُتلازمة مخرج الصدر غير مفهومة تمامًا، إلا أنّ الأرجح أن تكون ناجمةً عن وقوع الضغط على الأوعية الدموية أو الأعصاب الموجودة في مخرج الصدر، وتتعدّد الأسباب المُحتلمة لذلك، وتتضمّن الآتي:[٤]

  • وجود ضلع إضافي في أعلى القفص الصدريّ على غير المُعتاد.
  • التعرّض لكسر في عظمة الترقوة، مما يتسبّب بالضغط على الأوعية الدمويّة والأعصاب أسفلها.
  • وجود تشوّه ما في العظام أو الأنسجة الموجودة في منطقة مخرج الصدر.
  • كثرة حمل الأوران الثقيلة، مثلما يحدث مع لاعبي كمال الأجسام.
  • المُشاركة في إحدى الرياضات التي تتضمّن كثرة استخدام اليد أو الذراع، ككرة السلّة، أو السباحة.
  • التعرّض لإصابة في الظهر أو الرقبة.
  • الإصابة بأحد اضطرابات النوم المُختلفة.
  • وضعيّة الجسم غير السليمة أثناء الجلوس، أو المشي، أو الوقوف.
  • تضخّم إحدى العقد الليمفيّة الموجودة تحت الذراع أو أعلى الصدر، أو وجود أورام في تلك المناطق.
  • أحد المُضاعفات الناجمة عن القلق أو الاكتئاب.

أمّا بالنسبة للعوامل التي ترفع احتماليّة إصابة البعض بمُتلازمة مخرج الصدر أكثر من غيرهم فيُذكر منها الآتي:[٣]

  • العُمر، إذ يبدو أنّ المُتلازمة أكثر شيوعًا ما بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20-40 عامًا.
  • جنس الفرد، إذ تستهدف المُتلازمة النساء بنسبة أكبر من الرجال.


تشخيص متلازمة مخرج الصدر

تتضمّن الإجراءات التشخيصيّة التي يتّبعها الطبيب في معرفة إذا ما كانت مُتلازمة مخرج الصدر هي المسؤولة عمّا يشكوه الأفراد أم لا مجموعةً من الخطوات، منها ما يأتي:[٥]

  • الفحص الجسديّ الشامل، الذي يتضمّن تحفيز الأعراض للظهور، بطلب تحريك يد المُصاب وذراعه بوضعيات مُختلفة، ومُلاحظة اشتداد الأعراض أثناء ذلك أم لا.
  • معرفة التاريخ المرضيّ الكامل للمُصاب.
  • إجراء صورة بالأشعّة السينيّة (X-ray)، التي تُظهر إذا ما كانت الأعراض ناجمةً عن وجود ضلع إضافيّ في القفص الصدريّ، أو استثناء أن يكون سبب الأعراض اضطرابات ومشكلات أُخرى عدا مُتلازمة مخرج الصدر.
  • تخطيط كهربائيّة العضل (Electromyography)، الذي يقتضي توصيل أقطاب في عضلات مخرج الصدر، وتقييم عملها واستجابتها للنبضات الكهربائيّة أثناء انبساطها وانقباضها.
  • دراسة التوصيل العصبيّ (Nerve conduction study)، الذي يبحث في كفاءة الأعصاب الموجودة في مخرج الصدر، وذلك عن طريق إرسال نبضات كهربائيّة عبر هذه الأعصاب ومُعاينة استجابة العضلات لها.
  • صورة الرنين المغناطيسيّ (MRI)، التي تُظهِر مكان حدوث الضغط المُسبّب للأعراض، بالإضافة إلى إظهارها أيّ تشوّهات غير طبيعيّة قد تكون السبب للإصابة بالمُتلازمة.


مضاعفات متلازمة مخرج الصدر

تكمن المخاطر المُحتملة والمُضاعفات المُتوقّعة في حال لم تُعالج مُتلازمة مخرج الصدر مُبكّرًا، ممّا يرفع احتماليّة إصابة الأعصاب بالضرر والتلف، وهو ما يُسبّب اشتداد الأعراض المُصاحبة للمرض، ناهيك عن أنّ العلاج الوحيد الذي يبقى من الخيارات حينها هو إجراء عمليّة جراحيّة، تحمل معها العديد من الآثار الجانبيّة والمخاطر، عدا عن أنّها قد لا تُصلِح الوضع في بعض الأحيان؛ لذا يُوصى دائمًا بعدم تأجيل العلاج عند مُلاحظة أيّ أعراض أو علامات للإصابة بهذه المُتلازمة.[٣]


علاج متلازمة مخرج الصدر

بعد تشخيص الإصابة بمُتلازمة مخرج الصدر تبدأ مرحلة العلاج، التي تتضمّن عدّة خيارات علاجيّة تهدف إلى مُحاولة الحفاظ على حركة الذراع والكتف واليد دون أن تتعارض الإصابة مع سير حياة المُصاب وأعماله قدر الإمكان، وذلك عن طريق الآتي:[٦]

  • العلاج الفيزيائيّ: بواسطة تمارين الإطالة والتمدّد للأنسجة والعضلات الموجودة في مخرج الصدر، وبعض التمارين الأُخرى التي قد تتطلّب حمل بعض الأوزان الخفيفة، ويكون ذلك بمُساعدة اختصاصي العلاج الفيزيائي.
  • الأدوية والعقاقير: التي يصرفها الطبيب في بعض الأحيان للسيطرة على الألم المُصاحب للإصابة، ومنها مُرخيات العضل، ومُضادات الالتهاب، كالإيبوبروفين، والنابروكسين.
  • الخيار الجراحيّ: الذي يلجأ إليه الأطباء في الحالات الشديدة، أو التي لم تُجدِ معهم العلاجات السابقة، وتهدف الجراحة إلى تخفيف الضغط الواقع على أجزاء مخرج الصدر، ومنها شقّ العضلة الأخمعيّة (scalenotomy)، أو استئصال الضلع الإضافيّ من القفص الصدري في حال كان هو المسؤول عن الإصابة بالمرض.


كيف يمكن الوقاية من متلازمة مخرج الصدر؟

لا يُمكن القول إنّه توجد إجراءات مُحدّدة تقي من الإصابة بهذا المرض، وإنّما يُمكن تقليل الأعراض المُصاحبة له، أو منع عودتها بعد الشفاء منها، عن طريق اتّباع الخطوات الآتية:[٥]

  • الحفاظ على وزن مُناسب، وتجنّب زيادة الوزن المُفرطة.
  • تجنّب الحركات المُتكرّرة التي قد تُلحق الأذى والألم بالذراع أو الكتف.
  • تجنّب حمل الأوزان الثقيلة.
  • تجنّب حمل الحقائب الثقيلة على الظهر والأكتاف.
  • الجلوس والوقوف بوضعيّة سليمة ومُستقيمة.
  • أخذ استراحة ما بين وقت وآخر أثناء مُمارسة الأعمال المُختلفة أو الدراسة، وممارسة بضع تمارين التمدّد خلالها.


المراجع

  1. ^ أ ب "Thoracic Outlet Syndrome", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  2. ^ أ ب "Thoracic Outlet Syndrome (TOS)", www.physio-pedia.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Thoracic outlet syndrome", www.mayoclinic.org, 2019-09-12, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  4. "Thoracic Outlet Syndrome (TOS)", my.clevelandclinic.org, 2019-07-19, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  5. ^ أ ب Darla Burke (2012-06-29), "Thoracic Outlet Syndromes", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  6. William C. Shiel Jr, "Thoracic Outlet Syndrome (TOS)", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×